اليوجا الساخنة.. 87 وضعا للاسترخاء والهدوء
اليوجا الساخنة تمتلك الأدوات التي تمكن من يمارسها من التحرر من الطاقة السلبية التي يشعر بها الإنسان
دائما ما تكون اليوجا مرهونة في أذهان الكثيرين بالصفاء الذهني والوصول إلى درجة عالية من التناغم والانسجام ما بين العقل والجسد، وهي المفاهيم التي تسعى ما يطلق عليها "اليوجا الساخنة" لإيجاد طريق مختصر لبلوغها من خلال 26 وضعا من أوضاع اليوجا التقليدية، التي تبلغ 87 وضعا، ولكن في غرفة ترتفع فيها درجات الحرارة إلى 42 درجة والرطوبة بنسبة 40%.
وذاع صيت هذا النوع من اليوجا في كاليفورنيا في سبعينيات القرن الماضي، بفضل الممثلة شيرلي ماكلين، التي مارستها في ذلك الحين، لتغزو طبقات المجتمع الراقي في كاليفورنيا ومنها إلى مختلف أنحاء العالم بدءًا من الولايات المتحدة وبريطانيا والهند وحتى الأرجنتيني وأستراليا وإندونيسيا وكوستاريكا وكندا والمغرب واليابان وأوروبا بأكملها، بحسب ماكارينا كوتيلاس مديرة مركز "كاليفورنيان هوت يوجا" للتعليم والتدريب.
وقالت كوتيلاس لـ(إفي) إن اليوجا الساخنة عبارة عن أوضاع تم اختيارها وبترتيب محدد تعمل على جميع أجزاء الجسم، وكذلك العقل.
وتتألف اليوجا الساخنة من 26 وضعا وتمرين تنفس وتمارس في درجة حرارة تصل إلى 42 درجة مئوية ونسبة رطوبة تصل إلى 40%، الأمر الذي ربما يثير حفيظة البعض تجاه هذا النوع من الرياضات.
ورغم أن ارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة، يتطلب مجهودا إضافيا على القلب، فإن الخبيرة تؤكد عدم وجود موانع تحول دون ممارسة اليوجا الساخنة.
وأكدت "في المركز هناك حوامل وأشخاص خضعوا لعمليات جراحية في القلب وآخرون أجروا عمليات معالجة الفتاق وآخرون يعانون من ارتفاع أو انخفاض في ضغط الدم، ولا يواجهون مشكلات في ممارسة اليوجا الساخنة"، الا أنها أبرزت أهمية استشارة الطبيب المعالج في حالة الإصابة بمرض ما، على غرار ما يحدث ما باقي الرياضات.
وترى الخبيرة أن اليوجا تساعد في شفاء الجسد، حيث إنها تصل بالشخص إلى نقطة التوازن، في حين يعزز ارتفاع درجات الحرارة من قوة التدريبات نحو عشر مرات، ما يساعد في تحقيق نتائج أسرع مقارنة بالنمط التقليدي لليوجا.
وأضافت "مع اليوجا التقليدية يمكن للشخص أن يشعر بنتائجها خلال أشهر، على عكس اليوجا الساخنة، التي تمنح إحساسا بتغير هيكلي في الجسد بداية من الأسبوع الثالث".
وتعدد من بين مميزات اليوجا الساخنة ضخ دماء متدفقة لكل عضو وغدة وعضلة، وبالتالي تحفيز تجديد خلايا الجسم، والمخ.
وربما يرى الراغبون في تقليل أوزانهم ضالتهم في اليوجا الساخنة التي تساعد على حرق الدهون وتخزين السوائل والوصول بمستويات الهرمونات إلى نقطة الاتزان فضلا عن ضبط معدل التمثيل الغذائي وزيادة الكتلة العضلية.
ولا تتوقف مميزات اليوجا الساخنة عند هذا الحد، بل تمتد لتشمل القضاء على الام الظهر والمفاصل، وتقوي العضلات والعمود الفقري والجهاز التنفسي وتساعد على التخلص من العادات السيئة والسموم الموجودة في الجسم.
وأوضحت الخبيرة أن السبب في هذا هو أن بعض المشكلات النفسية تتحول إلى أعراض جسمية بشكل لا شعوري، الأمر الذي تدلل عليه بعدم وجود علاج لبعض الأمراض.
وبينت أن اليوجا الساخنة تمتلك الأدوات التي تمكن من يمارسها من التحرر من الطاقة السلبية التي يشعر بها وبالتالي اختيار ما نود الاحتفاظ به في نفوسنا وأذهاننا، كما نختار ملابسنا.
وأكدت أن ممارسة اليوجا الساخنة كفيلة بأن تمنح الفرد القدرة على ادراك مدى القوة الكامنة بداخله، وهو ما تعتبره الخبيرة "معجزة" في الوقت الحالي.
ويقدم مركز "كاليفورنيان هوت يوجا" فرصة فريدة ليس فقط لمن يرغب في ممارسة اليوجا الساخنة، وانما من يريد أن يصبح مدربا، حيث إنها تتيح لهم المجال لخوض رحلة داخل أنفسهم.
وإن كانت الرحلة واحدة، فإن تفاصيل اليوجا الساخنة تختلف ما بين الشخص الذي يرغب فقط في ممارسة اليوجا الساخنة، وبين من يريد أن يصبح مدربا، حيث إن الأول قد يكتفي بممارستها لثلاث ساعات يوميا، الأمر الذي لن يكون كافيا على الإطلاق بالنسبة للثاني. .