إنسانية الإمارات تلهم العالم.. 14 مبادرة لإغاثة غزة
لا تكاد تمر أيام إلا وتطلق دولة الإمارات مبادرة إنسانية جديدة لدعم غزة، ومن رحمها تولد مبادرات أخرى، في سلسلة إنسانية لا تتوقف.
مبادرات أضحت مصدر إلهام للعالم في دعم فلسطين، وبدأت الكثير من دول العالم تحذو حذوها في دعم غزة، إما بالتعاون معها، أو بالسير على نهجها.
فقبل أيام قليلة أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، عن انطلاق عملية "طيور الخير" لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات وطائرات القوات الجوية المصرية على شمال قطاع غزة.
عملية "طيور الخير" أسهمت في تحفيز الكثير من الدول في تنفيذ إسقاط المساعدات الإنسانية جوا على غزة.
وأمس الجمعة، شاركت دولة الإمارات في تدشين ممر إنساني بحري ينطلق من قبرص إلى غزة بدعم إماراتي وبمشاركة أوروبية أمريكية.
وقال بيان إماراتي أوروبي أمريكي بريطاني مشترك، إن "الجهود المتفانية لدولة الإمارات ستؤدي لحشد الدعم لمبادرة إنشاء ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة".
يأتي هذا بالتوازي مع استمرار العديد من المبادرات الإماراتية الإنسانية في القطاع، في مجالات الصحة والغذاء والماء والتعليم، جنبا إلى جنب مع الدعم السياسي والدبلوماسي المتواصل عبر مختلف المحافل الدولية، والإقليمية، والإسلامية، والعربية.
ولم تألُ الإمارات جهداً في دعم أهل غزة، فأطلقت نحو 14 مبادرة لدعم غزة أبرزها "تراحم من أجل غزة"، في 15 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ثم مبادرة "الفارس الشهم 3" يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ومن رحم تلك المبادرة تولت نحو 9 مبادرات حيث سيرت جسراً جوياً، لا يزال مستمراً، في إيصال المساعدات الإغاثية والطبية، وافتتحت مستشفى ميدانياً داخل قطاع غزة، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية، وأقامت محطات لتحلية المياه لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب، وكذلك قامت بتوفير وتشغيل الأفران الآلية والمطابخ لتوفير الخبز والوجبات في غزة.
وإضافة للمبادرات العشر السابقة، هناك 4 مبادرات أخرى هي:
1- توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
2- توجيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 18 من الشهر نفسه باستقبال 1000 من مرضى السرطان للعلاج في دولة الإمارات.
ووصلت 7 فبراير/شباط الماضي طائرة الدفعة العاشرة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان، وعلى متنها 86 من الذين يحتاجون للرعاية الطبية والمرافقين من عائلاتهم.
وقبيل وصول الدفعة العاشرة استقبلت دولة الإمارات 474 حالة على 9 دفعات، لتلقي العلاج في مستشفيات دولة الإمارات.
3- استمرارا للمبادرات الإماراتية لدعم التعليم قامت جامعة الإمارات العربية المتحدة، ديسمبر/كانون الأول الماضي، باستقبال 33 طالبا وطالبة من أبناء قطاع غزة من أجل الدراسة على نفقة دولة الإمارات.
4-تدشين ممر بحري إنساني من قبرص لغزة.
ممر بحري
وتعد المبادرة الأخيرة، هي أحدث مبادرات دولة الإمارات، حيث أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أنها تتوقع بدء تشغيل ممر بحري للمساعدات بين قبرص وغزة بداية الأسبوع المقبل لتوصيل المساعدات التي يحتاج إليها الفلسطينيون في القطاع بشدة.
وأضافت أن "مساعدات غذائية جمعتها منظمة خيرية بدعم من دولة الإمارات قد تغادر قبرص اليوم الجمعة من ميناء لارنكا في اختبار تجريبي".
وذكرت فون دير لاين بعد زيارة لمنشآت في قبرص: "نطلق هذا الممر البحري القبرصي معاً، الاتحاد الأوروبي ودولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة".
وأضافت بينما كان الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بجوارها: "نحن الآن قريبون جدا من فتح هذا الممر، ونأمل أن يكون ذلك في يومي السبت أو الأحد المقبلين، وأنا سعيدة جدا لرؤية إطلاق تجريبي أولي اليوم".
