الحوثيون يمنعون طباعة صحيفة لصالح .. خلافات تصل مرحلة كسر العظم
طيلة الأسابيع الماضية، عاش الانقلابيون أكثر من معركة سياسية واقتصادية، وعلى الرغم من محاولة احتوائها، إلا أن الأوضاع استمرت في التصعيد
تتجه الخلافات بين تحالف الحوثيين وصالح، إلى سيناريوهات غير متوقعة، فبعد أشهر من التصدع المستمر، يبدو أن التوتر بين الطرفين سيشهد معارك كسر عظم أكثر من أي وقت مضى.
وطيلة الأسابيع الماضية، عاش الانقلابيون أكثر من معركة سياسية واقتصادية، وعلى الرغم من محاولة احتوائها بحجة التصدي للحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، إلا أن الأوضاع استمرت في التصعيد وباتت مرشحة للانفجار يوما بعد آخر.
وشهد أمس الأول الإثنين، آخر فصول الصراع بين الحوثيين وصالح، حيث وجهت مليشيات الحوثي إهانة جديدة للمخلوع، عقب رفضها طباعة صحيفة "الميثاق"، الناطقة باسم حزبه "المؤتمر الشعبي العام".
وأعلن "محمد أنعم"، رئيس تحرير "الميثاق"، وهي لسان حزب صالح، أن الحوثيين منعوا طباعة العدد الأسبوعي للصحيفة والذي يصدر كل إثنين.
وقال أنعم في تصريحات نقلتها وكالة "خبر" التابعة لصالح، إن "ما حدث لصحيفة الميثاق هو استهتار بأعضاء المؤتمر"، وطالب حزبه باتخاذ موقف جاد إزاء التمادي الحوثي.
وأثار قرار منع طباعة الصحيفة في مطابع التوجية المعنوي التابعة للجيش، والتي يسيطر عليها الحوثيون منذ اجتياح صنعاء والانقلاب على السلطة في سبتمبر 2014، موجة غضب واسعة لدى أنصار صالح في مواقع التواصل الاجتماعي.
ووصف محمد علي علاو، المحامي المقرب من صالح، في سلسلة تغريدات على حسابه في تويتر، مليشيات الحوثي ، بأنها "مسيرة الكوليرا"، في إشارة إلى تفشي وباء الكوليرا بمناطق سيطرتهم.
وقال علاو إن "مسيرة الكوليرا الحوثية لا تختلف عن مسيرة الطاعون الإخونجي، كليهما مضلع مثلث برمودا، وكلهم قتلة الشعب اليمني".
"كامل الخوذاني" الكاتب الصحفي المقرب من صالح، انتقد هو الآخر بشدة منع الحوثيين طباعة صحيفة الميثاق للأسبوع الثاني، وطالب قيادات حزبه بـ"الخجل"، كونهم حولوا صحفييهم إلى مجرد "متسولين أمام من يسوى ومن لا يسوى" حسب تعبيره.
وخلال اليومين الماضيين، تزايدت حدة الصراع بين حزب صالح والحوثيين، حيث اتهم "عبده بشر" وزير الصناعة في حكومة الانقلاب والموالي للرئيس المخلوع، الحوثيين بالثراء غير المشروع على حساب الشعب، والتكبر على اليمنيين في مناطق سيطرتهم.
وقال بشر في رسالة لرئيس المجلس السياسي الحوثي إن "الوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، ووصل الحال بالناس إلى تفضيل الانتحار والموت على العيش وهم أموات".
واتهم بشر اللجان الحوثية الأمنية بـ"بسجن الآلاف من دون وجه حق ورفض إحالتهم إلى القضاء".
ويشكو أنصار صالح من استمرار ما تسمى بـ"اللجان الثورية" التي شكلها الحوثيون عقب الانقلاب واجتياح صنعاء بالتحكم في مؤسسات الدولة حتى الآن، وعدم السماح لوزراء المؤتمر بممارسة مهامه.
وذكرت مصادر خاصة لـ"بوابة العين"، أن رئيس المجلس السياسي للحوثيين "صالح الصماد"، رفض اليومين الماضيين رسالة وجهها رئيس حكومة الانقلاب "عبدالعزيز بن حبتور"، تطالب بحل اللجان الثورية واعتماد الاتفاق السياسي الموقع بينهم.
ووفقاً للمصادر نفسها، فقد أبلغ الصماد بن حبتور، بأن مطالب حل اللجان الثورية مرفوضة بشكل قاطع، وأن الاستمرار بطلب حلها، يعني "إعادة قراءة الاتفاق السياسي الموقع بين الطرفين"، في إشارة إلى فك الارتباط بينهما.
ويتوقع مراقبون أن ينفجر الموقف بين الحوثيين وصالح في أقرب وقت، مع اتساع الهوة بين الطرفين يوما بعد آخر، واستمرار الغليان داخل حزب المخلوع جراء التهميش والإهانات التي يتلقونها بشكل دائم.
وقال "علي الصبري" الناشط السياسي، لـ"بوابة العين" إن "كل المؤشرات تدل على أن كل طرف يريد ابتلاع الآخر وتحويله إلى مجرد ظل له، وخصوصا مع التحركات الأممية لاستئناف المشاورات والأنباء عن اقتراب حل للأزمة".
وأضاف" الحوثيون يريدون أن يحظون بنصيب الأسد من أي اتفاق سياسي والتضحية بصالح، والأخير يريد أن يضحي بالمليشيات الحوثية، وشاهدنا ذلك مؤخراً من خلال رسائل الغزل المتكررة التي وجهها صالح لدول التحالف يعلن فيها استعداده في أي دولة أو الذهاب إلى الرياض من أجل الحوار".
aXA6IDMuMTQ0LjEwMS43NSA=
جزيرة ام اند امز