يمنيون محاصرون بين الحوثي والمرض.. آلام في شباك الألغام
مخلفات موت زرعتها مليشيات الحوثي في طريق اليمنيين الآمنين، فحولت أجسادهم إلى فاتورة تدفع ثمن انقلاب أذرع إيران.
فها هي عشرات الألغام الحوثية مزروعة في الطريق الترابي المؤدي إلى مستشفى "العطير" في مديرية حريب التي حررتها قوات العمالقة مؤخرا، في محافظة مأرب الواقعة شرق اليمن.
وعلى الرغم من أن المستشفى منح مرضى الفشل الكلوي بصيص أمل في الحياة عبر إبقاء قسم الغسيل مفتوحا تقديرا للوضع الإنساني في ظل المعارك، إلا أن ألغام الحوثي القاتلة أعاقت وصولهم إليه.
وتوجهت الفرق الهندسية التابعة لألوية العمالقة الجنوبية إلى بلدة "باب لصاد" والتي تقع فيها الطريق المؤدية إلى مستشفى العطير الخيري، وأزالت العشرات من الألغام.
وتظهر صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مدى فداحة الإجرام الحوثي الذي لم يستثن مرضى الفشل الكلوي من القتل.
ففي حين قررت إدارة المستشفى الإبقاء على قسم غسيل الكلى لمنح المرضى فرصة في الحياة، زرعت مليشيات الحوثي الموت في طريقهم.
ووجه مدنيون في حريب نداء استغاثة للجهات المعنية سواء بالداخل أو الخارج، بسرعة الدفع بفرق مختصة ومساندة فرق ألوية العمالقة في نزع الألغام والعبوات من جميع المناطق المحررة من قبضة المليشيات الحوثية، كون حياة المواطنين في خطر نتيجة تلك الأجسام القاتلة.
ويقول سكان محليون إن مليشيات القتل والدمار الحوثية قامت بزرع الطريق بمئات الألغام والعبوات في محاولة لقتل مزيد من الأهالي.
كما أدت الألغام إلى إغلاق مستشفى "العطير الخيري" حفاظاً على أرواح مرتاديه بسبب الألغام الحوثية التي تحاصره وتهدد أرواح المرضى.
تفخيخ الأرض والعقول
وقال الزعيم القبلي محمد العمري، أحد مشائخ حريب في تسجيل مرئي طالعته "العين الإخبارية": "هذه مخلفات مليشيات الحوثي في حريب، تزرع الألغام والعبوات وتزعم أنها تنمية واقتصاد وتعليم".
وأضاف أن "مليشيات الحوثي لا تكتفي بتفخيخ الأرض ومحاصرة المنازل والمشافي بالألغام بل يمتد تدميرها إلى تفخيخ عقول الأطفال؛ وهي الأخطر على أجيال اليمن".
وتابع "الحوثيون يلغمون الأرض ما يكشف خبث وإجرام أتباع هذه الجماعة الإرهابية التي مسيرتها ألغام، وأفكارها سموم، ولم تخلف لليمن أكثر من الموت".
الحوثي يزرع الموت
من جانبها، دعت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، كافة المواطنين إلى التقيد بتعليمات فرق نزع الألغام، وعدم السير أو الاقتراب من الطرق أو الأماكن المشبوهة التي ما زالت غير آمنة.
وأشارت في بيانٍ حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إلى أن مليشيات الحوثي الإرهابية لم تترك أي مكان وصلت إليه إلا وزرعته بكل وسائل الموت من الألغام والعبوات الناسفة.
وكشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين عن وجود طريقين رئيسيين أصبحا مفتوحين لحركة المواطنين ودخول المواد التنموية والإغاثية للسكان بمديرية حريب، وهما طريق (مأرب - صافر - حريب)، وطريق (شبوة - بيحان - حريب).
كما دعت الوحدة التنفيذية جميع المنظمات الإنسانية إلى سرعة العمل على تقديم المساعدات الطارئة إلى سكان مديرية حريب التي تضم أكثر من 16 ألف أسرة، وتقديم المساعدة الفنية والتقنية للمؤسسات الخدمية حتى تستعيد دورها في خدمة المواطنين.
2 مليون لغم حوثي
ونشرت مليشيات الحوثي الألغام بشكل مكثف في أغلب المدن اليمنية، ووصلت ذروتها في مناطق الساحل الغربي لليمن، بزراعة نحو مليوني لغم متعدد المهام ومختلف الأحجام تطال بشكل رئيسي المنازل وممرات المدنيين.
ويقدر حقوقيون ضحايا ألغام الحوثي بنحو 20 ألف مدني، فيما تقول الأمم المتحدة إن عدد ضحايا الألغام يبلغ فقط 4500، كما أعاقت هذه الفخاخ عودة السكان إلى منازلهم، وهي معضلة ستبقى آثارها لعشرات الأجيال المقبلة.