كيف تتعامل شبكة بنوك الطعام العالمية مع هدر الطعام؟ (مقابلة حصرية)
محمد تشاتاغبا: أعضاء شبكة بنوك الطعام ينتشرون في أكثر من 50 دولة حول العالم
يعاني العالم بأسره من مشكلة هدر الطعام، لنرى كيف تتصرف شبكة بنوك الطعام مع تلك الظاهرة
من هنا تعمل شبكة بنوك الطعام على إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الطعام الفائض عن الحاجة، ثم التأكد من جودته، بعد ذلك، إعادة توزيعه على الأسر والأفراد المحتاجين، ما يقلل من ظاهرة هدر الطعام وفقده وهذا مفيد لأجل مواردنا ويجعلها أكثر استدامة. في نفس الوقت.
وفي هذا الصدد، "العين الإخبارية" تواصلت مع «محمد تشاتاغبا»، منسق برنامج التسريع في شبكة بنوك الطعام العالمية؛ في حوار حصري؛ ليُطلعنا من كثب على أنشطة بنوك الطعام الأعضاء في الشبكة خاصة بعد نهاية شهر رمضان الكريم.
وإلى نص الحوار..
كيف تعاملت شبكة بنوك الطعام مع ظاهرة هدر الطعام خاصة في شهر رمضان؟
تنتشر بنوك الطعام الأعضاء عبر 6 قارات في أكثر من 50 دولة حول العالم، وتقع بعض بنوك الطعام الأعضاء إما في دولة ذات أغلبية مسلمة (على سبيل المثال، إندونيسيا والأردن) أو في دولة بها جالية إسلامية كبيرة (على سبيل المثال، الهند ونيجيريا). وفي هذه البلدان، يأتي شهر رمضان في الغالب مع فرصة لبنك الطعام للعمل مع الشركاء المانحين لإطعام أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة وجبة كاملة لأنفسهم ولأسرهم. ومن خلال القيام بذلك، يساعد بنك الطعام أيضًا الجهات المانحة على تقليل هدر الطعام حيث أن بقايا الطعام ستذهب إلى مكب النفايات.
من ضمن بنوك الطعام الأعضاء في البلاد الإسلامية: «تكية أم علي» في الأردن، «تيدر» (Tider) في تركيا، «اكساتا بانجان» (Akasta Pangan) في إندونيسيا، «نو فود واست» (No Food Waste) في الهند، «كيتشارا صوب كيتشن» (Kechara Soup Kitchen) في ماليزيا، «لاغوس فود بنك» (Lagos Food Bank) في نيجيريا. ولكل من بنوك الطعام الأعضاء برامجها الرمضانية الخاصة، التي تستهدف إنقاذ الفائض، واستخدامه فيما بعد في إطعام أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف وجبة كاملة لأنفسهم ولأسرهم.
ما الأنشطة التي نفذتها شبكة بنوك الطعام للحد من إهدار الطعام بعد نهاية شهر رمضان؟
لدى بنوك الطعام الأعضاء برامج محددة لإنقاذ الطعام في رمضان. عادةً ما تتواصل بنوك الطعام التي لديها برامج مماثلة مع مرافق الأعمال مثل الفنادق والمطاعم وأماكن الفعاليات التي توفر إمكانية إنقاذ الأطعمة الجاهزة الزائدة في نهاية كل يوم. بمجرد موافقة المنشأة على التبرع ووضع جدول زمني للاستلام مع بنك الطعام، يبدأ الأخير في جمع الطعام في الوقت المتفق عليه مع إجراء الفحوصات للتأكد من أن الطعام آمن للاستهلاك.
على سبيل المثال، أفاد بنك الطعام العضو في ماليزيا «كيتشارا صوب كيتشن» أنه أنقذ 2.2 طن من فائض الطعام الجاهز من 23 فندقًا حول كوالالمبور، ماليزيا، والتي ذهبت بعد ذلك إلى إطعام المستفيدين من تسعة عشر مؤسسة محلية غير ربحية بما في ذلك دور الأيتام. دور المسنين، دور الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الخ.
