الحوثي في صنعاء.. نسخة داعشية تخنق اليمنيين
الانقلابيون بدأوا بتقييد حرية المجتمع، وفرض نمط معيشي ظلامي على المواطنين.
في مشهد لم يختلف في عمقه عن انتهاكات «داعش» في الموصل العراقية ومدن سورية، بدأت مليشيات الحوثي الانقلابية بالعاصمة اليمنية صنعاء، بتقييد حرية المجتمع، وفرض نمط معيشي ظلامي.
فبالإضافة إلى الانتهاكات الإرهابية والإخفاء القسري، تسعى المليشيات الإرهابية إلى تحريم الموسيقى في حفلات الزفاف والسيارات، تماما كما هو الحال في معاقلهم الرئيسية بمحافظة صعدة، شمالي البلاد.
ومؤخرا، فرضت الميليشيات على محلات بيع فساتين الأعراس وصالونات التجميل، في العاصمة صنعاء، تحجيب فترينات عرض الملابس وصور عارضات الأزياء فيها، حتى باتت مثار سخرية بين المواطنين.
أحد العاملين في محل بيع فساتين الأعراس، بشارع الحسن الهمداني في صنعاء، قال لـ«العين الإخبارية»، إن تحجيب فترينات العرض وصور عارضات الأزياء، جاء تنفيذا لتوجيهات أمين العاصمة، حمود عباد، المعين من قبل الانقلابيين، والذي يعتقد أن هذه الصور تسببت في منع نزول المطر".
محاربة الموسيقى والرحلات المدرسية
ومع أن مدارس اليمن تحظر الاختلاط بين الطلاب والطالبات، إلا أن الميليشيات المسكونة بأوهام طائفية تلاقي رفضا شعبيا واسعا، بلغت حد إقحام أفكارها في سير العملية التعليمية.
وأصدر الانقلابيون توجيهات عبر مدراء المناطق التعليمية إلى المدارس الحكومية والأهلية، يمنعون بموجبها إقامة أية احتفالات للتخرج دون طلب الإذن المسبق.
وتشترط الميليشيات الإيرانية أن يكون قسم الأنشطة الخاضع لها، هو المسؤول عن إعداد برنامج الحفل، مع منع الفرق الموسيقية والغنائية والاستعراضية من المشاركة، إضافة إلى حظر الرحالات المدرسية.
مصائب
زعيم المليشيات الانقلابية، عبد الملك الحوثي، كان السبّاق في نشر مثل هذه الأفكار الدخيلة على الشعب اليمني.
ففي أحد خطاباته، حرّض علانية على معاهد تدريس اللغات بالعاصمة صنعاء وعواصم المحافظات، زاعما أنها تنشر ثقافة الانحلال وسط اليمنيين.
كما نصح أولياء الأمور بعدم السماح لأولادهم وبناتهم بالذهاب إلى تلك المعاهد التي ادعى أنها «السبب في تأخر نصر» الميليشيات.
طلاب في معاهد تدريس اللغة الإنجليزية بحي حدة في صنعاء، قالوا لـ" العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي نفذت، الأسبوع الماضي، نزولا ميدانيا إلى عدد من المعاهد، وطالبت بعزل الطالبات عن الطلاب.
وأضافوا أن الانقلابيين هددوا بإغلاق تلك المعاهد في حال عدم الالتزام بأوامرهم، وهو ما اضطر القائمين على تلك المؤسسات إلى الرضوخ.
التعليم الجامعي لم يسلم
لم يقتصر الأمر على التعليم الأساسي والثانوي، فالمليشيات والمشرفون الحوثيون المنتشرون في الحرم الجامعي لجامعة صنعاء، يمارسون أدوارا بوليسية تشبه تلك التي تمارسها شرطة الباسيج الإيرانية.
طلاب بالجامعة أوضحوا لـ" العين الإخبارية »، أن مهمة هولاء المشرفين تكمن، منذ سيطرتهم على الجامعة، في شن حملات التحريض والاعتداء على الطلاب والأكاديميين، في حالة سماعهم أي صوت معارض أو نقد، أو رؤيتهم أي طالبة جامعية لا ترتدي الحجاب.
انتهاكات وصلت حد الاعتداء الجسدي على الكثير من الطالبات والمدرسين.