وثيقة الأخوة الإنسانية.. دستور عالمي للتسامح والعيش المشترك
الوثيقة تطالب بنشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام والتدخل فورا لإيقاف ما يشهده العالم من حروب ونزاعات وانحدار ثقافي وأخلاقي.
تكتسب وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الإثنين، أهميتها من كونها وثيقة تاريخية تجمع الشرق بالغرب لترسيخ قيم الحوار الإنساني العابر للهويات الضيقة إلى فضاء الإنسانية الرحيب.
فالوثيقة التاريخية التي أعلنت للعالم أجمع من عاصمة التسامح أبوظبي ركزت على نشر قيم التسامح والسلام في المجتمعات العالمية، وطالبت قادة الدول وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بالعمل جدياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فوراً لإيقاف ما يشهده العالم من حروب وصراعات ونزاعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي.
وكانت العاصمة الإماراتية أبوظبي، احتضنت فاعليات توقيع الوثيقة التاريخية بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والصادرة عن "المؤتمر العالمي للأخوة الإنسانية"، الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، حيث شهد توقيعها أكثر من 400 من قيادات وممثلي الأديان وشخصيات ثقافية وفكرية من مختلف دول العالم.
ثوابت الوثيقة
تضمنت"وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك" على عدد من الثوابت والقيم، منها: قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد وعلاقة الشرق والغرب ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة وحقوق المرأة الطفل، فضلا عن حماية الفئات الضعيفة.
السلام والتسامح
أكدت "وثيقة الأخوة الإنسانية" في ثوابتها أن الحوار والتفاهم ونشر ثقافة التسامح يسهم في احتواء كثير من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية، وتوجهت للمفكرين والفلاسفة ورجال الدين والفنانين والإعلاميين والمبدعين في كل مكان بضرورة إعادة اكتشاف قيم التسامح والعدل والخير والجمال، والتأكيد على أهميتها كطوق نجاة للجميع.
وشددت الوثيقة على قناعتها الراسخة بأن التعاليم الصحيحة للأديان تدعو إلى التمسك بقيم السلام وإعلاء قيم التعارف المتبادل والأخوة الإنسانية والعيش المشترك.
كما دعت وثيقة الأخوة الإنسانية للمصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين بالأديان، بل بين المؤمنين وغير المؤمنين، وكل الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة لتكون نداء لكل ضمير حي ينبذ العنف البغيض والتطرف الأعمى، ولكل محب لمبادئ التسامح والإخاء التي تدعو لها الأديان وتشجع عليها، وتكون وثيقتنا شهادة لعظمة الإيمان بالله الذي يوحد القلوب المتفرقة ويسمو بالإنسان، وتكون رمزا للعناق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، وبين كل من يؤمن بأن الله خلقنا لنتعارف ونتعاون ونتعايش كإخوة متحابين.
المواطنة الكاملة
وطالبت وثيقة الأخوة الإنسانية بالعمل على ترسيخ المواطنة الكاملة وقيمها الثابتة في المجتمع، للمساواة في الواجبات والحقوق، والتخلي عن الاستخدام الإقصائي لمصطلح "الأقليات" الذي يحمل في طياته الإحساس بالعزلة والدونية، ويمهد لبذور الفتن والشقاق، ويصادر على استحقاقات وحقوق بعض المواطنين الدينية والمدنية، ويؤدي إلى ممارسة التمييز ضدهم.