"النسل المقدس".. عنصرية حوثية لاضطهاد قبائل اليمن
تنظر مليشيا الحوثي للقبائل اليمنية كعبيد سخرهم الله لـ "النسل المقدس" من الأسر السلالية لتعزيز خرافات الحق الإلهي بالحكم.
وتمارس مليشيا الحوثي العنصرية حتى في القبور، إذ تميز قبور العناصر المتحدرين من العائلات الهاشمية عن أبناء القبائل الذين يتم الزج بهم في محارق الموت في أقسى أنواع معاملة الاضطهاد ضد القبائل اليمنية (شمال).
والنسل المقدس، هو مفهوم عنصري لاضطهاد القبائل لصالح ابقاء الحكم الدائم في أسر سلالية معينة تطلق على نفسها "الهواشم"، أهمها عائلات، "الحوثي" و"المداني"، "المؤيد"، "الشامي" و"الديلمي" و"المتوكل"، وتستمد ذلك، بموجب تحريف ممنهج للمذهب الزيدي عبر امتياز "إلهي".
وطيلة 6 سنوات من عمر الانقلاب الحوثي، تعرضت القبائل لحرب ممنهجة من قبل المليشيات وخبراء إيرانيين، من بينها النظرة الدونية والتي تحتقر القبائل في مسعى للتحكم بالمشهد القبلي وإضعاف إرثها المقاوم على المدى البعيد.
وقال زعماء قبليون لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي تتعمد ممارسة العنصرية ضد القبائل وترغمها على ذكر صفة تمجد زعيمها عند الحديث عنه.
ودرج الحوثيون منذ حروبهم الست بصعدة 2004-2009 على تكوين خارطة معلوماتية دقيقة للتحالفات القبلية شمالا عبر أساليب مختلفة في التجسس وشراء الولاءات وتغذية نزعة الثأر والاغتيالات وبناء كيانات للهيمنة على القبائل وحصر تحركاتها في مساحات ضيقة.
وفككت مليشيات الحوثي بشكل ممنهج ومدروس المنظومة القبلية بشقيها التقليدي والسياسي، المتمثل بشيوخ القبائل أو ممن يمثلها في الدولة وكرست الانقسام الجغرافي والطبقي على أسس طائفية واجتماعية بشكل خطير، حد وصل إلى إصدار قانون "الخمس"، الذي يشرعن نهب أموال اليمنيين ويلزم الجميع، باستثناء العائلات الهاشمية، دفع 20 بالمائة من رأس المال والأملاك.
ولشرعنة قمع القبيلة وضربها، سعت مليشيا الحوثي لإقصاء زعماء القبائل خصوصا قبائل طوق صنعاء، من الوزارات والوظائف الحكومية وعينت بدلا عنهم مشرفين من العائلات الهاشمية.
كما عينت مشرفين من أبناء النسب المقدس في المناطق القبلية، ووصل الأمر إلى هيكلة جذرية للقبيلة بتنصيب زعماء قبليين موالين لها لحكم الكثير من القبائل الخاضعة لسيطرتها.
وقالت مصادر قبلية لـ"العين الإخبارية"، إن المليشيات الحوثية باتت تهيمن بشكل كبير على قبائل "سفيان"، "حاشد"، "بكيل"، "لهنوم"، "خولان"، "ريمة" بعد فرض زعماء موالين لها وملاحقة آخرين سيما الزعماء الموالين للرئيس اليمني السابق.
كما أوكلت لرئيس جهاز الاستخبارات القيادي الحوثي، أبو علي الحاكم، وكذا القيادي النافذ، محمد علي الحوثي، مهمة تغذية الصراع تحت يافطة التحكيم القبلي معتمدا على سياسة ضرب القبائل ببعضها ببعض.
إهانة زعماء القبائل
وفي 2015، استحدث الحوثيون ما يسمى وثيقة "الشرف القبلي" لاستباحة ومصادرة ممتلكات كل من يرفض القتال في صفوفها من زعماء القبائل واتخاذهم دروع بشرية تحت مسمى "الغرم القبلي".
وبعد الانقلاب في 21 سبتمبر/أيلول 2014، أسس الحوثيون ما يسمى "مجلس التلاحم القبلي" وعينوا القيادي الحوثي، ضيف الله رسام، المتحدر من مديرية "حيدان" بصعدة المعقل الأم للجماعة المدعومة إيرانيا، وذلك من أجل تطويع القبيلة وبسط نفوذهم العسكري.
وتمارس قيادات المليشيات الحوثية أساليب متنوعة للسيطرة على القبائل والتلاعب بأطرها التقليدية بغية فرض سيطرتهم السياسية.
ويرى الخبير اليمني، عصام محمد، أن مليشيا الحوثي استخدمت القوة المفرطة في قمع قبائل اليمن لشرعنة تطويعها لخدمة الهاشميين أو ما يسمى قيادات "النسب المقدس"، كان آخرها اجتياح قبائل حجور في حجة وسبقها حاشد وبكيل وهمدان.
وقال في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيا الحوثي تتعمد إهانة زعماء القبائل وملاحقتهم وإرهابهم بتفجير منازلهم، وأخذ الأبناء كرهائن وابتزاز البعض بمشاهد مخلة، وذلك لأن هذه الجماعة لا تثق إلا بـ"الهاشميين" لتقلد المناصب الحساسة والمهمة.
ولفت إلى أن المليشيات تمهد لإعادة الإمامة بعد 4 عقود من الإطاحة بها وتأسيس الجمهورية، وذلك لأن منصب الإمام هو حصريا من نصيب العائلات الهاشمية السلالية، مرجعا عدم إعلان تبني الانقلاب الحوثي رسميا ذلك، لكون مسمى "الإمامة" ترسخ لأكثر من نصف قرن لدى اليمنيين باعتباره "وصمة عار".