تتويج "صديق للبيئة".. تشارلز "يعيد تدوير" المراسم
تشارلز الثالث المدافع بشراسة عن الطبيعة يبدو حريصا على "إعادة تدوير" جزئيات من تتويجه من أجل مراسم "صديقة للبيئة".
ويُتوج تشارلز الثالث السبت ملكا في طقوس مسيحية مهيبة تعود إلى ألف عام من التاريخ والتقاليد لكن تم تكييفها لتعكس صورة بريطانيا في القرن الحادي والعشرين.
وضمن قائمة طويلة في جدول مزدحم، حرص الملك على أن تكون مراسم تتويجه منسجمة مع دفاعه المستميت عن البيئة، حيث حُظرت قطع الإسفنج الرغوية الخاصة بالزهور ذات الاستخدام الواحد.
كما سيتم التبرع بكل الأزهار لجمعيات خيرية تساعد المسنّين والضعفاء.
وستُستخدم أثواب احتفالية معاد تدويرها من مراسم تتويج سابقة، وسيكون الزيت الذي سيمسح به تشارلز نباتيا.
ويُعرف عن تشارلز الثالث كفاحه الطويل من أجل حماية الطبيعة والزراعة العضوية، ومكافحة تغير المناخ، ويعتبر من أشد المنتقدين لاستهلاك طبق كبد الأوز المسمّن.
دافع يفسر استبدال طبق الدجاج المطهو الشهير خلال تتويج الملكة إليزابيث الثانية، بوصفة شهيرة بفرنسا للاحتفال بتتويجه.
واختار ملك بريطانيا طبقا غير شائع في بريطانيا لكنه شهير بفرنسا ليُقدَّم في حفلة تتويج، بعدما كان الدجاج حاضراً خلال تتويج إليزابيث الثانية عام 1953.
وحرصت العائلة الملكية على تقديم وصفة طبق "الكيش" المكون من السبانخ والفول ونبتة الطرخون، ضمن مكونات نباتية خالية من اللحوم تؤكد مجددا ميل الملك لنظام الأكل النباتي.
وفي منشور سابق للعائلة عبر موقع تويتر، أعرب تشارلز وزوجته عن أملهما في أن "يشجّع" اختيارهما البريطانيين على المشاركة في مأدبة الغداء الكبيرة للتتويج، وهو احتفال يُقام يومي السبت والأحد في السادس والسابع من الشهر القادم.
وليس ذلك فقط، بل حظر تشارلز، في نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، تقديم طبق كبد الأوز المسمّن على موائد الأسرة الملكيّة، بحسب رسالة وجهها القصر الملكي حينها إلى جمعية "بيتا" الناشطة في مجال الرفق بالحيوان.
وكانت إليزابيث الثانية التي توفيت في الثامن من سبتمبر/أيلول الماضي، من محبي كبد الأوز.
لكن باريس سبق أن "انتقمت" لتلك الشرائح بتقديم هذا الطبق للملكة في مأدبة عشاء رسمية بالعاصمة الفرنسية باريس في يونيو/ حزيران 2014 جمعتها مع الرئيس السابق فرنسوا أولاند.
يوم تاريخي
سيوضع تاج الملك إدوارد، الرمز المقدس لسلطة العرش المصنوع من الذهب الخالص ويُستخدم لمرة واحد خلال الحكم، على رأس تشارلز عند الساعة 11.00 بتوقيت غرينتش على وقع صيحات "ليحفظ الله الملك".
وستصدح الأبواق في أنحاء كنيسة ويستمنستر آبي في لندن وتُطلق المدافع الاحتفالية برا وبحرا لمناسبة أول تتويج لملك بريطاني منذ العام 1953، والخامس فقط منذ 1838.
كما ستقرع أجراس الكنائس في مختلف أنحاء البلاد، قبل أن ينطلق جنود متحمسون من المشاة والخيالة في عرض يضم سبعة آلاف عسكري في شوارع العاصمة.
وسيعود الملك تشارلز وقرينته كاميلا التي ستُتوج ملكة، إلى قصر باكنغهام في العربة المذهبة التي قلما تُستخدم، أمام حشود كبيرة قبل أن يتابعا عرضا جويا من شرفة القصر.
ومراسم التتويج، تعتبر الثانية من نوعها تُبث على التلفزيون والأولى بالألوان وبخدمة البث التدفقي على الانترنت. وتُعد تأكيدا دينيا لاعتلاء تشارلز العرش.
وتشارلز البالغ 74 عاما، هو ملك بريطانيا منذ وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية في سبتمبر/ أيلول الماضي بعد سبعة عقود على توليه ولاية العهد.