خلال الأيام القادمة سوف يتضاعف شعور الحوثيين بالتهميش أكثر من قِبل الشعب اليمني والعالم كله
بقتل الصماد سيكون الحوثيون أمام مأزق كبير تمتد مساحته ما بين اليمن وإيران، لأنه من الواضح أن ما يحدث في اليمن يُنبئ بنهاية قريبة لجماعة الحوثي، ولكن هذه النهاية سوف تكون على طريقة التحالف (موجعة ومؤلمة)، خاصة أن هذه الجماعة بدأت فعلياً تشكل عبئاً على داعميها في طهران، لقد أدرك النظام الإيراني أن تجاوز اليمن إلى السعودية ودول الخليج ليس بالعملية السهلة، فجبال اليمن تحاكي صعوبة أن تجعل منه إيران ممرا سهلا للجزيرة العربية.
إيران ذاتها سوف تبيع جماعة الحوثي قريباً في صفقة مهمة حول برنامجها النووي، وهكذا سوف تكون نهاية هذه الجماعة التي تُضيّع الفرص الواحدة بعد الأخرى في سبيل طموحات يستحيل تطبيقها على الواقع.
اليوم لم يعد من الصعب التنبؤ بالكيفية التي يجب أن تنتهي إليها الصورة في اليمن، خاصة أن جميع الرؤوس المتعصبة للأفكار الأيديولوجية في جماعة الحوثي سوف تلاقي ذات المصير الذي لقيه الصماد، هذا الرجل المعروف عنه التهور وعدم الانضباط سياسياً، وقد ظهر ذلك في ضعف خبرته في التعامل مع الموقف الذي تمر به جماعته، بالإضافة إلى تضييعه الكثير من الفرص السياسية التي كانت سوف تنقل اليمن إلى مرحلة استقرار سياسي.
الخبرات التي تكوّنت عن جماعة الحوثي خلال الفترة الماضية تدل بلا شك أنه أصبح من غير الواضح لدى هذه الجماعة كيفية الخروج من الأزمة، فخطة الدخول والانقلاب لم تكن معها خطة الخروج من هذه الأزمة، وهذا ما تعاني منه الجماعة الحوثية هذه الأيام، ومن تابع كلمات عبدالملك الحوثي وهو ينعى الصماد يدرك حجم الارتباك وضعف الخبرات السياسية لهذه الجماعة التي لا تدرك أن حجم الارتباك الذي صاحب قتل الصماد قد حسم المعركة معنويا لصالح الشرعية وسوف يحسمها أيضا عسكريا لصالح الشرعية والتحالف.
خلال الأيام القادمة سوف يتضاعف شعور الحوثيين بالتهميش أكثر من قِبل الشعب اليمني والعالم كله، فالفناء الخلفي للحوثيين قد انكشف تماماً، ولم يعد يمكن التغاضي عن علاقة مع إيران وحزب الله هدفها تدمير اليمن وشعبه العربي الأصيل، وسوف يثبت التاريخ قريباً أن مساعدة الشرعية بقيادة الرئيس منصور هادي من أجل إعادة السيطرة على الوضع السياسي في اليمن لم ولن تكن تحدياً سوف تواجهه دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
هناك الكثير من الأمور التي تُعقّد الموقف الحوثي خلال هذه الأيام، فلم تعد الأجواء العسكرية هي ذاتها قبل عام من الآن، فالجيش اليمني الوطني يقف على مشارف صنعاء، وهذا يسهم في مزيد من الشعور بعدم الثقة داخل الجماعة التي لم تعد قادرة على حماية نفسها وقياداتها.
اليوم لا يمكن لهذه الجماعة الحوثية أن تراهن على مزيد من الدعم الإيراني.. فإيران ذاتها سوف تبيع جماعة الحوثي قريباً في صفقة مهمة حول برنامجها النووي، وهكذا سوف تكون نهاية هذه الجماعة التي تُضيّع الفرص الواحدة بعد الأخرى في سبيل طموحات يستحيل تطبيقها على الواقع.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة