شهادة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تثبت خيانة الإخوان لبلدهم وسعيهم لتدميره من أجل الحصول على الحكم
في قضية محاكمة الإخوان المتهمين باقتحام الحدود الشرقية لمصر، والاعتداء على المنشآت الأمنية، وقتل واختطاف ضباط الشرطة وتهريب السجناء إبان ثورة يناير في 2011 بالاتفاق مع مليشيات حزب الله، وبمعاونة عناصر مسلحة من قبل حماس، حضر الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك للإدلاء بشهادته، شهادة ركز عليها الإعلام كثيرا بحكم أنها المواجهة الأولى بين الرئيس الأسبق حسني مبارك والرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان، التي تعتبرها الحكومة المصرية تنظيما إرهابيا.
الحقيقة لم أكن أحتاج إلى سماع شهادة الرئيس مبارك لأعلم حجم خبث ومكر وتآمر الإخوان، فهي جماعة إرهابية لا تمتّ للدين بصلة أو الحقد الذي تحمله حماس ومن يواليها في غزة للمصريين والعرب عموما، لكن لعل المخدوعين بها يفهمون ذلك جيدا قبل فوات الأوان
وأنا أستمع لشهادة مبارك بالمحكمة وما يقوله عن أفعال حزب الله والإخوان وحماس أثناء الثورة، تخيلت ما كان ليحدث لو لم يتقدم مبارك باستقالته أو تنحيه عن الرئاسة ورفض الخروج من الحكم؟ وماذا سيفعل هؤلاء بالشعب المصري وبمصر؟ من المؤكد أنه سيحدث في مصر ما حدث في سوريا وليبيا وستنزلق مصر نحو الفوضى والإرهاب ليسقط عمود من أعمدة قوة وهيبة العرب الرئيسية.
وهنا لا بد لنا أن نعود للتاريخ ونستذكر بعضا من تاريخ خيانة الإخوان لمصر، فقد قال الرئيس الراحل أنور السادات في خيانتهم الكثير، فعند توليه رئاسة مصر أخرج الإخوان من السجون المصرية بعدما أودعهم فيها الرئيس جمال عبدالناصر بعدما ثبتت خيانتهم له ولمصر، أصدر السادات (عفوا عاما) وأعادهم إلى وظائفهم وأعاد إليهم أموالهم، إلا أن الإخوان كما قال "عملوا على خيانتنا وتعاملوا معنا بالتقيَّة" والتقيَّة (أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن تديّنا)، وما يؤكد كلامه أنهم بعد ذلك هم من قتلوه، فالتاريخ يوضح أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها لا تعترف بالوطن أو تعترف بكلمة (وطن) أو ما يسمى (الانتماء الوطني) هي فقط تَعتَرف بالجماعة وتعمل من أجل خدمة ونجاح الجماعة.
لقد أثبتت شهادة حسني مبارك خيانة الإخوان لبلدهم وسعيهم لتدميره من أجل الحصول على الحكم، وتعاونهم مع أعداء مصر وهي شهادة خطيرة ومهمة جدا تكشف عن حجم تآمر حماس وحزب الله على مصر لمساعدة الإخوان على نشر الفوضى باسم الثورة، وتكشف أيضاً مَن كان وراء حماس وحزب الله وهم ثلاثي الإرهاب ومحور الشر في المنطقة (نظام الملالي في إيران، وتركيا، ونظام الحمدين في قطر).
الحقيقة لم أكن أحتاج إلى سماع شهادة الرئيس مبارك لأعلم حجم خبث ومكر وتآمر الإخوان، فهي جماعة إرهابية لا تمتّ للدين بصلة أو الحقد الذي تحمله حماس ومن يواليها في غزة للمصريين والعرب عموما، لكن لعل المخدوعين بها يفهمون ذلك جيدا قبل فوات الأوان، فحماس والقاعدة وداعش ما هم إلا امتداد لحركة الإخوان وفكرهم التكفيري، فهي في بيان تأسيسها تؤكد وتعترف بأنها جزء من جماعة الإخوان، فهي لن ولم تكن في يوم ما مقاومة قط، هي مجرد مقاومة تسير في التيار المعاكس، الغريب أنها أصدرت بيانا تنفي ما ورد في شهادة مبارك، التي أشار فيها إلى إرسال حماس عناصر إلى مصر لإطلاق سراح السجناء المصريين والفلسطينيين والعرب من السجون المصرية أثناء الثورة، وهو رد على طريقة (إذا قالوا للحرامي احلف) .
لقد أثبتت الظروف والأيام أن الرئيس حسني مبارك رجل شريف وعروبي، شجاع عندما تولى المسؤولية، وشجاع بقيادته لبلده في أحلك الظروف، وشجاع عندما جهر وصدح بالحق، وشجاع عندما تنازل عن الحكم حقنا لدماء أهل بلده، وشجاع عندما رفض أن يترك بلده ويرحل لكي لا تتم محاكمته، وهو قصة من الشجاعة يندر أن تحدث، فهو من حافظ على هيبة مصر أثناء حكمه وحافظ على دمائهم، كان صادقا وصريحا ولا يجامل وكانت معظم الشعوب العربية تحبه، ولَم يُبح بأسرار الدولة رافضا الإدلاء بشهادته الكاملة إلا بعد الحصول على إذن من الرئيس عبدالفتاح السيسي والقيادة العامة للقوات المسلحة؛ نظرا لأن شهادته تتضمن أسرارا للدولة وتتعلق بأمنها.
ما ظهر من حسني مبارك في المحكمة يؤكد الفرق بين رجل الدولة ورجل الجماعة، وما قاله في المحكمة حتى الآن شهادة للتاريخ من رجل تاريخي وزعيم عربي لن يُنسى، وسيحكم التاريخ بما له وما عليه، فقد قال ذلك في أحد خطاباته الشهيرة "إن حسني مبارك الذي يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة في خدمة مصر وشعبها، إن هذا الوطن العزيز هو وطني، مثلما هو وطن كل مصري ومصرية، فيه عشت، وحاربت من أجله ودافعت عن أرضه، وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت، وسيحكم التاريخ عليّ وعلى غيري بما لنا وبما علينا، إن الوطن باقٍ والأشخاص زائلون ومصر العريقة هي الخالدة أبدا جيلا بعد جيل، حفظ الله هذا الوطن وشعبه".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة