معالم التعذيب النفسي والجسدي على المختطفين تنبئ بما كانت الحال عليه داخل زنازين مليشيات الحوثي الإرهابية.
لم تأتِ هذه الجموع من جبهة قتال حديث الوقوع، كما توحي هذه العكازات والكراسي المتحركة، بل كان المجيء من سجون الانقلاب الحوثي، وما أحدثته من عطب داخل هذه العظام، وما تحمله من نفوس منهكة.
عشرات من الأسرى التابعين للحكومة اليمنية الشرعية، وصلوا أخيرا إلى مطار سيئون في محافظة حضر موت، ضمن أكبر عملية تبادل منذ الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر عام 2014.
بالصور.. استقبال مهيب للمحررين من سجون الحوثي
مصير غامض لـ9 صحفيين.. هل تلاعب الحوثي بصفقة الأسرى؟
تشمل العملية ألفا وواحدا وثمانين أسيرا ومعتقلا، تم الاتفاق بشأنهم في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، وتنظيم لوجستي من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
معالم التعذيب النفسي والجسدي، تنبئ بما كانت الحال عليه داخل زنازين هذه المليشيات الإرهابية، أما فحوصات الفرق الطبية التي هرعت إلى استقبال الأسرى والمختطفين، فأكدت أن جميعهم يعانون من عاهات مستديمة، تستلزم عناية طبية مركزة وتأهيلا نفسيا عميقا، فضلا عن أن هناك حالات حرجة، رجح الأطباء عدم تماثلها للشفاء، كونهم فقدوا الذاكرة.
هكذا إذن تقدم مليشيا الحوثي الإرهابية صورة لموروثها الأخلاقي وأفعالها الإجرامية، أمر كشفته تقارير حقوقية ووثقته منظمات معنية بالأسرى والمختطفين في السنوات الأخيرة.
فلطالما أكدت هذه الجهات تعرض الآلاف من القابعين في معتقلات الانقلابيين للتعذيب النفسي والبدني، وحرمانهم من أبسط الحقوق الأساسية بطريقة مخالفة لأدنى حقوق الإنسان.
بدء أكبر تبادل للأسرى بين الحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي
الحوثي يفرج عن رهينتين أمريكيتين ونقلهما إلى مسقط
عمدت مليشيات الحوثي أيضا - وفقا للتقارير ذاتها - إلى الزج بالمحتجزين والأسرى في معتقلات غير صالحة إنسانيا، حتى إن البعض منهم قد تم وضعه في مخازن الأسلحة والذخائر.
بين ادعاءات الحوثيين وأفعالهم فارق شاسع، تظهره الوقائع كل حين، أما اتفاقاتهم التي يبرمونها على أشلاء المختطفين، فهي عرف جديد لا تستحي هذه المليشيات الإرهابية من إظهاره للعالم أجمع.