إرهاب الحوثي بالحديدة.. قذائف"الهاون" العشوائية تزهق أرواح المدنيين
مصدر حقوقي قال لـ"العين الإخبارية" إن معظم المقذوفات الحوثية بدائية الصنع تم تطويرها بخبرات إيرانية
لم تنته حلقات الإرهاب الحوثي في المدن المحررة بمحافظة الحديدة، غربي اليمن، فإلى جانب تدمير المدارس وإتلاف الطرقات بالعبوات الناسفة وتلغيم المنازل والمزارع، تزهق القذائف العشوائية التي تطلقها أرواح المدنيين واحدا تلو الآخر.
وتعد قذائف "الهاون" المدفعية سلاحا حوثيا إجراميا يحصد بشكل شبه يومي المدنيين بين جريح وقتيل، إذ أصبح القصف سياسة عقاب ضد السكان المناهضين للوجود الحوثي.
ونصبت مليشيا الحوثي داخل مدينة الحديدة مدافع "الهاون" فوق أسطح المباني وبجوار المنشآت التجارية والحيوية والمستشفيات الحكومية.
السلاح إيراني
وذكر بيان صحفي لقوات "العمالقة" أن 4 مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب 6 آخرين، مساء السبت، بإصابات خطرة بعد تجدد القصف الحوثي المدفعي على الأحياء السكنية في مدينة التحيتا جنوبي المحافظة، والخاضعة لسيطرة القوات اليمنية المشتركة المدعومة من التحالف العربي.
وفي مديرية "حيس" المحاذية لمحافظتي تعز وأب، رصدت القوات اليمنية، إصابة طفل بمقذوف "هاون" حوثي آخر استهدف منزل أحد المواطنين في بلدة "السبعة" جنوبي المدينة، ألحقت الشظايا "بفخذ" و"بطن" الطفل، إصابات بالغة قد تؤثر على نموه الطبيعي، وفقا لشهادة الأطباء.
وبشأن الإصابات في صفوف المدنيين جراء قذائف "الهاون"، تشير تقارير حقوقية إلى أن "مدني" على الأقل يسقط يوميا بين قتيل أو جريح بسبب مقذوفات حوثية عشوائية بالحديدة.
وقال مصدر حقوقي لـ"العين الإخبارية" إن معظم المقذوفات الحوثية بدائية الصنع تم تطويرها بخبرات إيرانية وتحتوي على مادتي C4 شديدة الانفجار أو مادة TNT التي تم نهب آلاف الأطنان منها من مصانع الأسمنت الحكومية.
ولفت المصدر إلى أن المليشيا أقدمت أيضا على التفخيخ والتخندق بجانب وداخل مطاحن الصوامع والغلال الواقعة على خط المنفذ الشمالي بجوار ميناء الحديدة الاستراتيجي.
وأردف بالقول إن المعلومات الأولية تشير إلى انتشار عشرات الحوثيين داخل أكبر مطاحن الدقيق في اليمن، ومباشرتهم بحفر عشرات الخنادق المستطيلة لإخفاء مدفعية "الهاون" إلى جانب شبكة أنفاق تخفي تحرك عناصرهم المنتشرة، تحسبا من أي إنزال بحري بالميناء.
مدافع على أسطح المنازل
ونصبت مليشيا الحوثي الإرهابية على أسطح المنازل المرتفعة في أحياء "7 يوليو" و" الربصة" و"الحي التجاري" و "الشهداء" العشرات من مدافع "الهاون" تستهدف بها القوات المشتركة المتقدمة من أطراف المدينة ومداخلها الرئيسية وفقا لمعلومات خاصة لـ"العين الإخبارية".
في غضون ذلك، دان بيان صحفي صادر عن سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي بمحافظة الحديدة، تحويل منزل الصحفي عبدالحفيظ الزريقي، وهو عضو اللجنة المركزية للحزب وسكرتير دائرته العامة بالحديدة إلى جانب عمله كصحفي في إعلام المحافظة، إلى ثكنة عسكرية واقتحام منزله وطرد أسرته.
وقال البيان، حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن مجاميع حوثية اقتحمت منزله في حي "7 يوليو" بمديرية الحالي، بتاريخ 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري قبيل التمركز فيه كموقع عسكريا مع اقتراب القوات المشتركة من الحي شمال شرق المدينة.
تنديد حكومي
في السياق ذاته، نددت الحكومة اليمنية، فجر الأحد، بجرائم مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بحق المدنيين في مدينة الحديدة، واستخدامها للأهالي دروعا بشرية، والتمركز على أسطح منازل المواطنين والمستشفيات والمدارس ودور العبادة وتحويلها ثكنات عسكرية.
وذكر البيان بحسب وكالة سبأ الرسمية أن وزارة حقوق الإنسان تقوم بمتابعة وتوثيق الانتهاكات التي ترتكبها المليشيا وهي جرائم حرب وانتهاك صارخ للقانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الأربع.
وطالبت مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان بإدانة هذه التصرفات والجرائم المرتكبة من المليشيا، مشددة على أن الحكومة قررت المضي قدما في إنقاذ أبناء الحديدة بعد استنفاذ جميع السبل لإقناع المليشيا بتسليم المدينة وعدم استخدام ميناء الحديدة في تهريب السلاح وقاعدة للتهديد الملاحة الدولية.
وحملت الحكومة اليمنية المتمردين مسؤولية سلامة وأمن المدنيين في المدينة وتعريض حياتهم للخطر، مؤكدة فتح "طريق الشام" بالمنفذ الشمالي كتدبير احترازي لإجلاء المدنيين المصابين.