الحوثيون والإخوان .. شركاء الإرهاب يخفون مصير آلاف اليمنيين
مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا وتنظيم الإخوان يتقاسمان إدارة 16 سجنا سريا بمدينة تعز
توفي والده بعد 3 أعوام من اختفائه قسريا في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، فيما لا تزال والدته المسنة تعتقد أن فلذة كبدها الذي اختطف في عام 2016، من منزله بمحافظة الحديدة غربي اليمن، قد يعود يوما من خلف الظلام.
وبمناسبة اليوم الدولي لضحايا الاختفاء القسري، روت والدة خالد محمد حسن الوجيه لـ"العين الإخبارية"، مآسي نجلها ذي الـ28 ربيعا، و الذي كان يعول أسرة مكونة من 4 أشخاص، قبل أن تخطتفه مليشيا الحوثي وتخفيه في سجون سرية بمحافظة الحديدة.
وحوّلت المليشيا الانقلابية عدة مبانٍ بالحديدة إلى سجون سرية، أبرزها "فندق مرديا"ن و"سجن حنيش" سيئ الصيت، والمستشفى العسكري سابقا ومباني سكنية بمحيط مقر جهاز الأمن السياسي، وأحد مباني منشآت رأس عيسى النفطية ومؤسسة الفرقان بالضحى، فضلا عن مزارع بوادي سردد، وفقا لمعلومات حصلت عليها "العين الإخبارية".
كما تقوم المليشيا الإرهابية باستخدام المختطفين كدروع بشرية وزيادة مواجع أسرهم، كما هو الحال مع "خالد الوجيه"، الذي رفض الانقلابيون الإفراج عنه لحضور جنازة والده، بعد موته كمدا على مصير نجله في أبريل/ نيسان 2019.
وتقول والدة خالد لـ" العين الإخبارية "، إنه: "عرفنا بعد بحث طويل أنه قد نقل من الحديدة إلى سجن الأمن السياسي بصنعاء، وذهبنا من أجل زيارته لكن الحوثيين رفضوا السماح لنا برؤيته ولو مرة واحدة وأخبرونا أنه أطلق سراح خالد، وعلينا البحث عنه".
وتؤكد الأم المكلومة، أن المليشيا الحوثية كذبت عليهم، ومازالت تخفي ولدها قسريا منذ 6 سنوات، وأن مزاعم الإفراج عنه غير صحيحة.
وكما هو حال أم "خالد"، تعيش آلاف الأسر اليمنية قصص مماثلة، بعد استفحال جرائم الاختفاء القسري التي تطال المدنيين، وتحديدا في أعقاب الانقلاب الحوثي واجتياح مدن البلاد أواخر عام 2014.
وخلال الفترة الماضية، لم تعد تلك الجرائم حكرا على مليشيا الحوثي، فاستمرار الحرب كشف القناع عن ممارسة إخوان اليمن ذات النهج الوحشي تجاه المناهضين لهم.
ففي ذات المدينة الساحلية غربي اليمن، لاتزال والدة "أكرم حميد الزبيدي" تنتظر بقلب تعصف به الآلام عودة نجلها، الذي كان يعمل بمحافظة تعز، في حراسة أحد المنشآت الطبية قبل أن تخطفه مليشيا الإخوان وتخفيه قسريا منذ قرابة 4 سنوات.
تقول والدة أكرم لـ"العين الإخبارية"، إنها تحملت مشقة السفر من الحديدة إلى مدينة تعز بحثا عن نجلها المختطف في أحد السجون السرية التابعة لمليشيات الإخوان، لكنها سرعان مع عادت بعد أيام إلى منزلها في مديرية الجراحي بعد تعثر طرق بحثها وتوسلاتها المتواصلة لقياداتهم. .
وتضيف بنبرة متهدجة، إنه"آخر مرة سمعت صوت ابني أكرم كانت في 3 يونيو 2016، بعدها اختفى قسريا، حيث علمت من زملائه أنه حاول منع مليشيا الإخوان من نهب المنشأة الطبية التي كان يعمل لديها كحارس، فعادت دوريات إخوانية مسلحة واختطفته واخفته قسريا (..) لا أريد أكثر من سماع صوته ورؤيته بخير".
شركاء الإرهاب
تتقاسم مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي، إدارة 16 سجنا سريا بمدينة تعز وجميعها تم استحداثها مؤخرا وفقا للجنة المخفيين قسرا.
ويعد سجن مدينة "الصالح" من أشهر المعتقلات السرية في الأجزاء الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي، فيما تبرز سجون "الروضة" و"المذبح"، و"فندق رويال" و"مبنى نيابة الأموال العام"، من أبرز السجون غير القانونية لمليشيا الإخوان، بحسب المصدر ذاته.
ومن بين 12 ألفاً و636 مختطفاً، يقدر أعداد المخفتيين قسريا بنحو 236 يمنيا من بينهم "90" مخفي قسراً منذ عام 2015، اختطفوا من بيوتهم ومقار أعمالهم والشوارع العامة، وزُج بهم في السجون وأماكن الاحتجاز دون مسوغ قانوني ولم يعرف مصيرهم أو حالتهم الصحية حتى اليوم، وفقا لبيان حديث صادر عن رابطة أمهات المختطفين.
وحسب الرابطة الحقوقية فإن المعتقلين تُمارس ضدهم أبشع أساليب التعذيب وامتهان الكرامة الإنسانية، حيث توفي تحت التعذيب 81 شخصا منهم ولم يسمح لعائلاتهم برؤيتهم إلا جثثاً هامدة.