علاج ملوحة التربة بطريقة ذكية في عصر تغير المناخ (مقابلة)
عندما لا تنفع الطرق التقليدية في علاج مشكلة، تظهر التقنيات الذكية بحلول ربما تكون مذهلة، خاصة في ظل التغير المناخي.
تتأثر التربة حول العالم بفعل التغير المناخي، ما جعل الاهتمام بها وتطوير تقنيات فعّالة وذكية أمرا مهما.
وفي أثناء مؤتمر الأطراف السابع والعشرين (COP27)، كان هناك وفد لشركة فودافون، ما أثار العديد من التساؤلات عما تفعله شركة مشهورة بشبكات الهواتف في مؤتمر متخصص في التغير المناخي.
ما دفعنا لإجراء حوار معهم؛ لفهم الصورة كاملة. واتضح أنّ فودافون تهتم بتطوير تقنيات الزراعة الذكية؛ فبدأنا نطرح أسئلة بخصوص الحلول المتاحة لديهم بشأن ملوحة التربة في مصر والعالم عمومًا. وما هي طرق الزراعة الذكية المقترحة من جانبهم وأبرز التحديات.
في محاولة للتكيف مع المناخ
تتحدث فودافون عن أبرز استراتيجيات الزراعة الحديثة للتكيف مع ظروف المناخ، والتي تعمل على:
- الحد من استهلاك المياه في الري، وتوفير الفاقد.
- التنبؤ بالظروف المناخية عبر مستشعرات مرتبطة بالأراضي الزراعية.
- استخدام معدات للحصاد تعمل بالطاقة الشمسية، بدلًا من المعدات التقليدية.
- الحد من انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن الممارسات الزراعية التقليدية.
هل الري بالرش والتنقيط مناسب؟
صار الري بالرش والتنقيط من أكثر الطرائق الشائع استخدامها في عمليات الري في مصر؛ فهي مناسبة لجميع أنواع التربة، باستثناء التربة التي تحتوي على طين ثقيل، إضافة إلى أنها توفر المياه، وتقلل التكاليف. لكن يرى القائمون على مشاريع الزراعة في فودافون أنّ وضع التربة المالحة يستدعي البحث في طرائق أخرى أكثر فعّالية من الري بالرش والتنقيط؛ خاصة أنّ التربة المالحة تحتاج إلى دراسة وتخطيط جيد للمياه؛ لأنّ ري التربة بكميات قليلة من المياه خلال فترات زمنية قصيرة، قد يمنع وصول المياه إلى جذور النباتات، فضلًا عن تبخر المياه الباقية عند السطح؛ فتترسب أملاح زائدة، ما يؤثر بالسلب على جودة المحصول.
ربما تكون الزراعة الذكية أفضل
توضح فودافون لـ"العين الإخبارية"، أنّ تكنولوجيا الزراعة الذكية هي الحل الأمثل لهذه المشكلات؛ فعملت على تطوير طرائق أكثر فعّالية، تركز على إدارة عمليات الري بطريقة ذكية من خلال استخدام ما يُسمى "إنترنت الأشياء" (IOT)، خاصة في ظل التغيرات المناخية الحالية، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تغيير خصائص التربة، ما قد يسبب الملوحة وانتشار الآفات والأمراض، ومن ثم خسارة المحاصيل الزراعية.
وتشير فودافون لـ"العين الإخبارية" إلى كيفية استخدامها لتقنية إنترنت الأشياء (IOT)، التي تعتمد على تجميع معلومات عن التربة المستهدفة، بمساعدة أجهزة الاستشعار المختلفة؛ لقياس سرعة الرياح وكمية الأمطار ودرجة رطوبة التربة والحرارة، ثم رسم خرائط الملوحة، ثم تحديد:
- كميات المياه التي يحتاجها النبات بحسب عمق الجذور، لتجنب ترسيب الأملاح.
- أوقات الري المناسبة على مدار اليوم.
- الفترة الزمنية لعملية الري في كل مرة.
وتُرسل هذه البيانات إلى أجهزة التحكم عن بُعد، التي يمكن من خلالها إدارة وتنظيم عملية الري.
وتُساعد المتابعة والمراقبة المتكررة لتلك المعلومات، المزارعين على تحسين عملية الزراعة، إذ يستطيع المزارع باستخدام هذه التقنية إدارة كل شيء والتحكم فيه عن بُعد عبر أي جهاز رقمي كالهاتف أو التابلت أو الحاسوب من خلال التنبيهات والإشعارات المحولة. بالإضافة إلى مراقبة شبكات الصرف الزراعي، خاصة في حال تعرّض التربة للسيول والأمطار الغزيرة؛ للحفاظ على خصوبة التربة والحد من انتشار الأمراض. وقد طبقت فودافون هذه التقنيات المتطورة في مزارع كثيرة حول العالم في أوروبا وتركيا وأفريقيا.
هل هناك تحديات؟
تكشف فودافون لـ"العين الإخبارية"، عن أبرز التحديات التي تواجهها هذه التقنية من خلال تجربتها، والتي تتلخص في الآتي:
- تحتاج هذه التقنية إلى مهارات من المزارعين؛ للتحكم وإدارة وتنظيم عمليات الري عبر الأجهزة الرقمية.
- التكلفة المادية لهذه التقنية مرتفعة نسبيًا؛ ما يعني أنّ المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، قد لا يستطيعون تغطيتها.
- عدم دراية المزارعين بمثل هذه التقنيات الذكية، واعتمادهم الكُلي على طرائق الري التقليدية.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg جزيرة ام اند امز