كيف اخترقت المافيا الإيطالية سوق السندات؟.. قصة المليار يورو
قامت مافيا ندرانجيتا الإيطالية باستخدام مجموعة من الشركات التابعة لها، كواجهة لبيع سندات وصلت قيمتها إلى مليار يورو.. طالع التفاصيل عبر "العين الإخبارية".
لم تمر تصريحات قادة المافيا في إيطاليا حول مساعدة الحكومة عند ذروة كارثة كورونا التي ضربت العالم منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي مرور الكرام على أسواق المال والمراقبين.
فموقف المافيا في روما كان محل شك كبير خاصة لما تقوم به من أعمال تضر بالجميع، حتى استيقظ العالم فجر الجمعة على حقيقة مفزعة ذكرت تقارير صحفية أن مافيا إيطالية قررت بيع سندات بقيمة تصل إلى نحو مليار يورو، خلال الفترة الممتدة من 2015 إلى 2019، وأن الفيروس بريء من تلك السندات التي طرحت قبل الجائحة.
وإصدار السندات، هو إجراء اعتيادي تقوم به الحكومات أو الشركات للحصول على التمويل الذي تحتاجه، إلا أن مافيا إيطالية قررت الدخول على الخط وبيع سندات بقيمة تصل إلى نحو مليار يورو، في غفلة من العالم رغم أن الطرح كان عبر شركة معروفة.
وبحسب صحيفة "فايننشال تايمز"، فإنه إنه خلال الفترة الممتدة من 2015 إلى 2019، قامت مافيا ندرانجيتا الإيطالية باستخدام مجموعة من الشركات التابعة لها، كواجهة لبيع سندات وصلت قيمتها إلى مليار يورو.
لماذا السندات؟
وأوضحت الصحيفة أن هذه العملية ساعدت المافيا الإيطالية على التهرب من عمليات التدقيق المرتبطة بغسيل الأموال.
ولاقت السندات طلبا من قبل مجموعة من المستثمرين العالميين، من بينهم صناديق تقاعد، إضافة إلى أحد أكبر البنوك الخاصة في أوروبا.
فيما قدمت مجموعة "إرنست آند يونغ"، بحسب الصحيفة، الخدمات الاستشارية لإصدارات هذه السندات.
وتعد مافيا ندرانجيتا الإيطالية من أشهر المنظمات الإجرامية في العالم، وعادة ما تستخدم الأنشطة التجارية والأعمال لغسل أموالها.
وتشير بعض التقارير إلى امتلاك المنظمة لشركات وحسابات مصرفية في عدة دول أوروبية، بل وامتدت استثماراتها لتشمل المطاعم والعقارات والفنادق.
وتقدر "يوروبول"، وهي وكالة تطبيق القانون الأوروبية، أن دخل هذه المافيا يصل إلى 44 مليار يورو سنويا، أي مايعادل 2 % من حجم الناتج المحلي لإيطاليا.
وتجني من تجارة المخدرات وحدها ما يتراوح بين 300 و350 مليون يورو أسبوعيا.
المافيا وكورونا.. مساعدات أم ماذا؟
في الحادي عشر من أبريل الماضي وبينما تكافح إيطاليا من أجل إنقاذ اقتصادها المشلول بفعل أزمة كورونا، كرست عصابات المافيا الإيطالية جهودها في توزيع الطعام المجاني على الأسر الفقيرة، التي تدهورت أوضاعها في ظل الإغلاق الذي رافق تفشي الوباء.
وظهرت مقاطع فيديو تظهر عصابات جريمة منظمة في إيطاليا وهي توزع مواد أساسية على السكان الذين تضرروا بشدة من فيروس كورونا، وما رافقه من إغلاق للبلاد، حسبما أوردت صحيفة "غارديان" البريطانية.
وتركزت عملية توزيع المواد الأساسية على المناطق الأكثر فقرا في في الجنوب الإيطالي، مثل كامبانيا وكالابريا وجزيرة صقلية وبوليا.
وقال نيكولا غراتري، المحقق المتخصص في ملاحقة عصابات المافيا، رئيس مكتب المدعي العام في كاتانزارو عاصمة إقليم كالابريا: " المتاجر والمقاهي والمطاعم والحانات مغلقة منذ أكثر من شهر".
أضاف: "يعمل ملايين الأشخاص في الاقتصاد الرمادي، وهذا يعني أن هؤلاء لم يتلقوا أي دخل لأكثر من شهر، وليس لديهم فكرة متى يعودون إلى العمل".
وأصدرت الحكومة الإيطالية "قسائم شراء" مجانية للسكان، لكن يبدو أن هذه المساعدات غير كافية.
وحذر المحقق الإيطالي من أنه في "حال لم تتدخل الدولة قريبا لمساعدة العائلات الأكثر فقرا، فسوف تسد المافيا الفراغ وتقدم خدماتها، وتفرض بالتالي سيطرتها على حياة الناس".
وتحدثت تقارير عن أن بعض أصحاب المتاجر يواجهون ضغوطا لمنح المواد الغذائية مجانا، فيما تسير الشرطة دوريات في محال البقالات في بعض المناطق من أجل وقف السرقات التي تتعرض لها.