ما مدى تعاون أصحاب المصلحة مع بنوك الطعام لتقليل فقد الطعام وهدره؟
في العديد من البلدان الأعضاء في شبكة بنوك الطعام العالمية، تعمل بنوك الطعام لدينا مع مختلف أصحاب المصلحة لتقليل فقد الأغذية وهدرها، لا سيما خلال شهر رمضان. بشكل عام، يتواصل بنك الطعام مع منشأة ضيافة مثل فندق أو مطعم أو مكان للمناسبات ويقترح إنقاذ طعامهم الزائد كلما كان ذلك متاحًا. يعد هذا النموذج حلاً مربحًا لجميع الأطراف؛ لأن الجهة المانحة تستفيد أيضًا من عدم إهدار طعامها ودفع رسوم جمع النفايات أو التخلص منها في مكب النفايات. ومن المهم أيضًا حقيقة أن بنك الطعام ينشر اسم المتبرع باعتباره أحد المانحين الذين أتاحوا إطعام عدد معين من الأشخاص الذين كانوا سيعانون من الجوع بدون طعام.
وكيف تتعاونون مع الشركات والمطاعم والفنادق المحلية لمنع هدر الطعام الزائد في شهر رمضان؟
بشكل عام، لدى بنك الطعام فريق مصادر الطعام، وهو مُخصص للبحث عن الشركات التي قد يكون لديها فائض من الطعام متاح للتبرعات. هناك العديد من الاستراتيجيات المستخدمة لاستقطاب المانحين المحتملين للأغذية، ولكن بمجرد تحديد الجهة المانحة والموافقة على بدء التبرع، فإن إحدى الطرق للحصول على التزام طوعي طويل الأجل هي التوقيع على اتفاقية شراكة، وهي نوع من مذكرة الاتفاق مع الجهة المانحة التي تحدد الشراكة والتوصل إلى اتفاق بشأن جداول الاستلام والمواقع والخدمات اللوجستية. قد يعرض بعض المانحين تسليم التبرعات إلى بنك الطعام ولكن بشكل عام، يجب على بنك الطعام استلام التبرعات.
بالإضافة إلى عمليات الاستلام المباشرة، تمكنت بعض بنوك الطعام من إنشاء منصة عبر الإنترنت حيث يتم تسجيل الوكالات المستفيدة ويمكن توجيهها إلى الجهات المانحة للأغذية لاستلامها بدلاً من بنك الطعام، وهو ما نطلق عليه بنوك الطعام الافتراضية. في هذه الحالة، يلعب بنك الطعام دور الميسر في معاملة التبرع هذه ولكنه لا يشارك بشكل مباشر في عمليات الاستلام. ومع ذلك، يظل بنك الطعام هو الضامن للعلاقة مع الجهة المانحة، مع التأكد من امتثال الوكالات المستفيدة لمتطلبات سلامة الأغذية وإعداد التقارير بالإضافة إلى جدولة الاستلام.
وماذا تفعل شبكة بنوك الطعام لتثقيف وتوعية المجتمع حول أهمية الحد من هدر الطعام؟
تستخدم بنوك الطعام الأعضاء في شبكة بنوك الطعام منصات مختلفة لرفع وعي المجتمع بأهمية تقليل فقد الطعام وهدره. تعقد العديد من بنوك الطعام الأعضاء فعاليات مفتوحة حيث يدعون مجتمع المانحين وأصحاب المصلحة الآخرين للمشاركة حول عمل بنك الطعام، والأساس المنطقي للتبرع بالأغذية بدلاً من إرسالها إلى مكب النفايات، والقدرات التي يتمتع بها بنك الطعام لإدارتها. التبرعات الغذائية.