وتجمع منظمة إغاثة، هي «المطبخ المركزي العالمي»، حاليا الإمدادات الغذائية في لارنكا من أجل سكان غزة بدعم من دولة الإمارات.
بدوره، قال خريستودوليدس إن ممر قبرص البحري يستهدف تسريع نقل المساعدات إلى قطاع غزة وتخفيف الضغط عن الطرق البرية.
وأضاف أن بلاده تهدف لجعل الممر البحري مستداما ومساهما رئيسيا في رفع المعاناة عن المدنيين في غزة.
على الصعيد ذاته، قال بيان أوروبي إماراتي أمريكي بريطاني مشترك إن الجهود المتفانية لدولة الإمارات ستؤدي لحشد الدعم لمبادرة إنشاء ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ووفق البيان المشترك لكل من المفوضية الأوروبية وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، فإن "الوضع الإنساني في غزة مأساوي وهناك حاجة ماسة إلى ضروريات الحياة الأساسية".
وأوضح أن الأطراف المشاركة في إصدار البيان تعتزم عقد اجتماعات مع قبرص قريبا لمناقشة كيفية تسريع إنشاء ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأشار البيان إلى أن "قيادة الجيش الأمريكي تنسق لإنشاء رصيف مؤقت في غزة لتمكين إيصال كميات كبيرة من المساعدات عن طريق البحر".
وشدد البيان على ضرورة أن يكون الممر البحري جزءا من جهد متواصل لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة من جميع الطرق الممكنة.
وقال البيان إن "الجهود الحثيثة التي تبذلها دولة الإمارات لحشد الدعم للمبادرة ستؤدي إلى الشحن الأولي للأغذية عن طريق البحر إلى سكان غزة."
طيور الخير.. خامس عملية
وبالتزامن مع الاستعداد لتدشين الممر البحري، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، الجمعة، عن تنفيذ عملية الإسقاط الخامسة للمساعدات الإنسانية والإغاثية بواسطة طائرات القوات الجوية لدولة الإمارات وطائرات القوات الجوية المصرية على شمال قطاع غزة للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين جراء الحرب ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها.
عملية الإسقاط الخامسة نفذها طواقم مشتركة من كلا البلدين، عبر طائرات حملت على متنها 62 طناً من المساعدات الغذائية والطبية على شمال غزة، وبذلك يصل إجمالي المساعدات التي تم إسقاطها منذ انطلاق عملية "طيور الخير" 231 طناً من المساعدات الإنسانية والإغاثية.
وتعد عملية "طيور الخير" التي انطلقت يوم 28 فبراير/ شباط الماضي مبادرة جديدة ضمن سلسلة مبادرات تتضمنها "عملية الفارس الشهم الإنسانية 3"، التي انطلقت بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بناء على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
وتجسد "طيور الخير " التي ستستمر لعدة أسابيع المستوى العالي من التنسيق الإماراتي المصري المشترك المتواصل لدعم سكان قطاع غزة، وتقديم المساعدات العاجلة لهم في مختلف مناطق القطاع.
كما تأتي العملية في إطار التضامن العربي والإنساني لمساعدة الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الحرجة التي يواجهونها.
حراك إنساني مستمر
ويأتي إطلاق مبادرة "طيور الخير" بعد 4 أيام من تدشين المستشفى الإماراتي العائم في ميناء العريش، لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الفلسطينيين.
وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير وغرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبرا وصيدلية ومستودعات طبية.
ويعد المستشفى العائم خطوة إضافية تستكمل دور المستشفى الميداني الإماراتي في غزة، الذي تم تدشينه في 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، حيث تبلغ سعته 200 سرير، ويضم كادرا طبيا مكونا من 83 متطوعاً من 21 جنسية، منهم 59 من الرجال و24 من النساء.
وأجرى المستشفى الميداني الإماراتي في غزة أكثر من 764 عملية جراحية كبرى ودقيقة، وتعامل خلال الأشهر الماضية مع أكثر من 7951 حالة استدعت تدخلاً طبياً من قبل فريق المستشفى للتعامل معها وتوفير العلاج والرعاية اللازمة.
واستبق ذلك بأيام إرسال دولة الإمارات 5 مخابز أتوماتيكية دعما للأشقاء الفلسطينيين لمواجهة النقص الحاد في الخبز داخل قطاع غزة، وسد جزء كبير من الاحتياجات الغذائية للأخوة الفلسطينيين والتخفيف من وطأة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمرون بها حاليا.
