الإيرانيون والجنسية المزدوجة.. ورقة نظام الملالي لمساومة الغرب
نازنين زاغري إيرانية الأصل تحمل الجنسية البريطانية ستمثل أمام القضاء الإيراني بتهمة "نشر دعاية ضد النظام"
نازنين زاغري اسم جديد يضاف في سجل انتهاكات النظام الإيراني ضد شعبه، وبالأخص ضد حاملي الجنسية المزدوجة، فمن الحبس الانفرادي إلى تهم تتعلق بالأمن القومي.
زاغري، الشابة إيرانية الأصل التي تحمل الجنسية البريطانية وتعمل في مؤسسة "طومسون رويترز"، ستمثل أمام القضاء الإيراني مجددا في الـ10 من ديسمبر/كانون الأول بتهمة "نشر دعاية ضد النظام".
البداية
أوقفت زاغري في مطار طهران في إبريل/نيسان 2016 بعد زيارة والديها في إيران، وحكمت محكمة ابتدائية عليها في سبتمبر/أيلول الماضي بالسجن 5 سنوات، بزعم المشاركة في تظاهرات معادية للنظام عام 2009، كما أكدت محكمة الاستئناف العقوبة في إبريل/نيسان الماضي.
وفي الـ26 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد سجنها في الحبس الانفرادي نقلت إلى قسم النساء في سجن ايوين في طهران، بعدما صادرت السلطات جواز سفر طفلتها.
وفي أكتوبر/تشرين الأول أفادت مؤسسة تومسون رويترز التي تعمل بها زاغري بأن عقوبتها قد تمدد لـ16 عاما، بعد اتهامات جديدة وجهتها إليها السلطات الإيرانية.
ردود الأفعال
أثارت قضية زاغري عاصفة سياسية في بريطانيا بعدما قال وزير الخارجية بوريس جونسون أمام لجنة برلمانية في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني أنها كانت في إيران "لتدريب صحفيين".
كما حركت قضيتها الرأي العام في بريطانيا، حيث ستنظم السبت المقبل مسيرة في لندن للمطالبة بالإفراج عنها، كما جمعت عريضة بعنوان "الحرية لنازنين" أكثر من 1,3 مليون توقيع على موقع "تشينج دوت اورغ".
أوراق مساومة
نازنين زاغري جزء من الحملة الإيرانية الممنهجه ضد مزدوجي الجنسية، فحسب التقارير الحقوقية فإن نظام الملالي في إيران اعتقل حوالي 30 شخصاً يحملون جنسيات أجنبية في السنتين الأخيرتين، معظمهم بتهمة التجسس.
وكشفت تقارير غربية أن إيران تمارس تلك المضايقات على مواطنيها الحاملين لجنسيات أجنبية لتتخذهم بمثابة أوراق مساومة في علاقتها بالغرب، والدليل أن ما يقرب من 19 من المعتقلين الـ30 يحملون جنسيات أوروبية، علماً أن معظم المعتقلين سابقاً كانوا أمريكيين من أصل إيراني، ولا تعلن طهران عادة عن الاعتقالات أو الاتهامات ولا تعترف بازدواج الجنسية.
ففي يونيو/حزيران الماضي أعلنت جلسة للبرلمان الأوروبي أن 3 هولنديين من أصل إيراني مسجونون في إيران، ولم يسبق الإعلان سوى عن حالة واحدة فقط.
وفي يناير/كانون الثاني 2016 أشارت معلومات رسمية على موقع رئاسة الوزراء في بريطانيا إلى احتجاز 3 من رعايا بريطانيا من أصل إيراني في سجون إيرانية.
القضاء الإيراني.. الجنسية الأجنبية جريمة
أعلن القضاء الإيراني في يناير/كانون الثاني الماضي أنه سيسقط الجنسية عن المواطنين الإيرانيين، الذين يحملون جنسيات أجنبية.
كما أعلن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أن الجنسية المزدوجة تعتبر "جريمة"، حسب القوانين الإيرانية وسيتم إسقاط الجنسية الإيرانية عمن يحملون جنسية أجنبية، كما سيحرمون من أموالهم المنقولة وغير المنقولة".
وفي نوفمبر الماضي اعتقلت الاستخبارات الإيرانية 12 مسؤولاً من حملة الجنسية المزدوجة بتهم "التجسس لصالح مشروع النفوذ الغربي داخل البلاد".
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز