بعد هواوي.."تيك توك" الصيني في مرمى نيران أمريكا
تطبيق "تيك توك" الصيني تمكن من احتلال الوصافة على مستوى العالم ليصبح الأكثر تنزيلا في عام 2019 بعد "واتساب".
صعّد مسؤولون أمريكيون، أمس الأربعاء، من تحذيراتهم حول مخاطر أمنية محتملة تحيط بتطبيق "تيك توك" الصيني، الذي يشهد نموا سريعا بين المستخدمين، وكشف مشرّع أمريكي عن إعداده قانونا يحظر تنزيل التطبيق على الأجهزة الحكومية.
وخلال جلسة لمجلس الشيوخ، حذّر مسؤولون من مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووزارة العدل ووزارة الأمن الداخلي من أن هذه الشبكة الاجتماعية لتشارك مقاطع الفيديو قد تتحول إلى أداة أخرى بيد أجهزة الاستخبارات الصينية.
- هواوي تتغلب على الحصار الأمريكي بمصنع في فرنسا
- هواوي تكشف حقيقة علاقتها بالحكومة الصينية: الدعم محدود
وكشف السيناتور جوش هاولي الذي دعا لعقد الجلسة عن أنه سيتقدم بمشروع قانون لحظر استخدام "تيك توك" على الأجهزة الحكومية، واصفا التطبيق بأنه "خطر أمني رئيسي على الشعب الأمريكي".
ويُعتقد أن تطبيق "تيك توك"، الذي يحظى بشعبية بين المراهقين، كان الأكثر تنزيلا في العالم خلال العام الماضي، لكن المسؤولين الأمريكيين أعربوا عن قلقهم بشأن صلاته المحتملة بالحكومة في بكين.
وفي منتصف مايو/أيار 2019، أعلنت الولايات المتحدة إدراج شركة هواوي تكنولوجيز الصينية العملاقة و70 شركة تابعة لها إلى "قائمة الكيانات"، وهي بمثابة قائمة سوداء تمنع الكيان الصيني من الحصول على المكونات التكنولوجية من الشركات الأمريكية دون موافقة الحكومة.
ويبدو أن مقاطعة التكنولوجيا الصينية هي سلاح تستخدمه السلطات الأمريكية للضغط على بكين في حرب التجارة التي هدأت نسبيا مؤخرا بعد اتفاق أولي بين البلدين.
وتمكن تطبيق "تيك توك" الصيني من احتلال الوصافة على مستوى العالم ليصبح الأكثر تنزيلا في عام 2019 بعد "واتساب"، متفوقا على أسماء ضخمة على رأسها "فيسبوك" الأمريكية.
وتأتي وصافة التطبيق في ظل انتشاره الواسع بين فئة المراهقين حول العالم، رغم قرار الجيش وسلاح البحرية في الولايات المتحدة بحظر استخدامه لأسباب أمنية.
وقال كلايد والاس المسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي إن "تيك توك مثال لتطبيقات لا يدرك المواطن تأثيرات ما خلفها".
وأضاف أن التطبيق "مسيطر عليها بشكل أساسي من فاعل يحظى برعاية حكومية".
وفي حين أن البيانات المختلفة التي يجمعها تيك توك قد لا تبدو حساسة، إلا أن والاس اعتبر أن المعلومات قد يتم تجميعها و"استخدامها لأغراض عديدة".
وفي شهادته المكتوبة أشار والاس إلى أن التطبيق الذي تملكه الصين قد يجمع بيانات شخصية وقوائم اتصال وبيانات مواقع وتفاصيل بطاقات ائتمان.
وكرر برايان وير مسؤول الأمن الإلكتروني في وزارة الأمن الداخلي هذه المخاوف، قائلا إن بيانات "تيك توك" يمكن أن تصبح جزءا من قاعدة بيانات كبيرة تستغلها الصين.
وقال وير إن "الصين تملك برامج مذهلة في جمع البيانات وتطوير الذكاء الاصطناعي، مقابل تلك البيانات التي لا نعرف الغرض منها تماما (...) وهذا ينبغي أن يشعرنا بقلق كبير".
وأكد أنه "بالتأكيد لا يوجد مكان لتطبيقات مثل تيك توك على الأجهزة والشبكات الحكومية".
وأكد "تيك توك" أن عملياته لا تتأثر بسلطات بكين.
يذكر أن تطبيق "تيك توك" للتواصل الاجتماعي والمنتشر بشكل أساسي بين الشباب والمراهقين يسمح بتبادل ملفات فيديو قصيرة لا تزيد مدتها على 15 ثانية مصحوبة بإيقاع موسيقي.
ويستخدم هذا التطبيق لوغاريتمات الذكاء الاصطناعي لمعرفة تفضيلات المستخدم وتقييم أنواع الفيديوهات التي يشاهدها والمدة التي يقضيها في مشاهدتها من أجل توفير المحتوى الذي يحتاج إليه المستخدم.
وقد تم تنزيل التطبيق المملوك لشركة "بايت دانس" الصينية أكثر من 1.5 مليار مرة. وأصبحت بذلك أعلى شركة صاعدة من حيث القيمة في العالم.