كيف تطوّر التقويم الهجري؟.. أبرز محطاته مع بداية عام 1447 هـ

من مكة إلى الزمن الحاضر، يعكس التقويم الهجري مسارا حضاريا متواصلا، مع بداية عام 1447 هـ الذي يبدأ اليوم وفق الحساب القمري في العالم الإسلامي.
بدأ اليوم الخميس 26 يونيو/ حزيران 2025، أول أيام شهر المحرم لعام 1447 هـ، وذلك عقب ثبوت رؤية الهلال مساء الأربعاء، الموافق 29 من ذي الحجة 1446 هـ، ليدخل المسلمون عامًا هجريًا جديدًا يُحسب وفق الدورة القمرية.
التقويم القمري نظام زمني يعتمد على حركة القمر
يعتمد التقويم الهجري على رؤية الهلال لتحديد بداية كل شهر، ويتراوح عدد أيام الشهر بين 29 و30 يومًا. ويختلف هذا النظام عن التقويم الميلادي القائم على الدورة الشمسية.
وبسبب هذا الفارق، تتقدم السنة الهجرية على الميلادية بنحو 11 يومًا سنويًا، ما يؤدي إلى تغير توقيت المناسبات الإسلامية عبر الفصول.
التقويم الهجري العالمي مبادرة لتقليص الفروقات الزمنية
في أكتوبر/تشرين الأول 2001، طُرح مشروع "التقويم الهجري العالمي" خلال مؤتمر فلكي إسلامي في عمّان.
يهدف المشروع إلى توحيد بداية الشهور القمرية على مستوى العالم الإسلامي، من خلال تقسيم الكرة الأرضية إلى نصفين:
- النصف الشرقي: من خط طول 180 شرقًا حتى خط طول 20 غربًا.
- النصف الغربي: من غرب خط طول 20 إلى الأمريكتين.
ويُعتمد بداية الشهر في أي نصف بمجرد رصد الهلال في موقع مأهول ضمنه، مع احتمال وجود اختلاف بيوم واحد بين النصفين.
جذور التقويم القمري تعود إلى مكة قبل الإسلام
تعود جذور هذا التقويم إلى عام 412 ميلادية، حيث عُقد اجتماع في مكة ضم كبار سادة القبائل، من بينهم عبد مناف بن قصي، جرى خلاله تنظيم مواسم التجارة والحج، وتحديد تقسيم العام إلى 12 شهرًا، سُمّيت وفق ظروف واحتياجات العرب آنذاك.
وشملت التقسيمات أربعة أشهر حُرُم يُمنع فيها القتال: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب، وهو تقليد ظلّ محفوظًا في النظام الإسلامي لاحقًا.
بداية التأريخ الرسمي بالتقويم الهجري في عهد عمر بن الخطاب
رغم أن الهجرة النبوية وقعت في العام 622 ميلادية، فإن اعتمادها كبداية للتقويم الرسمي جاء في عهد الخليفة عمر بن الخطاب بعد 17 عامًا من وقوعها، بهدف تنظيم أمور الدولة وتوثيق المراسلات.
وكان يُعرف سابقًا بـ"التقويم العربي"، إلى أن رُبط بالهجرة النبوية، وأُقرّ رسميًا في الدولة الإسلامية.