فيما نفذت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي مشروع المطبخ الخيري لصالح أهالي قطاع غزة استفاد منه مليوناً و419 ألفاً و560 مستفيداً، خلال الفترة من 9 يناير/كانون الثاني الماضي حتى 22 فبراير/شباط الماضي.
جهود سياسية شاملة
على الصعيد السياسي والدبلوماسي، تواصل دولة الإمارات جهودها في هذا الصدد على مختلف الأصعدة.
وتصدرت المستجدات في غزة، مباحثات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلال زيارته دولة الإمارات 5 مارس / آذار الجاري.
وبحث الجانبان تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعربا عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وما يشهده القطاع من حرب راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، وتدمير للمنشآت الحيوية ودور العبادة والبنى التحتية ومقار المنظمات الدولية، نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية.
وشدد الجانبان على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بمسؤولياته لوقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكد الجانبان التزامهما بمواصلة الجهود الإنسانية الرامية إلى تقديم المساعدات الإغاثية للتخفيف من المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة.
وشدد الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفقاً لمبدأ حل الدولتين، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وغداة تلك المباحثات، ترأست نورة الكعبي، وزيرة دولة، وفد دولة الإمارات المشارك في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجیة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي عُقد بمقر الأمانة العامة للمنظمة في مدينة جدة 6 مارس/آذار الجاري، لمناقشة تطورات الأوضاع القائمة في الأرض الفلسطينية، والعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.
وأكدت في كلمتها أن دولة الإمارات ترفض سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الشقيق، ومحاولات تهجير أبنائه من أراضيهم وهدم ممتلكاتهم ومنازلهم، كما تدين الممارسات المخالفة للقانون الدولي كافة، بما يشمل القانون الدولي الإنساني، وتطالب إسرائيل بوضع حدٍ لعنف المستوطنين وجميع الأنشطة الاستيطانية.
على الصعيد العربي، رأس خليفة شاهين المرر، وزير دولة، وفد الإمارات إلى اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته العادية الـ 161 الذي عقد 6 مارس/ آذار الجاري في مقر الجامعة في القاهرة.
وقال المرر في كلمته إنّ " دولة الإمارات تؤكد على ضرورة تكثيف العمل الجماعي والجهود المشتركة لوضع حد لآلة الدمار المستمرة، وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار في غزة يحفظ أرواح المدنيين ويوفر لهم المساعدات الإنسانية والإغاثية الضرورية بكميات كافية وبتدفق متواصل ومستدام وآمن، وبشتى الطرق والممرات".
«الفارس الشهم 3».. 9 مبادرات
وتسطر دولة الإمارات خلال الفترة الحالية ملحمة سياسية ودبلوماسية وإنسانية تاريخية، بمداد دعم لا ينضب لسكان غزة وفلسطين على مختلف الأصعدة، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع.
ومنذ بدء التصعيد الإسرائيلي في غزة 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أطلقت دولة الإمارات 14 مبادرة لدعم غزة، أبرزها مبادرة "الفارس الشهم 3"، التي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإطلاقها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتفرع منها 9 مبادرات وهي:
1- إطلاق عملية "طيور الخير" لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية على قطاع غزة جوا، التي قامت بإسقاط 231 طناً من المساعدات الإنسانية والإغاثية.
2- إنشاء مستشفى ميداني في غزة استقبل حتى اليوم 7951 حالة.
3- تدشين مستشفى عائم متكامل بسعة 100 سرير وغرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبر وصيدلية ومستودعات طبية استقبل 73 حالة.
4- تدشين 5 مخابز أتوماتيكية بقدرة إنتاجية 15 ألف رغيف في الساعة.
5 - تدشين مطبخ خيري استفاد منه 1.5 مليون من أهل غزة.
6- إقامة 6 محطات لتحلية مياه البحر في رفح تعمل على تحلية 1.2 مليون غالون يومياً، وضخها عبر أنابيب تمتد إلى داخل قطاع غزة، وتغطي احتياجات 600 ألف نسمة.
7- إرسال قوافل مساعدات إلى معبر رفح تضم 521 شاحنة.
8- إرسال وتجهيز 388 شاحنة نقل من القاهرة للعريش.
9- تسيير جسر جوي إنساني، وصل عدد طائراته حتى اليوم لـ179 طائرة شحن، إضافة إلى سفينتي شحن، نقلت 16121 طنا من المساعدات الإغاثية.
وتجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.