التسوق في زمن كورونا.. كيف تتسلم الديليفري دون أن يتسلل الفيروس لمنزلك؟
فرض فيروس كورونا نمطا جديدا من التسوق على جميع المستهلكين حول العالم، ومن بينها تجنب الذهاب إلى المتاجر وسلاسل التجزئة
فرض فيروس كورونا نمطا جديدا من التسوق على جميع المستهلكين حول العالم، ومن بينها تجنب الذهاب إلى المتاجر وسلاسل التجزئة، ما أنعش الطلب على "الديليفري".
وفي أحد خطاباته نصح بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، مواطنيه بالاستفادة من خدمات توصيل الأطعمة إلى المنازل كنمط جديد للتسوق.
لكن ما مدى أمان الطلبات القادمة عبر خدمة التوصيل للمنازل؟
بحسب "بي بي سي"، فإن الانتفاع بخدمة التوصيل للمنازل يجعل الإصابة بالفيروس أقلّ خطرًا من ارتياد الأسواق والاختلاط بمتسوقين آخرين.
لكن يكمن الخطر مع الانتفاع بخدمة التوصيل في احتمال انتقال العدوى عبر سطح العبوة التي بها الطلب، أو عبر مندوب التوصيل.
وتقترح ليزا أكريلي، خبيرة سلامة الغذاء، ترْك تنبيه على باب البيت يطلب من مندوب خدمة التوصيل أن يقرع الجرس ويتراجع خطوة إلى الوراء، على نحو يسمح بالتقاط الطلب بشكل آمن دون الاقتراب من أحد.
وللتخلص من مخاوف وجود الفيروس على الأسطح، ينصح جيمس جيل الباحث في مدرسة طب ووريك بـ"مسح الأسطح بمنظِّف منزلي مخفف والقادر على إبطال مفعول الفيروس في غضون دقيقة واحدة".
وتضيف أليسون سينكلير، الباحثة في جامعة ساسكس، أن "الخطر الذي يكتنف الانتفاع من خدمة التوصيل للمنازل يقل عن الخطر الذي يكتنف استخدام صديق أو متطوع في شراء أو جلب الخضراوات".
وينصح بعض الخبراء بعدم استخدام الحقائب البلاستيكية لأكثر من مرة واحدة في ظل انتشار هذا الوباء.
هل ينقل الطعام "الديليفري" كورونا؟
لا يوجد دليل على أن (كوفيد-19) ينتقل عبر الطعام. وتنصح وكالة المعايير الغذائية في المملكة المتحدة على موقعها الإلكتروني بالطهي الآمن في المنزل.
وفي ظل عدم وجود "أمان تام من المخاطر" تقول سالي بلومفيلد، الباحثة في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، إن عملية تعبئة وتغليف الأطعمة بأيدي آخرين تمثل مبعثا رئيسيا للقلق.
وعلى الرغم من عدم التأكد حتى الآن من وجود خطر محدد جرّاء عملية تعبئة الأطعمة، فإن بعض الخبراء ينصح بمزيد من الحذر.
وتقول بلومفيلد: "بالنسبة للأطعمة المعبأة أو المغلفة، لا بد من مرور 72 ساعة من استخدامها، أو رشّها أو مسحها بمعقّمات".
وتابعت: "أما بالنسبة للأطعمة الطازجة غير المغلفة التي تناقلتها الأيدي، فلا بد من غسلها جيدا تحت ماء جارٍ قبل تركها حتى تجفّ".
يفضّل طلب الأطعمة الطازجة والساخنة
وتلجأ العديد من المطاعم إلى التكيف مع المستجدات ومن ثم التحول إلى مطاعم طلبات خارجية.
ولا تكتنف وجبات تلك المطاعم الكثير من المخاطر إذا كانت طازجة ومطهية بطريقة احترافية وصحية.
ويمكن تقليل فرصة انتقال العدوى عبر الأطعمة المغلفة عن طريق "تفريغ محتواها في طبق نظيف، والتخلص من غلاف المطعم في سلة المهملات وغسل الأيدي جيدا قبل الأكل"، بحسب سالي بلومفيلد.
وتقول بلومفيلد: "فرِّغ الطعام من صندوق المطعم بملعقة واستخدم سكينا وشوكة ولا تأكل بيديك".
ويفضّل في ظل الظروف الراهنة أن يكون الطعام المطلوب ساخنا وطازجا لا باردا ولا نيئا.
وتؤكد وكالة المعايير الغذائية أن الخطر الكامن في الطعام ليس كبيرا وأنه "لا مبرر لاجتناب تناول الأطعمة الجاهزة إذا تم إعدادها وتناولها بشكل مناسب".
وعلى سبيل الاحتياط والطمأنة "قبل تناول البيتزا على سبيل المثال، ينبغي إدخالها في فرن الميكروويف مدة دقيقتين"، بحسب الباحثة بلومفيلد.
كيف تتحوط إذا اضطررت للتسوق التقليدي؟
ينتشر كورونا عندما يسعل شخص مصاب ويتطاير من فمه الرذاذ محملا بالفيروس في الهواء. هذا الرذاذ يمكن أن يتسبب في حدوث عدوى حال استنشاقه أو حال لمس سطحٍ كان مستقرا عليه.
وعليه، فإن الذهاب للتسوق والاختلاط بآخرين يحمل في طياته خطر الإصابة بالفيروس. وهنا تكمن أهمية الاحتفاظ بمسافة فيما بين الأفراد لا تقل عن مترين، وهو ما يفرضه كثير من مراكز التسوق على مرتاديها.
وتمثل المحال التجارية الكبرى "وسَطًا مثاليا" لانتقال الفيروس؛ حيث "الكثير من الناس يلمسون البضائع ويتفحصونها ويستبدلونها، فضلا عن تداول بطاقات النقد، وتذاكر ركن السيارات، وأزرار ماكينات الصرافة الآلية، والإيصالات الورقية وغيرها، فضلا عن تقارب الناس مكانيا في تلك المحال التجارية، بحسب بلومفيلد.
وثمة طرق لمواجهة تلك المخاطر: منها غسل اليدين لمدة عشرين ثانية بالماء والصابون أو بمُطهّر كحولي قبل وبعد التسوق.
ومنها التعامل مع الأسطح كما لو كانت مصدرا للعدوى، ما يعني تجنُّب لمس الوجه بعد قضاء عملية التسوق واستخدام عربات التسوق والسلال وحِزَم البضائع.
ومن بين طرق مواجهة المخاطر اتباع أساليب للدفع لا تعتمد الاتصال المباشر.
aXA6IDEzLjU4LjM4LjE4NCA= جزيرة ام اند امز