دعشنة الجامعات اليمنية.. قيود حوثية لقتل فرحة تخرج الطلاب
وضعت مليشيات الحوثي قيودا جديدة حول حفلات التخرج الطلابية في صنعاء، ضمن ممارستها الطائفية على خطى تنظيم "داعش" الإرهابي.
وتأتي الخطوة الجديدة، في سياق التضييق الحوثي على حريات الطلاب بزعم الحفاظ على "الهوية الإيمانية" ومنع الاختلاط، غير أن ما تقوم به يندرج ضمن قائمة الأهداف الرجعية النابعة من الثقافة الإيرانية، وتنظيم داعش الإرهابي.
ونص فرمان (تعميم) جديد أصدرته المليشيات الحوثية مؤخرا، واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، على وضع محددات لحفلات التخرج تتماشى مع ما تسميه الحركة التابعة لإيران "الهوية الإيمانية".
واشترطت فيه حصول الطلاب على موافقة مبدئية لتنظيم الاحتفال، فضلا عن إطلاق مسميات الدفعة بما يتواكب مع جبهات القتال، في دعوة ضمنية تستهدف تطييف الفعاليات الطلابية وإطلاق أسماء قتلاها عليها.
كما اشترطت قيام الطلاب بتقديم طلب تنظيم الحفل إلى ما يسمى إدارة الأنشطة الطلابية "وهو مكون حوثي زرعته المليشيات داخل الجامعات"، للقيام بأنشطة تجسسية على الطلاب وطواقم هيئة التدريس.
وشددت مليشيات الحوثي في التعميم، على منع الغناء والموسيقى وتحذير الطلاب من القيام بالتقاط الصور مع عائلاتهم، فضلا عن تحديد نوعية الملابس التي يرتديها الطلاب خلال حفل التخرج، وهو تصرف حوثي يهدف لخنق الطلاب في يوم فرحهم.
التعميم الحوثي يشترط على تقديم تفاصيل برنامج الاحتفال، والفقرات التي سيتم إذاعتها، وتحديد مبلغ الميزانية، مع التأكيد على اختيار أعضاء لجنة الاحتفال للكل دفعة، من جنس واحد، من الطلاب أو الطالبات، دون السماح بأن تكون اللجنة مختلطة من الجنسين.
عراقيل أمام الطلاب
ويعقد الطلاب الآمال على مواجهة تلك القيود في اليوم الذي يبقى عالقا بالذاكرة بقية العمر باعتباره يوم المجد الذي يعلن فيه الطالب حصوله على الشهادة الجامعية، ومغادرة قاعاتها فضلا عن البحث عن فرصة عمل، وبدء مشوار العمر في تكوين أسرة جديدة، وتحقيق حياة الاستقرار.
ويؤكد طلاب بجامعة صنعاء في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، رفضهم الإجراء الحوثي الجديد، وأنهم سيقومون بتنظيم الاحتفالات التي يرغبون بها بعيدا عن أجواء "الحرمان الحوثي"، لكن مساعيهم تواجه بعض الصعوبات في البحث عن طريق طويل ومعقد يتيح لهم الاحتفال بعيدا عن أجواء الرقابة الحوثية وسطوتها.
وأكثر ما يقلق الطلاب في حال تم تنظيم احتفالات التخرج في فنادق بعيدة عن قاعات جامعة صنعاء، تعرضهم للاعتقال، مع ما يحمل ذلك من إمكانية التعرض للتعذيب، وابتزاز أسرهم بمبالغ مالية مقابل إخلاء سبيلهم.
ووصف أحد الطلاب، فضل عدم ذكر اسمه، التعميم الحوثي الجديد "بالسخيف" الذي يفتقر للمنطق، ويعمق النهج المتطرف لمليشيات الحوثي الشبيه بتنظيم داعش الإرهابي، وسعيها الحثيث للتضييق على طلاب الجامعة بشتى السبل.
وأوضح لـ"العين الإخبارية" أن الأنشطة الحوثية داخل الجامعات تستهدف تعطيل التعليم الجامعي الذي تراه المليشيات ندا يفضح خرافاتها وأباطيلها التي تسوقها في المراكز الصيفية للأطفال بما يتيح لها دفعهم إلى جبهات القتال.
حرب ناعمة
ومنذ انقلابها على السلطة نهاية العام 2014 مارست مليشيات الحوثي العديد من الانتهاكات بحق طلاب الجامعات، خصوصا جامعة صنعاء كبرى الجامعات اليمنية.
ومن بين القيود التي فرضتها وضع كاميرات لمراقبة الطالبات في أروقة الجامعات، وتحديد نوعية اللباس الذي يفترض ارتداؤه، فضلا عن قطع المرتبات، وفرض طواقم تدريس خاص بها، ومنع احتفالات التخرج والغناء، وحديث الطلاب مع الطالبات بزعم منع الاختلاط.
وكانت أكثر الانتهاكات الحوثية قسوة قيامها بطرد 16 أسرة لأكاديميين متوفين ومتقاعدين من مبنى سكن أعضاء هيئة التدريس بجامعة صنعاء قبل نحو شهرين، رغم صدور حكم قضائي بأحقية تلك العائلات بالسكن.
والجمعة، قال الأكاديمي بجامعة صنعاء أحمد الدغشي إن فرقة الزينبيات الحوثية قامت بإيذاء أسرته وتهديدها وطردها من شقته في السكن الجامعي، مشيراً إلى ممارسة تمييز عنصري ضد أبنائه من قبل المليشيات "عنصرية متوحشة يستحيل التعايش معها".
وأمام كل تلك الانتهاكات والجرائم تبرر مليشيات الحوثي إجراءاتها القمعية وانتهاكاتها المستمرة للتعليم العالي بالتصدي لما أسمته بـ"الحرب الناعمة"، وهو تبرير لا ينطبق مع حقيقة النهج المتطرف النابع من ثقافة إيران والجماعات الإرهابية المتطرفة.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS4xNCA= جزيرة ام اند امز