أدباء عرب في المهجر يقاومون الحنين لأوطانهم بالكتابة
الروائية العراقية إنعام كجه جي تؤكد أن المهجر أعطاها لغة إضافية حية، وأتاح لها إكمال دراستها العليا والاقتراب من مناهل غنية ومتعددة
يعيش العديد من الأدباء العرب في دول المهجر، حيث إن منهم من هاجر من أجل التعليم ومن غادر نتيجة الحروب والصراعات التي تعيشها بلاده أو للبحث عن مجال أوسع للإبداع.
"العين الإخبارية" استطلعت آراء بعض الأدباء والشعراء المقيمين في الخارج، وأكدوا أنهم يقاومون الحنين لأوطانهم عبر الكتابة.
قالت الروائية العراقية إنعام كجه جي، المقيمة في باريس منذ أكثر من 30 عاما: "في عصر الفضائيات والإنترنت لم يعد هناك داخل وخارج"، مشيرة إلى أن الإقامة في فرنسا وسّعت أفقها الثقافي وعلمتها الانفتاح على الآخر.
وأشارت كجه جي إلى أن المهجر أعطاها لغة إضافية حيّة، وأتاح لها إكمال دراستها العليا والاقتراب من مناهل ثقافية ومعرفية غنية ومتعددة، وتتابع: "لا أدري إن كان المهجر هو الذي صقل شخصيتي أم الناس الذين التقيت بهم وتجارب السنين، وأرى أنني لم أكن امرأة مقيدة ولا صحافية مقموعة في بغداد، لكن باريس عززت حريتي، واستطعت أن أعبر عن حنيني لبلادي عبر الكتابة الحرة".
فيما قالت الروائية السورية، ديمة ونوس، المقيمة في لندن، التي خرجت بعد احتجاجات عام 2011: "لا أعرف إن كنت أعيش اغتراباً بالمعنى التقليدي للكلمة، علاقتي بالأمكنة والمدن مرتبكة، فأنا لم أكن مواطنة سورية أتمتع بكامل حقوقي في دمشق وبالتالي لست مغتربة خارجها".
وقال الروائي العراقي محمد حياوي المقيم في هولندا: "لم أشأ أن أكتب عن العلاقات بين المغتربين والمجتمعات الغريبة التي تحتضنهم كمجتمعات بديلة، قد أكون حققت في المنفى أو الاغتراب بعض النجاح الشخصي، لكنّني على صعيد الكتابة الإبداعية فشلت تماماً، حتّى جاءت عودتي لوطني الأم بعد غربة امتدت لأكثر من 20 عاما، لتلتهب مخيلتي من جديد وتمتلئ بالحكايا والسحر".
وأضاف: "تبقى المجتمعات الغربية من وجهة نظري مجتمعات غير روائية من فرط استقرارها، لهذا لم تخرج عندهم روايات عظيمة بمستوى روايات أمريكا اللاتينية المليئة بالتناقضات المجتمعية".
وتابع حياوي: "في الغرب يمكنك أن تحصل على السعادة الشخصية والأمان والكرامة، لكنّك لن تحصل أبداً على صعقة الإبداع اللازمة لكتابة رواية، هذه هي المعضلة في الواقع".
وعبرت الشاعرة المغربية ريم نجمي المقيمة في ألمانيا عن امتنانها للإقامة في ألمانيا التي أنارت في نفسها غرفا شعرية، ما كانت تدركها لولا الحياة اليومية في هذا البلد.
وأشارت نجمي إلى أن ألمانيا تركت أثرًا في وعيها وفي عملها الأدبي، ليس فقط من خلال النافذة التي فتحتها لها اللغة الألمانية على الأدب الألماني، وإنما على المادة التي توفرها الحياة اليومية والصور الهاربة إلى قصائدها، والأهم الإحساس بالحرية في الكتابة.
وقال الروائي السوداني طارق الطيب: "عشت منذ مولدي في مصر لربع قرن ثم انتقلت بعدها للنمسا، وأعيش فيها منذ 35 عاما، فيينا لم تسرق مني شيئا، بل بالعكس أتاحت لي فرصا للعمل وللإبداع وللحياة بصورة لم أكن أحلم بها أصلا، وبالطبع لها تأثير إيجابي كبير على هويتي، وبالتالي على شخصيتي وكتاباتي كلها".
فيما قالت الروائية المصرية مي التلمساني، المقيمة في كندا: "الهجرة أعطتني بيتا آمنا لي ولأولادي ووظيفة ممتعة ومكتبة عامرة وسياقا اجتماعيا وحرية في التفكير والتعبير لم أكن أتمتع بها كثيرًا في مصر، لكنها سرقت مني راحة البال، وبالتالي أميل كثيرا لتأكيد الشك في المسلمات، وربما كان للهجرة أثر في تنمية هذا الجانب من شخصيتي".
من جانبه، أكد الروائي والشاعر العراقي، حسن النواب، المقيم في أستراليا، أن الغربة منحته الكرامة والعيش الرغيد والمستقبل الآمن لأطفاله، مشيرا إلى أنها تشبه في حقيقتها تصرفات زوجة الأب القاسية مع طفل يتيم.
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg
جزيرة ام اند امز