"حزب الله" يدرب جيوشا إلكترونية لتعزيز نشاط إيران الخبيث
حزب الله يدرب جيوشا إلكترونية لنشر أخبار مزيفة تهدف إلى نشر الخوف وزعزعة الاستقرار وتعزيز نشاط إيران الخبيث في المنطقة
كشفت صحيفة بريطانية أن تنظيم "حزب الله" اللبناني المدعومة من النظام الإيراني يدرب جيوشا إلكترونية على نشر أخبار كاذبة في معسكر سري، بهدف نشر الخوف، وزعزعة الاستقرار، وتعزيز نشاط إيران الخبيث في المنطقة.
وقالت صحيفة "تليجراف"، خلال تحقيق نشرته، الأحد، إن التنظيم الإرهابي يعطي دورات تدريبية للآلاف من نشطاء مواقع الإعلام الاجتماعي المدعومين من إيران، لتأسيس ما يسمى "جيوش إلكترونية" في جميع أنحاء المنطقة.
وأضافت أن التنظيم يدرب هؤلاء العناصر في مبنى متهالك من 3 طوابق على مشارف بيروت وسط شقق غير مميزة وشركات تصطف في الشارع المزدحم، لكنه في الداخل مزود بالتكنولوجيا المتقدمة والأضواء الوامضة لمعدات الكمبيوتر المتخصصة.
ونقلت عن أحد المتدربين، وهو شاب عراقي عرفته باسم "محمد" لحماية هويته، قوله، إنه دخل معسكرا تدريبيا للأخبار المزيفة مدته 10 أيام، تديره جماعة حزب الله المدعومة من إيران لتجهيزه لنشر الخوف والانقسام حول الشرق الأوسط.
وأشار إلى أنه تعلّم كيفية بناء شبكات من ملفات التعريف الاجتماعية الزائفة التي سيستخدمها لاحقًا لنشر الدعاية والتضليل عبر الإنترنت، وزرع الارتباك وأحيانًا الموت في بلاده.
وقبل وصوله إلى لبنان، قيل لمحمد أنه لن يُسمح له بالتحدث مع أي شخص عن رحلته إلى بيروت، وخلال الدورة التي استمرت 10 أيام كاملة، كان الطلاب مراقبين بواسطة كاميرات مراقبة.
وتابع محمد: "عندما وصلت، كنت متوتراً بسبب كل السرية التي تكتنف الأمر"، لافتا إلى أن من استقبله في المعسكر رجل مسن من مليشبا حزب الله يرتدي ملابس دينية تقليدية، وفي اليوم التالي التقى بمدربين سيعلمونه الأجزاء المختلفة من الدورة، كانوا يرتدون ملابس عادية أو يرتدون بدلات ومعظمهم ليس لديهم لحى.
وخلال السنوات التي تلت أول دورة له في عام 2015، استمر محمد في إرسال عشرات الأشخاص الآخرين لتلقي التدريب في بيروت في مجموعة متنوعة من المجالات حيث ساعد في إنشاء فرق جديدة من المتخصصين في التواصل الاجتماعي والقراصنة.
وأردف: "أنها صناعة وهم. حزب الله يربح الملايين من الدولارات من تنظيم هذه الدورات ولكنها بالنسبة للعملاء تستحق إنفاق المال".
وأشارت الصحيفة إلى أن "حزب الله" يرسل منذ عام 2012 على الأقل، عناصر إلى لبنان لحضور دورات تُعلّم المشاركين كيفية التعامل مع الصور رقميًا، وإدارة أعداد كبيرة من حسابات مواقع التواصل الاجتماعي المزيفة، وإنشاء مقاطع فيديو، وتجنب الرقابة على "فيسبوك"، ونشر المعلومات المضللة على الإنترنت بشكل فعال.
ويأتي هؤلاء المشاركون من العراق وسوريا ودول أخرى بالمنطقة، بحسب مقابلات أجرتها معهم الصحيفة، بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
ويقول محللون، إن المعسكر يسلط الضوء على نفوذ إيران الخبيث في المنطقة، وإلى أي مدى ترغب في المضي قدما لنشر أيديولوجيتها في منطقة الشرق الأوسط المنقسمة على نحو متزايد.
ويعتمد تحقيق الصحيفة حول عمليات التدريب الرقمي لـ"حزب الله" على أكثر من 20 مقابلة مع سياسيين ومحللين ومتخصصين في وسائل التواصل الاجتماعي، وعضو في وحدة العمليات النفسية العسكرية العراقية، وعضو في الاستخبارات العراقية، وعدة أعضاء سابقين في الجيوش الإلكترونية.
وشمل ذلك مقابلتين منفصلتين مع أشخاص شاركوا بشكل مباشر في الخدمات اللوجستية لإرسال أشخاص بحضور دورات "حزب الله" في لبنان على مدى عدة سنوات ولديهم معرفة وثيقة بكيفية عملهم.
وتكم إدارج "حزب الله" كمنظمة إرهابية في 18 دولة، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وكذلك الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية.
وأشار تقرير أمريكي أعد لأعضاء الكونجرس عام 2011، إلى "أنشطة التدريب والاتصال التي يقوم بها حزب الله مع المتمردين الشيعة في العراق" كسبب رئيسي لإدراجه كمنظمة إرهابية.
ومن بين المجموعات التي حصلت على التدريب "كتائب حزب الله"، وهي مليشيات عراقية شبه عسكرية تربطها علاقات وثيقة مع "حزب الله" اللبناني، حيث نفذت الجماعة العراقية حملات على مواقع التواصل الاجتماعي ونشرت مقاطع فيديو تستهدف بقوة الشخصيات العامة التي يُنظر إليها على أنها "أعداء".
ومن الأساليب الشائعة التي تستخدمها جميع الجيوش الإلكترونية إنشاء شبكات كبيرة من الحسابات المزيفة التي تضخم رسائل معينة عن طريق الإعجاب والتعليق ومشاركة منشورات بعضها البعض.
وفي هذا الصدد، قال مهند السماوي رئيس مركز الإعلام الرقمي العراقي، إن تأثير المعلومات الخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي في دول الشرق الأوسط مثل العراق، التي تفتقر إلى المؤسسات الحكومية والصحفية القوية، أكبر بكثير من أوروبا والولايات المتحدة.
وتابع: "التصريحات والرسائل الكاذبة التي تحرض على العنف، والتي تنتشر عبر الإنترنت يمكن أن تؤدي بسهولة مباشرة إلى العنف المميت في الحياة الحقيقية في العراق. نشر المعلومات الكاذبة يضر بشدة بالعراق".
وأثار مقتل الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي في 6 يوليو/تموز الماضي، غضبًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعاد آلاف العراقيين نشر الرسائل التي كانت تطالب بتصفيته، قائلين إنه ينبغي على "فيسبوك" و"تويتر" تحمل بعض المسؤولية عن وفاته.
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA=
جزيرة ام اند امز