يختلف التقويم الإثيوبي عن الميلادي في عدد الأيام والشهور وتسمياتها، وحتى ترتيب السنوات، إذ يتأخر تقويم إثيوبيا بـ8 أعوام عن الميلادي.
ولإثيوبيا تقويم خاص بها، مثل قليل من دول العالم، فيما يعتبر عامنا الحالي 2022 هو عام 2014 بالتقويم الإثيوبي، حيث سيحتفل الإثيوبيون في العاشر من سبتمبر القادم بنهاية العام الإثيوبي 2014، ويستقبلون العام الإثيوبي 2015، وهي الاحتفالات التي ينتظرها كل الإثيوبيين في الداخل والخارج بفارغ الصبر.
ويضم العام الاثيوبي 13 شهرًا، اثنا عشر منها بها 30 يومًا، والشهر الأخير، الثالث عشر، يسمى "أيام شروق الشمس"، ويتكون من خمسة إلى ستة أيام فقط، يسمونها في اللغة المحلية "باغميل".
و"باغميل" هو شهر العجائب، فهو شهر لا يُحسب في أي وظيفة أول عمل، إذ لا يعتبر شهرا كاملا، فلا تُدفع فيه أجور الموظفين والعمال، وهو من شهور المعتقدات الدينية للكنيسة، وهذا الشهر مقدسٌ بالنسبة لمسيحيي إثيوبيا، خاصة أتباع الكنيسة الأرثوذوكسية الشرقية.
وبحسب مصادر كنسية فإن "باغميل" هو الشهر الذي تم فيه "تعميد السيد المسيح" حسب معتقد الكنيسة، وهو الذي تعقبه احتفالات رأس السنة الإثيوبية الجديدة، والتي تكون حسب التقويم الميلادي يوم العاشر من سبتمبر من كل عام.
وتسميات الشهور الإثيوبية هي على الترتيب "مسكرم- طقمت-هيدار- تهساس- طري-لاكاتيت- مقابيت- مايزيه- قنبوت- سني-هملي- نهسي-باغميل".
وتتم المكاتبات الرسمية للدولة بالتقويم الإثيوبي، وأحيانا تستعمل وزارة الخارجية التقويمين الميلادي والإثيوبي، ويعتبر الإثيوبيون التقويم الخاص بهم من الأشياء التي تستحق الفخر، إذ تجد كثيرين منهم لا يعتمد على التقويم الميلادي ولا يستخدمه في معاملاته اليومية، ويكاد البعض -خاصة في القرى- لا يتذكر التقويم الميلادي نهائيا أو لا يعرفه أصلا، خاصة المزارعين والرعاة والحرفيين، لما للتقويم الخاص من العديد من المناسبات والاحتفالات، التي ترتبط بحياة المزارعين والمهنيين والرعاة.
وتقول مصادر كنسية إثيوبية إن هناك تقاربا بين التقويمين الإثيوبي والقبطي في مصر، ويرد البعض التشابه للعديد من العناصر المشتركة تاريخيا وحياتيا بين الشعبين، إذ تختلف تسميات الشهور وعددها وتوقيتاتها.
ومن الملاحظات اللافتة في أمر التقويم الإثيوبي أن أول يوم في العام الجديد به يواكب ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر على برجي التجارة في أمريكا، وبتغير الموقع الجغرافي عاش العالم وجهين متناقضين، الأول ضم احتفالات إثيوبية بعام جديد سعيد، والآخر كان حدثا مؤلما تغيرت معه الخريطة السياسية العالمية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة