هواوي تقدم خدمات الجيل الخامس في أوروبا رغم الحملة الأمريكية
"هواوي" تقدم أولى خدماتها لشبكات الجيل الخامس 5G رسميا في 6 مدن رئيسية بالمملكة المتحدة
يواصل عملاق الاتصالات الصيني "هواوي" توسيع بصمة تكنولوجيا الجيل الخامس 5G في أوروبا، على الرغم من الحملة التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بقطاع التكنولوجيا الصيني، حيث قدمت الشركة الصينية أولى خدماتها لشبكات الجيل الخامس 5G رسميا في 6 مدن رئيسية بالمملكة المتحدة، بينما تتطلع إلى تعاون أوثق مع الدول الأوروبية الأخرى.
وحسب ما ذكرته صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، أكملت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" صباح الخميس الماضي أول بث تلفزيوني تم إجراؤه عبر شبكات الجيل الخامس 5G، والتي تدعمها معدات هواوي، وهو الحدث الأول من نوعه في بريطانيا.
وبعد كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أصبحت المملكة المتحدة الدولة الثالثة في العالم التي تحقق استخداما تجاريا لـ5 G، حيث أطلقت شركة الاتصالات البريطانية "EE" بمساعدة هواوي خدمة شبكات الجيل الخامس 5G في 6 مدن، من بينها لندن، كارديف، إدينبورغ وبلفاست.
وبالتعاون مع هواوي توفر "EE" سرعة شبكة تتراوح بين 100 إلى 150 ميغابت في الثانية (Mbps)، وفقا لما جاء في وثيقة اطلعت عليها جلوبال تايمز يوم الجمعة، قام نحو 450،000 مستخدم بالتسجيل لترقية خدمات الشبكة الخاصة بهم إلى 5G، واصطف الكثير منهم صباح الخميس أمام متجر الناقل في لندن لإجراء اختبار للجيل التالي من التقنيات اللاسلكية.
وقال بن وود، محلل بصناعة الاتصالات السلكية واللاسلكية ومقره المملكة المتحدة، لصحيفة جلوبال تايمز يوم الجمعة "تعتبر هواوي شريكا رئيسيا لشبكات المملكة المتحدة، حيث تقدم خدمات الجيل الخامس الخاصة بها إلى السوق، من منظور البنية التحتية والأجهزة".
وأضاف وود "عدم القدرة على بيع هواتف هواوي الذكية أمر محبط، لكن أي حظر على استخدام البنية التحتية لشركة هواوي سيكون بمثابة ضربة كبرى للسرعة التي يمكن بها طرح 5G في المملكة المتحدة".
وفرضت الحملة الأمريكية على شركة هواوي تأثيرا كبيرا على أعمال هواتفها الذكية، حيث قامت شركة جوجل بتعليق جزء من ترخيص نظام التشغيل "اندرويد" للشركة الصينية، ومع ذلك لم تتعرض هواوي للترهيب من جراء قطع الشركات الأمريكية، التي عطلت أيضاً سلسلة التوريد العالمية.
وبينما كانت واشنطن تضغط مرارا وتكرارا على الدول الأوروبية، وحثتها على رفض معدات هواوي لأسباب أمنية وطنية، تجاهلت العديد من الدول الولايات المتحدة واستمرت في السماح لشركة هواوي بتقديم عطاءات للأجزاء الأساسية من البنية التحتية للشبكة وطرحها.
وبعض الدول الأوروبية تعتبر الصين أكثر موثوقية من الولايات المتحدة من حيث ممارسة الأعمال التجارية، وتسعى إلى تعاون أوثق مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم، على سبيل المثال، احتلت الصين المرتبة الثالثة بعد ألمانيا وفرنسا، وفقا لدراسة استقصائية ركزت على الظروف السياسية والاقتصادية التي تؤثر على التجارة الدولية بواسطة Commerzbank ومقرها فرانكفورت.
وتفوقت الصين على الولايات المتحدة كشريك تجاري جدير بالثقة، ومن بين 115 شركة ألمانية تفكر في نقل منشآتها الإنتاجية إلى الخارج، أفادت الدراسة بأن 31% منها كانت تفكر في الصين و9% للولايات المتحدة.
ومن المتوقع أن يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قضية هواوي عندما يزور المملكة المتحدة الأسبوع المقبل، ويهدد بالحد من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الحكومة البريطانية إذا سمحت لشركة هواوي ببناء شبكات 5G، حسب ما ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، يوم الجمعة.
وقال أحد المطلعين على الصناعة والملقب جيانغ لصحيفة جلوبال تايمز يوم الجمعة "هذه المحاولة ستنتهي في نهاية المطاف بالفشل، حيث يعرف الناقلون والعملاء الشركة التي يمكن أن تقدم منتجات أفضل لتحقيق أهدافها في الجيل الخامس".
وقال إن نجاح أول خدمة من الجيل الخامس مدعومة بشركة هواوي سيكون أقوى حجة للمملكة المتحدة لمواصلة العمل مع الشركة الصينية.
كما ستواصل الشركة التي تتخذ من شنتشن مقرا لها توسيع التعاون مع الدول الأوروبية، بما في ذلك روسيا، حيث وقعت الشركة اتفاقيات مع شركات النقل المحلية، حسب ما صرح متحدث باسم هواوي لصحيفة "جلوبال تايمز" يوم الجمعة.