فتح الطرقات.. مزاعم الحوثي تتحطم على «فخاخ الموت» وتاريخها المخادع
بينما تغلق «الحوثي» أكثر من 20 طريقا رئيسيا في 7 محافظات بوجه اليمنيين، استعاضت عن تلك الشرايين الحيوية، بمزاعم فتح طرق بديلة وملتوية، لإبقاء تموضعها العسكري وشرعنة حصارها.
تلك السياسة الحوثية التي عمقت محنة البلد الغارق في الحرب منذ سنوات، لم تتراجع عنها المليشيات الانقلابية، بل اتجهت صوب المزايدات السياسية، لإفراغ هذا الملف من محتواه الإنساني.
فما الجديد؟
تبنت مليشيات الحوثي مؤخرًا ما أسمتها «مبادرات أحادية» لفتح طريق بين مدينتي الحوبان وتعز وقبلها طريق يربط محافظتي البيضاء ومأرب، بزعم الاستجابة لجهود مجتمعية محلية.
الخطوة أثارت ضجة واسعة النطاق وتباينًا في الشارع اليمني، فاعتبرها البعض محاولة حوثية لامتصاص ضربات اقتصادية تعرضت لها مؤخرا من قبل الحكومة اليمنية، فيما قال آخرون إنها مراوغات حوثية جديدة ضمن نواياها العسكرية التي ليس لها علاقة بالجانب الإنساني.
ما ردود الفعل عليها؟
رحبت السلطات المعترف بها بتعز ومأرب الموالية للإخوان بما أعلنت عنه مليشيات الحوثي من فتح جزئي لبعض الطرقات، ما اعتبره مراقبون «استجابة متسرعة لمسرحيات هزلية للانقلابيين».
إلا أن وزارة الدفاع اليمنية ردت على المزايدات السياسية لمليشيات الحوثي، قائلة إن «ملف الطرقات يتطلب اتفاقا لوقف إطلاق النار لحماية أرواح المسافرين والمدنيين».
وردا على ذلك، تدخل وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محسن الداعري وعقد اجتماعا مهما، السبت، مع قيادة محور تعز العسكري لمناقشة مستجدات الأوضاع الميدانية في المحافظة الخاضعة لحصار حوثي مشدد منذ 10 أعوام.
وحول موضوع فتح الطرقات، أكد وزير الدفاع الداعري، أن «مثل هذه القرارات ينبغي أن تتم وفقاً لتوجيهات القيادة السياسية وعبر اللجان المعنية بعيداً عن العشوائية والتسرع»، لافتاً إلى مسيرة مليشيات الحوثي في الكذب والخداع والمراوغة خاصة فيما يتعلق بفتح الطرقات.
الداعري أكد أن «جميع الطرقات في مختلف المحافظات من جانب القوات المسلحة والحكومة مفتوحة، ولم تقطعها سوى مليشيات الإرهاب الحوثية «إمعاناً في معاناة اليمنيين».
واستدرك بالقول إن «ملف الطرقات عموماً يتطلب اتفاقاً لوقف إطلاق النار لضمان سلامة المدنيين والمسافرين»، محملاً مليشيات الحوثي مسؤولية حياة المواطنين والمتنقلين عبر الطرق إثر الألغام والمتفجرات التي زرعتها المليشيات في مختلف الطرق.
ووجه وزير الدفاع اليمني القوات العسكرية والأمنية في تعز بـ«رفع مستوى التنسيق، والتكامل الأمني العسكري لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة»، في إشارة إلى الاستعداد الكامل لأي نوايا عسكرية تحاول تنفيذها المليشيات مستغلة ملف الطرقات.
مبادرات حكومية
ويرى مراقبون أن فتح الطرقات ليس مكرمة تجود بها المليشيات على اليمنيين، بل هو حق إنساني وحق وطني، مؤكدين أنه على الحوثيين أن يرفعوا ألغامهم وفخاخ الموت التي يزرعونها لإعاقة العابرين، وكذلك مليشياتها التي تنشرهم في كل الطرق الرئيسة لقطعها ومنع العبور فيها.
وكانت الحكومة اليمنية عملت على تخفيف معاناة المواطنين في ملف الطرق، عبر مبادرات عدة؛ بينها مبادرة فتح طريق رئيسي من محافظة مأرب (شرقا) وحتى صنعاء.
وفي الساحل الغربي، أعلنت المقاومة الوطنية مرارأ أن الطرقات من جانبها مفتوحة وجاهزة وعلى المليشيات فتح طريق الجراحي حيس ومفرق المخا البرح ليعود خط تعز المخا وتعز الحديدة سالكا أمام المتعبين بالسير عبر الطرق الفرعية .
وفي الضالع، أكدت القوات الجنوبية أن الطريق الرئيسي صوب محافظات إب وصنعاء متاح للعبور، وأنها تنتظر أن تنهي الحوثي قطعها للطريق لتنتهي معاناة العابرين، غير أن المليشيات ردت باستهداف التجمعات السكانية، ومضاعفة جرائمها بحق المدنيين.
وفي تعز المحاصرة، أعلنت السلطات المحلية ولجان الوساطة أن الطرق الرئيسة في تعز مفتوحة وتنتظر أن يقبل الحوثي بإنهاء حصاره لكن المليشيات ذهبت صوب اختراع طرق بديلة وملتوية لإبقاء تموضعها العسكري وشرعنة حصارها.
وتؤكد الحكومة اليمنية أن مليشيات الحوثي تغلق أكثر من 20 طريقا رئيسيا في 7 محافظات في وجه اليمنيين، في سياسة تعمق محنة أهل هذا البلد الغارق في الحرب منذ سنوات.
aXA6IDMuMTMzLjEyOS44IA== جزيرة ام اند امز