كيف يؤثر الضباب الدخاني على الكائنات الحية؟
تتأثر الكائنات الحية المختلفة بالضباب الدخاني؛ ويمتد التأثير إلى صحة الإنسان.
في أحد أيام عام 1903، انتشر الضباب الدخاني في مدينة لوس أنجلوس في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أنّ الناس قد ظنوا -بالخطأ- أنّ هذا الدخان ما هو إلا حالة كسوف للشمس. لكن اتضح في نهاية الأمر أنه ضباب دخاني، وهو دلالة على تلوث الهواء، ما دفع مجلس المدينة إلى اتخاذ إجراءات وتدابير لمكافحة هذا التلوث بعد ذلك. حسنًا، نشأ هذا الضباب الدخاني نتيجة نشاط المجال الصناعي في المدينة، وتلوث الهواء إثر ذلك، لكن هل يمكن للضباب الدخاني أن يتشكل بطريقة أخرى؟
ما هو الضباب الدخاني؟
يتكون الضباب الدخاني نتيجة تلوث الهواء الجوي بالغازات والملوثات الأخرى الناتجة عن الأنشطة البشرية. وقد بدأ ينتشر مصطلح «الضباب الدخاني» في بداية القرن العشرين، تحديدًا في العقد الأول، بعد حادثة لوس أنجلوس، وفي اللغة الإنجليزية، يُطلق عليه اسم (Smog)، وهي تدمج كلمتين معبرتين، وهما: (Smoke)؛ أي دخان، و(Fog)؛ أي ضباب. وبذلك يمكن لكلمة (Smog) أن تُعبّر عن حالة تجمع بين الضباب والدخان.
التغير المناخي في الكواليس
يتسبب التغير المناخي في زيادة درجات الحرارة، فيما يُعرف بالاحترار العالمي، ما يعزز عملية تكوين غاز الأوزون على سطح الأرض وهو نفس الغاز الذي يُعرف في بعض الأحيان بالضباب الدخاني، ويتفاعل الأوزون مع الغازات الأخرى المنبعثة من المداخن وعوادم السيارات، وتأتي النتيجة السلبية.
كيف يؤثر الضباب الدخاني على الكائنات الحية؟
يؤثر الضباب الدخاني على حياة الكائنات الحية المختلفة، ويتضح ذلك مما يلي:
صحة الإنسان
يتسبب الضباب الدخاني طويل الأمد في إضعاف مناعة الإنسان، ما يؤثر على قدرته أثناء مواجهة الأمراض والعدوى. إضافة إلى أنه يزيد من مخاطر الإصابة بمرض السرطان وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب والأوعية الدموية. ويتسبب الدخان في إحداث احمرار والتهاب في العين، ما يؤثر على الرؤية. ولا يسلم الأطفال من هذا الضباب؛ حتى وإن كانوا في بطون أمهاتهم؛ فقد يُولدون بأوزان منخفضة عن متوسط الأحجام الطبيعية.
نمو النباتات
يتسبب الضباب الدخاني في تقليل كمية غاز ثاني أكسيد الكربون الممتصة من النباتات في أثناء عملية التمثيل الضوئي، ما يُضر بحياة النباتات والغابات.
صحة الحيوان
من الطبيعي أن تتأثر صحة الحيوان الذي يستنشق هواءً ملوثًا، بل تتدهور صحته، ويضعف جهازه المناعي، ما يجعله أكثر عرضة للأمراض المختلفة مثل الحساسية والالتهابات الجلدية وبعض أنواع الحساسية، تمامًا مثلما يحصل مع البشر عند التعرض للضباب الدخاني.
يمكن الحد من الضباب الدخاني مع تقليل الأنشطة الصناعية؛ فهي أحد المسببات الرئيسية له، إن لم تكن المسبب الأهم، ما يمنع الكثير من المشكلات التي يعانيها الإنسان والحيوان والنبات إثر تعرضهم لذلك الدخان.