أحد الأمثلة الجديرة بالملاحظة هو حدث Zero Summit الذي عقده بنك الطعام (SOS) في تايلاند، والمعروف أيضًا باسم قمة هدر الطعام والاستدامة، يعد هذا التجمع السنوي بمثابة منصة لتبادل المعرفة لمختلف أصحاب المصلحة في صناعة الأغذية مع التركيز على الحد من هدر الطعام وتعزيز ممارسات أفضل لإدارة هدر الطعام ومبادرة إنقاذ الغذاء داخل تايلاند. تم إطلاق Zero Summit في عام 2021 خلال جائحة كوفيد-19 للحث على التعاون والدعم من جميع القطاعات لتحقيق نظام غذائي أفضل في تايلاند يتسم بالمرونة والاستدامة والتجدد.
هل هناك أي تحديات أو عقبات تواجهها شبكة بنوك الطعام عندما يتعلق الأمر بإدارة وتقليل هدر الطعام وكيف تتغلبون عليها؟
التحدي الأول هو الوعي. كلنا مسؤولون عن هدر الطعام في منازلنا، وأماكن عملنا، والأماكن التي نخرج فيها لتناول الطعام. لذا تعمل بنوك الطعام على جعل عامة الناس يدركون أن 19% من كل الأغذية المنتجة في العالم تُهدر (وفقًا لتقرير مؤشر هدر الغذاء التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة).
التحدي الثاني هو بناء شراكات مع الشركات التي يمكنها التبرع بفائض الغذاء بدلاً من التخلص منه. يتم بذل الكثير من الجهد لشرح العملية للفنادق أو المطاعم التي لم تتبرع سابقًا بالطعام، وشرح كيفية إدارة بنوك الطعام لسلامة الغذاء ومقدار التبرعات الغذائية التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في المجتمع.
ولكن من خلال تجربتنا، بمجرد أن تقنع بنوك الطعام الفنادق أو المطاعم بالدخول في شراكة معها، فإن هذه الشراكات تكون طويلة الأمد وتؤدي إلى نمو المزيد من الشراكات. على سبيل المثال، بدأ بنك الطعام العضو في ماليزيا «كيتشارا صوب كيتشن» برنامج إنقاذ الطعام الرمضاني في عام 2016 بمشاركة حوالي 10 فنادق. هذا العام، كان لديهم 23 فندقًا متبرعًا ويتوقعون أن ينمو هذا العدد كل عام. بشكل عام، يتطلب الأمر الصبر والعمل الجاد والالتزام من قبل بنوك الطعام لمواصلة القيام بعملها.
هل يمكنك تقديم 6 نصائح لقراء العين الإخبارية لمساعدتهم على تقليل هدر الطعام؟
بالطبع، إليكم بعض النصائح لتقليل هدر الطعام
1- خطط لوجباتك لشراء ما تحتاجه فقط، إذا كنت ترغب في شراء إمدادات أسبوع، فلا تبالغ في الإنفاق على كميات كبيرة قد يفسد بعضها قبل نهاية الأسبوع.
2- لا تتخلص من بقايا الطعام، استخدمها بشكل إبداعي لإعداد أطباق أخرى (يعتمد ذلك على نوع البقايا). على سبيل المثال، يمكن تحويل الخبز المتبقي إلى فتات الخبز أو بودنغ الخبز.
3- يمكنك غلي الحليب كامل الدسم الفائض لاستخراج جبن الحليب الذي يمكن بعد ذلك تجميده أو قليه لاستخدامه لاحقًا.
4- يمكنك إعادة استخدام العديد من قشور الفاكهة لاستخدامات أخرى، بما في ذلك استخدامها كمكونات لوجبات أخرى. على سبيل المثال، يمكن طهي قشر التفاح على البخار للحصول على إضافة لذيذة لكوب الشاي الخاص بك.
5- فكر في تحويل طعامك المتبقي إلى سماد إذا كان لديك حديقة أو مساحة خارجية، بهذه الطريقة، يمكنك تقليل النفايات في مدافن النفايات وإنشاء تربة غنية بالمغذيات لنباتاتك.
6- اصنع حساءًا لذيذًا من مجموعة متنوعة من الخضار المتبقية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4yNDQg جزيرة ام اند امز