المجلس الإسلامي العربي: "الأخوة الإنسانية" رسالة الإمارات لنشر التسامح
الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان يشيد بتبني الإمارات الفكر الديني الوسطي، واهتمامها منذ تأسيسها بقضايا الحوار والسلام.
قال الدكتور السيد محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، إن "ما يجري على أرض الإمارات منذ تبنيها الفكر الديني التسامحي الوسطي المعتدل يؤكد أن هذه الدولة الفتية المعطاءة في مختلف المجالات، لم ولن تدعو لأفكار ومبادئ وقيم وسطية معتدلة دون أن تسعى لتجسيدها عمليا على أرض الواقع".
وأكد أن انعقاد المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، الذي تستضيفه أبوظبي في 3 و4 فبراير/شباط المقبل، يكتسب أهمية بالغة من حيث الزمان والمكان، "إذ ينعقد في عاصمة التسامح ومركز لقاء الأديان، ويأتي في وقت ينادي فيه العالم بضرورة التحرك لوضع حد لكل مظاهر الإرهاب، ونبذ خطاب الكراهية وإرساء قواعد السلام، بتعزيز خطاب التسامح وتفعيل لغة الحوار؛ لتنعم الإنسانية بالأمن والأمان".
وأوضح الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي أن 2019 الذي أعلنته الإمارات "عام التسامح" ستكون باكورته هذا المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية، "وكما هو واضح من عنوانه اللافت للنظر، جهد عملي ضد دعوات ونبرات الانغلاق على النفس ورفض الآخر وجعل العنف والقسوة والكراهية والأحقاد، بديلا عن التفاهم والتواصل والتحاور والتقارب والتعايش السلمي".
وأشاد بالحرص الذي أولته دولة الإمارات منذ تأسيسها لقضايا الحوار والتسامح والإخاء والسلام، وكيف أنه يرتقي عاما بعد عام؛ ليعزز ويرسخ ويعمق أهدافه النبيلة وينشرها ويعممها على أوسع نطاق ممكن.
وقال الحسيني إن "الرسالة التي كانت الإمارات تسعى إليها دائما من وراء دعوتها لقضايا الحوار والتسامح والإخاء والسلام، انطلقت فكرتها الأساسية من حقيقة أن الأديان ما جاءت إلا لتحقق الخير للبشرية جمعاء، والخير لا يمكن أن يتجلى ويتجسد إلا من خلال استتباب السلام والأمن والاستقرار".
وذكر أن الدعامات الرئيسية لضمان كل ذلك واستمراره تكمن في العمل الجماعي على مستوى العالم كله، للدعوة إلى ثقافة التسامح الذي يتجسد هو الآخر، من خلال الحوار والتعايش السلمي والقبول بالآخر، مضيفا: "في ظل هذه الثقافة تسود الأجواء المفعمة بالأحاسيس والمشاعر الإنسانية الصادقة، وتتسامى الأنفس عن الأحقاد والكراهية والبغضاء وترنو نحو شواطئ الألفة والمودة والوئام".
وشدد الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي على أن حضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، إضافة إلى قادة الأديان ورموزها البارزين، ونخب من أهم وألمع الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية؛ بهدف الوصول إلى صيغة مشتركة للتعاون مع محبي السلام حول العالم لتحقيق الأخوة الإنسانية؛ دليل إثبات قاطع على مدى جدية الإمارات في مسعاها لنشر ثقافة التسامح عالميا، وإصرارها على جعلها أمرا واقعا.
وأضاف: "مساعي الإمارات لنشر ثقافة التسامح ليست مجرد كلمات وشعارات تتوق لها الأنفس البشرية، لكن دونما سبيل لتحقيقها، فإمارات الخير والتسامح تعمل كل ما بوسعها لجعل الحلم والطموح واقعا يمكن لمسه"، معتبرا أن "حضور قامتين تمثلان العالمين المسيحي والإسلامي أبلغ إثبات عملي لذلك".
وذكر الحسيني أن هذا المؤتمر العالمي يتناول 3 محاور رئيسية؛ إذ يناقش أولها منطلقات الأخوة الإنسانية الذي يناقش ترسيخ مفهوم المواطنة، ومواجهة التطرف، وإرساء ثقافة الحوار، والدفاع عن حقوق المظلومين والمضطهدين، وثانيها أهم التحديات التي تواجه الأخوة الإنسانية بين جميع البشر، مثل: تغييب الضمير الإنساني، وإقصاء الأخلاق الدينية، واستدعاء النزعة الفردية والفلسفات المادية، والتعصب الديني والعرقي، وما يؤدي إليه من صراعات وحروب ونزاعات.
وأضاف أن المحور الثالث يأتي بعنوان "المسؤولية المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية"، ويناقش المشاركون سبل التعاون المشترك لتحقيق سلام عالمي، ومسؤولية المنظمات الدولية والإنسانية، ودور المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية في بناء ونشر مبادئ الأخوة الإنسانية، ودور الشباب من مختلف الأديان والثقافات والحضارات في تحقيق هذه الأهداف.
وتابع: "من الواضح جدا أن هذه المحاور الـ3 قد وضعت خارطة طريق واضحة، من أجل التأسيس لتفعيل الأخوة الإنسانية عالميا، وجعلها تفرض نفسها على كل حالات الانغلاق والكراهية والأحقاد، وتغلق الأبواب بقوة أمام كل النزاعات والميول التي تدعو للتطرف والإرهاب".
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز