استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة الوصول إلى كوكب المريخ عبر مسبار الأمل.
في يوم تاريخي، أذن فيه للعرب أن يخطوا تاريخاً جديداً في سجل الإنجازات البشرية في 9 فبراير الذي توج مسيرة 50 عاماً أبت فيها الإمارات إلا أن تكون في مصاف الدول المتقدمة.
وقد شكل نجاح الوصول إلى الكوكب الأحمر مفاجأة للكثيرين، كون المهمة ضمن مهمات قليلة جداً تنجح في الوصول من أول محاولة، ولأنها خامس دولة في العالم تصل إلى المريخ، في إنجاز عالمي مبهر، أضف إلى ذلك أن المسبار لا يكرر أي تجربة سابقة، بل هو أول مسبار يتموضع في المدار المريخي بعيداً عن سطحه، ما يحقق له رؤية أوسع وفهماً أعمق للتغيرات المناخية على سطح الكوكب، ويتيح رسم خارطة توضح طبيعة طقسه الحالي عبر دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي، ناقلاً كمية هائلة من المعلومات، ربما تسهم في الهدف البشري في وصول أول إنسان إلى سطح المريخ.
لكن كيف بدأت القصة؟ دخلت الإمارات السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، في عام 2014، بعد إنشاء وكالة الفضاء، وبدء العمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، بقيادة فريق عمل إماراتي في 7 سنوات فقط.
استثمرت الإمارات في الإنسان خلال عملية بناء المسبار، فقام 200 مهندس ومهندسة من المواطنين ببناء المسبار خطوة بخطوة، مستفيدين من التجارب السابقة ومن برامج نقل المعرفة من أعرق الجامعات العالمية لينطلق المسبار في 20 يوليو 2020، بعد سبعة أعوام من العمل، ليقدم معلوماته مجاناً للبشرية جمعاء، ولتستفيد مراكز الأبحاث في جميع الدول من النتائج التي سيرسلها.
بعد وصول المسبار إلى المريخ، انهالت التبريكات من الشرق والغرب، اعترف رواد فضاء ومسؤولون في الوكالات العالمية بالمنجز العربي، غردت ناسا بالعربية مهنئة ببيت شعر للمتنبي، تحدث العلماء والأساتذة المختصون وفصلوا وشرحوا، لكن هناك من رفض ذلك كله، وسخر وسائل عدة من أجل التشكيك بقدرة العرب على الأمل، وإمكانية العمل، وإلا فكيف يبررون فشلهم وقلة مجهودهم وكراهيتهم للنجاح وانغماسهم الأيديولوجي إلا بمثل ردة الفعل تلك.
إن الاعتراف بالمنجز أو إنكاره لا يغير من حقيقته شيئاً، ولن يضير "بيدر الدخن"، زعل العصفور، ولذا فإن استمرار المشاريع العلمية والاقتصادية والرياضية والتنموية لن يتأثر بقنوات تلفزيونية أو حسابات وهمية تسعى للتشكيك بالخطوات الجادة لنهضة الأمة العربية.
ختاماً.. ليست هناك حدود للتقدم، وليس هناك مانع للحلم، ومسبار الأمل أكبر دليل على أن العالم يقدر النجاح ويحترم المشاريع الإنسانية، لا الشعارات والكلمات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة