الانقلاب يحلم بهدنة في تعز.. ضربات موجعة أفقدت الحوثيين توازنهم
مصادر تؤكد لـ"العين الإخبارية" سعي مليشيا الحوثي للحصول على هدنة في تعز لسحب مقاتلين إلى صعدة.
تلقت جماعة الحوثي الانقلابية منذ بداية العام الحالي ضربات موجعة أفقدتها توازنها العسكري في كثير من جبهات القتال، لكنها ورغم ذلك تحاول جاهدة الإبقاء على صورتها عند مؤيديها كقوة متماسكة لا تزال متحكمة بخيوط المعركة.
ومني الانقلابيون الحوثيون المدعومون إيرانيا بانتكاسات عسكرية كبيرة ومفاجئة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، بعدما تمكن الجيش اليمني المسنود بالتحالف العربي من استعادة كثير من البلدات الاستراتيجية المهمة خاصة في جبهات البيضاء وشبوة والساحل الغربي، إضافة إلى جبهات أخرى كالجوف والبيضاء ومأرب ونهم وتعز.
الضربة الأكثر إيلاما -بحسب محللين عسكريين يمنيين- هي التي تلقاها المتمردون الحوثيون بمعقلهم الرئيسي في محافظة صعدة، حينما نجح الجيش الوطني المؤيد للشرعية بفتح 4 جبهات قتالية في مختلف مديريات المحافظة الواقعة في أقصى شمال اليمن، وأحرز تقدما عسكريا مبهرا فيها.
وكانت وحدات الجيش اليمني مدعومة بمقاتلات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن قد حررت مؤخرا مواقع عسكرية وبلدات استراتيجية مهمة في مديريات باقم وكتاف ورازح، لتصبح على مقربة من منطقة مران مسقط رأس زعيم الانقلاب التي باتت في مرمى نيران مدفعية الجيش اليمني.
وتفيد المعلومات المؤكدة بأن هذا التحول المهم في خارطة المعارك العسكرية، أحدثت حالة شديدة من الإرباك في صفوف المليشيات، ما دفع قادتها الميدانيين إلى إعطاء توجيهات صارمة بسحب عدد كبير من مقاتليها في بعض الجبهات، إلى جبهة صعدة في محاولة مستميتة للدفاع عن معقلهم الرئيس الذي يمثل رمزية خاصة بالنسبة لهم، رغم مخاوف بعض القيادات لديهم من خسارة الجبهات التي تم سحب المقاتلين منها.
تقديم تنازلات في تعز
حصلت "العين الأخبارية" على معلومات حصرية من مصدر خاص حول رغبة مليشيا الحوثي في فتح خط للتفاوض مع قيادات الجيش والمقاومة الشعبية بتعز، بحثا عن هدنة ولو مؤقتة في جبهاتها المشتعلة منذ سنوات.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن محافظ تعز المعين من قبل الانقلابيين "عبده الجندي" ومعه قيادات بارزة للمليشيات استعانوا مؤخرا بمشايخ وشخصيات اجتماعية (بعضها من المستقلين)، والتي تحظى بالاحترام والقبول لدى مختلف الأطراف لطرح فكرة الاتفاق على هدنة في تعز، عقب إقناعهم بعدم جدوى استمرار المعارك في تعز بين الأخوة اليمنيين (حد قولهم)، والتركيز على معارك صعدة.
وفي حين لم يكشف عن ماهية الضمانات التي طرحها الحوثيون وما إذا كانت تلك الوساطة قد أحرزت تقدما ملموسا، أوضح المصدر بأن المليشيات أبدت استعدادها فتح معابر آمنة للمواطنين من وإلى المدينة.
وتفرض المليشيا الحوثية حصارا خانقا على مدينة تعز منذ ما يقارب 3 سنوات، الأمر الذي نتج عنه تردي الأوضاع الإنسانية فيها وبشكل كبير.
واعترف الكاتب الصحفي، نجيب القرن، المقرب من الحوثيين في تعز، بوجود تلك الوساطة، وكشف من خلال صفحته على موقع على "فيس بوك" عن أن هناك قنوات تواصل "غير مباشرة" لإيقاف المعارك العسكرية بتعز وعودة الحياة إلى طبيعتها، ربما يكتب لها النجاح قريبا".
أكثر الجبهات إنهاكا للحوثي
تشكل تعز واحدة من أكثر الجبهات القتالية التي أنهكت مليشيا الحوثي، وكبدتهم كثيرا من الخسائر العسكرية في العتاد والمقاتلين، خلال السنوات الثلاث الماضية.
وتشير التقديرات الصادرة عن منظمات معنية بالرصد والتوثيق إلى أن أكثر من 20 ألف مقاتل حوثي لقوا مصرعهم في تعز لوحدها منذ اجتياحهم المدينة أواخر مارس 2015 سواء بالمواجهات المباشرة مع الجيش والمقاومة الشعبية أو عن طريق الغارات الجوية لمقاتلات التحالف.
واليومان الماضيان، أكدت إحصائية صادرة عن المركز الإعلامي لمحور تعز، مقتل 249 حوثيا بينهم 3 قيادات ميدانية بارزة، وإصابة أكثر من 337 آخرين خلال شهر مارس الماضي فقط، بالمعارك التي دارت في بعض جبهات المحافظة الواقعة جنوب غربي اليمن.
وكانت القيادة العسكرية لمحور تعز قد أعلنت نهاية يناير الماضي بدء عملية عسكرية واسعة لكسر الحصار المفروض على المدينة منذ إبريل 2015.
ورغم التعزيزات الكبيرة التي دفع بها الانقلابيون إلى تعز عقب الإعلان عن العملية العسكرية، إلا أن الجيش والمقاومة استطاعا وقتها وبإسناد مقاتلات التحالف العربي، تحقيق انتصارات كبيرة واستعادة بعض المواقع الاستراتيجية، مكبدين المليشيات خسائر فادحة، قبل أن تتوقف العمليات بصورة مفاجئة بعد أقل من 3 أسابيع على انطلاقها.
وفي حين تحاول مليشيا الحوثي غالبا فرض سياج من السرية والتكتم الشديد حيال الخسائر التي تتكبدها، حرصا على معنويات باقي مقاتليها، إلا أن المعلومات الطبية المتواترة من مشافي مدينة إب المحادة لتعز من ناحية الشمال والتي تبعد عنها بمسافة 60 كلم تقريبا تكشف على الدوام عن الأعداد المتزايدة في قتلى الانقلابيين لاسيما في جبهات تعز الأشد ضراوة.
وبالتوازي مع تلك الخسائر تعيش المليشيات أزمة حقيقية في أعداد المقاتلين حسبما يقول بعض المحللين العسكريين وذلك نتيجة الصعوبة التي تواجههم في استقطاب وحشد مقاتلين جدد إلى صفوفها، ما دفعها لمحاولة تحريك القيادات الشعبية والقبلية الموالية لها ضمن حملة مكثفة لاستقطاب مقاتلين من الأطفال والشباب، والسعي لاستمالة وخطب ود بعض أعيان القبائل، لكن معظم تلك المحاولات باءت بالفشل.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA== جزيرة ام اند امز