مهرجان هلال البلدة.. الإمارات تنشر الفرح على شواطئ حضرموت

تعيش حضرموت أجواء احتفالية في موسم نجم البلدة 2025، حيث يشارك الهلال الأحمر الإماراتي بفعاليات ثقافية وتراثية تعكس تنوع الهوية العربية.
حلة جديدة يكتسيها موسم نجم البلدة في محافظة حضرموت بفضل مساهمة الهلال الأحمر الإماراتي، الذي شارك الآلاف من الزوار اليمنيين أجواء الاحتفال بالموسم السنوي.
وتشهد حضرموت خلال الفترة من 15 يوليو/ تموز وحتى نهايته من كل عام أجواءً من البهجة والانتعاش، بالتزامن مع ظاهرة فلكية مرتبطة بالتيارات المائية الباردة القادمة من القطب الجنوبي، ما يخفض درجة حرارة البحر إلى 13 درجة مئوية، ويجعل السباحة فيه وسيلة طبيعية للاستشفاء، مما يجذب آلاف الزائرين.
واستغل الهلال الأحمر الإماراتي المناسبة لإحياء الموروث الثقافي، من خلال إقامة قرية تراثية، وأجنحة إبداعية، وبازار ثقافي خليجي وعربي، إلى جانب فعاليات ترفيهية، وركن "دكان الطيبين"، ومطعم شعبي، ومعارض تسويقية لدعم الأسر المنتجة اقتصاديًا.
ترابط ثقافي
قال الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت، صالح عبود العمقي، إن موسم هذا العام "يكتسب بالفعل حلة جديدة، برعاية الهلال الأحمر الإماراتي وعدة جهات أخرى"، مشيرًا إلى وجود تنسيق ملحوظ في تنفيذ فعاليات متنوعة، منها القرية التراثية ودعم الأسر المنتجة.
وأضاف العمقي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن هذا النشاط يعكس حجم التفاعل من الجهات الداعمة، وفي مقدمتها الهلال الأحمر الإماراتي، الذي اعتاد على تقديم الدعم في القطاعات الخدمية ومعالجة ملفات إنسانية مهمة.
وأشار إلى أن مشاركة الهلال الإماراتي تعكس الترابط بين الثقافات العربية، ومدى تجاوب الأشقاء في دعم اليمن وتخفيف أزماته.
من جانبه، قال مدير المشاريع بهيئة الهلال الأحمر الإماراتي في حضرموت، المهندس حامد قوايا، إن مشاركة الهيئة تأتي عبر تدشين "القرية التراثية" ومبادرة "الأسر المنتجة"، برعاية من محافظ محافظة حضرموت، وبالتعاون مع مؤسسات فاعلة في المحافظة.
وأوضح في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن القرية التراثية تضم عدة أقسام، منها القسم اليمني بمكوناته المتعددة، إلى جانب أجنحة لدول الخليج العربي، بالإضافة إلى فلسطين ومصر.
وأضاف أن معرض الأسر المنتجة ضم مشاركة 65 أسرة، إلى جانب ركن للصور، ومكتبة مجانية، وعيادة طبية متنقلة، ومسرح ترفيهي. وبيّن أن هذه الفعاليات تبرز جوانب من التراث الثقافي لليمن والدول العربية، مشيرًا إلى أن مشاركة الهلال في هذه المناسبة هي الخامسة تواليًا، خصوصًا في مجال دعم الأسر المنتجة.
قيمة تراثية وتوعوية
في السياق نفسه، قال رئيس مؤسسة حضرموت للتراث، حسن باحشوان، إن "القرية التراثية تحتوي على قرابة 12 قسمًا، تروج للثقافة الحضرمية بمكوناتها، مثل النقش على الخشب، وصناعة الفضة، والجلسة الحضرمية، وركن الزراعة، وغيرها من النماذج".
وقدّم باحشوان شكره لدولة الإمارات والهلال الأحمر الإماراتي، على دعمهم لهذا المهرجان الذي يحمل قيمة ثقافية كبيرة.
من جهتها، قالت مسؤولة العلاقات في يمن كرافت للحرف اليدوية، فاطمة باحميش، إن جميع المشاريع المعروضة عبارة عن مشاريع تخرج لطالبات الجامعات وأعمال يدوية لحرفيين محليين.
وأضافت باحميش لـ"العين الإخبارية" أن الهدف من المشاركة هو تسويق المنتجات الحرفية وخلق شراكات واعدة، شاكرة الهلال الأحمر الإماراتي الذي وفّر فرصة لعرض هذه المنتجات.
أما الناشط الإعلامي علي الحبشي، وهو أحد الزائرين، فقد أعرب عن سعادته تجاه مهرجان البلدة السياحي، مشيرًا إلى أن الموروث الثقافي الحضرمي والعربي كان حاضراً بوضوح في القرية التراثية.
وأوضح الحبشي أن الفعاليات التي ينظمها الهلال الأحمر الإماراتي تؤدي دورًا مهمًا في توعية الأطفال والشباب للتعرّف على تراثهم الثقافي والتاريخي.
وأكد أن "قيمة القرية التراثية تنبع من كونها دمجت بين الأزياء التقليدية ولمسات التجديد، خصوصًا في الأزياء الحضرمية، وهي خطوة لإبراز الهوية الثقافية للمنطقة".