3 يوليو.. تعنت قطري يتحطم على صخرة ٧ سبتمبر
قطر التي رفضت مطالب الدول الأربع في 3 يوليو، أعلن أمير الكويت بالأمس، موافقتها على تلبية تلك المطالب
تكلف تسليم الرد القطري الرسمي على مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، رحلة جوية لوزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى الكويت.
كان ذلك يوم 3 يوليو/تموز الماضي، وهو يوم يبدو كما لو كان سقط من التقويم القطري، خاصة بعد أن أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، في العاصمة واشنطن، أمس الخميس (7 سبتمبر/أيلول)، موافقة الدوحة على تلبية المطالب الـ 13 التي حددتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
- قرقاش: هشاشة قطر دفعتها لترويج وهم الخيار العسكري
- أمير الكويت: نحن أكثر من تعرض لتشويه الإعلام القطري
محمد بن عبدالرحمن، وصل إلى الكويت يوم الإثنين الموافق 3 يوليو/تموز ، حاملا رسالة خطية من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بعد أن تدخلت الكويت لتمديد مهلة كانت نفدت فعلا للرد على قائمة تضم 13 مطلبا حددتها السعودية والإمارات ومصر والبحرين، لحل أزمة الدوحة، وكانت الرسالة تتضمن رفضا رسميا للاستجابة لتلك المطالب.
وشملت قائمة المطالب العربية إعلان قطر خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران وإغلاق ملحقياتها، ومغادرة العناصر التابعة والمرتبطة بالحرس الثوري الإيراني الأراضي القطرية، والاقتصار على التعاون التجاري بما لا يخل بالعقوبات المفروضة دوليا على طهران وبما لا يخل بأمن مجلس التعاون لدول الخليج، وقطع أي تعاون عسكري أو استخباراتي مع إيران.
عمليا دفعت الأزمة التي واجهتها الدوحة بعد قطع العلاقات معها، للكشف عن صلات وثيقة ربطتها بمخططات طهران للهيمنة على المنطقة، وتجلت في فتح أجواء إيران أمام الطائرات القطرية وإمدادها بالمواد الغذائية، مرورا بحضور وفد رفيع المستوى تنصيب الرئيس حسن روحاني، وانتهاء باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ودفعت الازدواجية التي حفلت بها الممارسات القطرية وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات الدكتور أنور بن محمد قرقاش للحديث عن "تخبط أصبح وصفة لسياسة ودبلوماسية الدوحة في التعامل مع التطورات".
كما تضمنت المطالب قيام قطر بالإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية الجاري إنشاؤها حاليا ووقف أي تعاون عسكري مع أنقرة، وإعلان الدوحة قطع علاقاتها مع جميع التنظيمات الإرهابية والطائفية والإيديولوجية، ومن أبرزها جماعة الإخوان الإرهابية وداعش والقاعدة وفتح الشام (جبهة النصرة سابقا) وحزب الله اللبناني.
ولا تزال الدوحة تعمل مستغلة علاقتها بتلك التنظيمات والمليشيات كوسيط للحيلولة دون تفجر الوضع الميداني في مناطق التماس بينها، وكان آخر تلك الوساطات تمثل في اتفاق بين جبهة النصرة وحزب الله لخروج آمن لعناصر النصرة من منطقة جرود عرسال على الحدود اللبنانية السورية الشهر الماضي.
وتعتبر الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، المطالب الـ13 مركزية في أية مقاربة لحل الأزمة مع قطر.
ولا يزال من غير المعروف ما إذا كان إعلان أمير الكويت عن قبول قطر بالمطالب الـ13 تغييرا استراتيجيا في موقف الدوحة أم مناورة لتخفيف الضغط الذي تعانيه الدولة المعزولة بعد أن تعالت الأصوات الشعبية والرسمية في أوروبا وأفريقيا وأمريكا للمطالبة بموقف جاد حيال دعم قطر للإرهاب؟.