بالأرقام.. ما مدى اعتماد الاتحاد الأوروبي على الفحم الروسي؟
أمهلت دول الاتحاد، الشركات العاملة في الدول الـ27 ، مدة أربعة أشهر بالضبط للبحث عن مصادر جديدة للتزود بالفحم اللازم لتوليد الطاقة.
يبدأ اعتبارا من أغسطس/آب المقبل، تنفيذ الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قرارا يقضي بوقف كامل لاستيراد الفحم الحجري القادم من روسيا، بشكل نهائي.
القرار الذي جاء ضمن حزمة العقوبات الخامسة ضد روسيا، بسبب غزوها أوكرانيا، يأتي لإضافة مزيد من الضغط الذي يطول هذه المرة أحد عناصر قطاع الطاقة الروسية.
ولكن، ما مدى اعتماد الاتحاد الأوروبي على الفحم الروسي، حتى يخرجوا بقرار حظر استيراده اعتبارا من أغسطس/آب المقبل، وبشكل نهائي؟
- خسائر مليارية لروسيا من حزمة العقوبات الأوروبية الـ5.. حظر الفحم
- الحرب تحرق "الأحلام المستدامة".. هل يعود الفحم لأزهى عصوره بأوروبا؟
بداية، أمهلت دول الاتحاد، الشركات العاملة في الدول الـ 27 ، مدة أربعة شهور بالضبط للبحث عن مصادر جديدة للتزود بالفحم اللازم لتوليد الطاقة إلى جانب الغاز الطبيعي، بينما يمنع على أي شركة توقيع عقود جديدة مع الجانب الروسي لشراء الفحم، اعتبارا من يوم الجمعة.
ويعتمد الاتحاد الأوروبي على روسيا للحصول على ما يقرب من نصف فحمه، لكن العقود الجديدة مع الدول الأخرى يمكن أن تسهل الانتقال، الذي يمتد على مدى أربعة أشهر.
وشكلت الواردات من روسيا 47% من الفحم الوافد إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2020، وفقًا لمكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي "يوروستات"، مما يجعل روسيا أهم مورد للوقود، بقيمة سنوية 8 مليارات يورو.
في المقابل، قدمت أستراليا ما يقرب من ثلث واردات الاتحاد الأوروبي من الفحم في عام 2020، وقد أبلغت الأسواق الأسترالية بالفعل عن ارتفاع أسعار الفحم الشهر الماضي، حيث لجأت الشركات في أوروبا إليها للاستعلام عن الوقود.
وتعتبر روسيا المصدر الأكثر قربا للأسواق الأوروبية، وهو ما يوفر عليها تكاليف النقل التي سترتفع اعتبارا من أغسطس/آب المقبل، مع وقف وارداتها من موسكو، وما للقرار من تبعات على المستهلك النهائي في دول التكتل.
ورغم القرار، ما تزال هناك مخاوف من أن يؤدي قطع إمدادات الفحم إلى إلحاق ضرر بالاتحاد الأوروبي أكثر من الضرر الواقع على روسيا.
وعلى الرغم من أن الاتحاد الأوروبي يعتمد على الفحم الروسي، إلا أن التكتل يمكن أن يستبدله بواردات من دول أخرى، مما قد يحل محل الغاز الطبيعي والنفط أيضا.
كل دولة عضو لديها احتياجات مختلفة من الطاقة، ومن بين أكثر الدول اعتمادا على الطاقة الروسية بشكل عام ألمانيا، أكبر اقتصاد في التكتل الأوروبي.
تستورد ألمانيا ما يقرب من نصف إجمالي الفحم الذي تستهلكه، من روسيا، وبلغ إجمالي قيمته 2.2 مليار يورو العام الماضي، وفقا للأرقام الحكومية، إذ يستخدم معظم هذا الفحم لتوليد الكهرباء وتزويد صناعة الصلب الألمانية بالطاقة.
هنا، تبرز الولايات المتحدة، كمصدر بديل للفحم الروسي، إلى جانب كولومبيا وجنوب إفريقيا، بهدف سد الفجوة المتبقية الناجمة عن قطع الواردات من روسيا.
aXA6IDEzLjU4LjQwLjE3MSA= جزيرة ام اند امز