بطولة تحت الماء.. ماذا فعل الغواصون لتعويم سفينة قناة السويس؟
بينما كانت الكراكة مشهور تحفر بالقرب من غاطس السفينة الجانحة بقناة السويس، كان هناك غواصون يخاطرون بأرواحهم لمنع وقوع ضرر بالسفينة.
الكراكة العملاقة تمتلك حفارا مدببا من النحاس وظيفته تكريرك أو حفر الرمال بقاع القناة ثم طردها بواسطة مواسير إلى خارج المجرى الملاحي.
وأثناء ذلك توجه غواصون تابعون لقناة السويس إلى مرافقة الحفار أثناء عمله على مقربة من السفينة "إيفر جيفن" خلال مهمة إعادة تعويمها بعد أن جنحت في 23 مارس/ آذار الماضي وتسببت في إغلاق القناة.
وبحسب حديث غواصين يعملون بقسم الإنقاذ البحري بهيئة قناة السويس – فضلوا عدم ذكر أسمائهم - لـ"العين الإخبارية"، فإنهم تلقوا تكليفات أن يغوصوا بجانب الحفار أثناء التكريك من أجل توجيه قائد الكراكة مشهور أثناء الحفر من الأسفل وعدم الاعتماد فقط على الرادار من أجل توفير إحداثيات دقيقة لإبعاد الحفار ومنطقة الحفر المطلوبة.
وأوضحوا أن تكريك 18 مترا وإزالة أكثر من 27 ألف متر مربع من الرمال المشبعة بالمياه مسألة في غاية الصعوبة خاصة عند الحفر بالقرب من سفينة عملاقة في ممر ضيق.
وشرح الغواصون أنه كانت هناك مخاطر كثيرة تحيط بالمهمة، أولها مخاوف اصطدام الحفار ببدن أو جسد السفينة مما قد يلحق بها أضرار قد تعقد عملية إعادة تعويمها.
وأضافوا أن الأمر الثاني يتعلق بحسابات موقع وكمية الحفر المطلوبة من أجل خلخلة السفينة وتسريب المياه أسفلها وتحديدا من المقدمة، دون أن تفقد اتزانها.
- قصة السفينة "مشهور" .. أحد أبطال تحرير "إيفر جيفن"
- حاملة طائرات وسفن عملاقة تعبر قناة السويس.. أرقام قياسية جديدة
وأكدوا: "فقدان اتزان السفينة في أي لحظة يعني تعرضها للخرق أو انفصال أحد أجزائها في ظل وجود حمولات ثقيلة للغاية، خاصة أن صناعة السفن مثل غيرها من الصناعات الثقيلة تعتمد على تجميع عدة أجزاء خلال التصنيع ثم تجميعها عن طريق اللحام، وهو ما يعني وجود تفكك هذا اللحام في حالة فقدان التوازن وأثناء عمليات الشد بواسطة القاطرات".
وتابعوا: "هناك مخاطر حقيقية كانت تحيط بنا أثناء العمل بالقرب من الحفار العملاق، ولكن في النهاية كنا على أتم الاستعداد لتقديم كل شيء من أجل إعادة فتح قناة السويس أمام سفن العالم مجددا".
وكشف الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، أصل فكرة التكريك أسفل السفينة الجانحة، والتي اقترحها مهندس شاب يعمل بإدارة الكراكات بالهيئة، وساهمت فكرته بشكل كبير في حل الأزمة.
وقال ربيع في تصريحات تلفزيونية، إنه تم الاستعانة بفكرة لمهندس مصري أثناء عملية تعويم السفينة البنمية "إيفر جيفن".
وشرح رئيس هيئة القناة الفكرة التي تتلخص في تكريك تحت مقدمة السفينة، وهي طريقة جديدة ومبتكرة في عمليات إنقاذ السفن وتعويمها.
وكشف المهندس المصري في فكرته عن أن مقدمة السفينة دخلت في الضفة بحوالي 10 أمتار إلى 12 متر وإذ لم تحدث عملية تكريك فإن السفينة لن تعوم فبدأت العملية بالكراكة الصغيرة ثم استخدمت الكبيرة ما أدى إلى مرور المياه من تحت مقدمة السفينة.
وأشار إلى أن عملية التكريك هذه لا تستخدم نهائيا في العالم، لكننا فكرنا بأن السفينة هذه غير طبيعية والحادثة غير تقليدية وبالتالي كان يجب أن تكون الحلول غير تقليدية.
وتم استئناف حركة الملاحة في قناة السويس مساء الإثنين بعد أن أعادت قاطرات تعويم السفينة إيفر جيفن الجانحة التي يبلغ طولها 400 متر بعيدا عن المنطقة التي جنحت بها يوم 23 مارس/آذار الماضي.
وارتفع عدد السفن التي عبرت قناة السويس منذ عودة المجرى الملاحي للعمل وحتى أمس الجمعة إلى نحو 361 سفينة، بمتوسط يومي 80 سفينة، وهو أكبر من المعدل الطبيعي البالغ 30 سفينة يوميا.
وأدى جنوح إيفر جيفن بعرض القطاع الجنوبي من القناة إلى وقف الملاحة تماما في الممر المائي مما أدى إلى تكدس 422 سفينة على جانبي القناة وعلى امتداد مسارها.
وبدأت مصر، الأربعاء، تحقيقات رسمية في جنوح سفينة الحاويات العملاقة "إيفر جيفن" في قناة السويس وتعطيل حركة عبور السفن لما يقرب من أسبوع.
وقالت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" إن التحقيق يشمل فحص الصلاحية البحرية للسفينة وتصرفات ربانها، ويشارك فيه طاقم السفينة وهيئة قناة السويس والشركة اليابانية المالكة والشركة التايوانية المستأجرة لضمان سلامة التحقيق.