بالصور.. "فل وها" موقع تاريخي في أديس أبابا للعلاج والاستجمام
منطقة "فل وها" تشتهر بمياهها البركانية الكبريتية، وتقع وسط العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بالقرب من القصر الرئاسي
تشتهر العديد من المواقع في إثيوبيا بانتشار المياه البركانية الكبريتية التي يستفيد منها المواطنون في الاستحمام والاستجمام، ويعتبرها البعض مفيدة صحياً ومعالجة لبعض الأمراض.
ومن هذه المواقع، "فل وها" الشهيرة وسط العاصمة أديس أبابا، والتي تقع بالقرب من القصر الرئاسي، واكتشف مياهها الكبريتية المواطنون الأوائل الذين كانوا يقطنونها.
وبعد تأسيس العاصمة أديس أبابا عام1886، عرفت الإمبراطورة طايتو بتول، زوجة الإمبراطور منليك الثاني، سر مياه "فل وها" من المزارعين، فكانت تزورها من حين لآخر.
وكان القصر في تلك الفترة في أعلى قمة جبل إنطوطو، وهو بعيد عن منطقة المياه البركانية، فقررت أن تبني آخر قريباً من موقع المياه، حتى يتسنى لها الحضور بصورة يومية للحصول على فترة من الراحة والاستجمام.
ويقول البعض إن مياه "فل وها" تنشط الدورة الدموية، وتعمل على تنظيف البشرة ومحاربة كل الأمراض الجلدية.
الإمبراطورة طايتو والسكن إلى جوار "المياه المغلية"
عندما بنت الإمبراطورة طايتو القصر الرئاسي الجديد، اشتهرت مياه "فل وها" بصورة كبيرة، وكان الجميع يحضرون إلى هذا المكان من كل البقاع للاستجمام والعلاج.
وبُني قسم خاص خلف القصر الرئاسي، أطلق عليه اسم مجمع "فنفني"، يضم مطاعم وحمامات خاصة جداً، وبه العديد من الغرف، وفي الجانب الآخر توجد حمامات "فل وها" العامة، والتي تضم أقساماً مختلفة متاحة للعامة.
و"فل وها" هي كلمة بالأمهرية تعني المياه المغلية، ولـ"فل وها" إدارة تهتم بالعمل التنظيمي داخل المباني والحمامات، وتضم المؤسسة حالياً عددا كبيرا من العاملين، وباتت تتوسع من عام لآخر في ظل تزايد زوار الموقع، وكذلك زيادة الطلب على الخدمات التي تقدم به.
وبالمجمع أماكن للاستحمام والعلاج الطبيعي، مطاعم ومقاهٍ، وبات وجهة للناس من مختلف أنحاء العالم، وبالأخص الأفراد الذين يعانون من أمراض الرطوبة وآلام المفاصل.
ولا يستطيع الشخص أن يستخدم المياه الحارة وحدها بسبب درجة غليانها العالية جداً، لذلك توجد مياه باردة إضافية، ليتم تقليل درجة حرارتها.
منطقة "فل وها" باتت من المناطق المعروفة في أديس أبابا، وأطلق اسمها على مساحة كبيرة امتداداً من فندق شيراتون حتى منطقة امبسادورا، وصولا إلى القصر الرئاسي.
وأضحت المياه البركانية التي توجد في تلك المناطق ملجأً للعديد من الضيوف الذين يزورون أديس أبابا، إذ يمرون عليها بشكل أساسي، ويقضون فيها بعض الأوقات.
ويقول أحمد يايو، أحد الزائرين: "المياه مفيدة رغم حرارتها حيث تعطيك نشاطاً وتفيد الجسم كثيراً، وكما ترى الجميع يتوافدون من الصباح للاستجمام، وهنالك ضيوف يحضرون من كل موقع إلى هنا".
سياحة علاجية
يحضر الآلاف سنوياً إلى إثيوبيا في مختلف المواسم لتلقي العلاج والاستجمام، ومنهم من يزور منطقة سودري المعروفة بالمياه البركانية، ومنهم من يستقر في أديس أبابا، لزيارة منطقة "فل وها" المشهورة بالمياه الكبريتية الحارة، لذلك تدرج هذه المناطق ضمن السياحة العلاجية التي تعمل الحكومة على دعمها وتطويرها لجلب السياح للبلاد.
وقال الزائر كاسهوون تاريكو: "أحضر لهذا المكان من فترة لأخرى للاسترخاء، وحقيقة فإن المياه منعشة ومفيدة وصحية جداً، وهناك العديد من كبار السن يحضرون هنا للعلاج".
ويوجد داخل هذه المواقع- التي ترعاها الحكومة وتعتبر منتجعاً للاستجمام- عدد من الخدمات، إذ يوجد أخصائيو تدليك ومساج، كما تقدَّم خدمات علاجية واستشارات متعددة، وبداخل تلك المجمعات توفر البلاد مراكز طبية تساعد كبار السن والضيوف، بتقديم الاستشارات الطبية والبرامج الإشادية المصاحبة.