يوم العمل الإنساني.. مبادرات الإمارات تنير طريق العالم
يحيي العالم يوم العمل الإنساني في وقت يسجّل فيه تاريخ الإنسانية بأحرف من نور مبادرات وجهود الإمارات لإغاثة المحتاجين حول العالم.
أيادي الإمارات البيضاء امتدت لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
على صعيد دعم العالم في مواجهة وباء كورونا، بذلت الإمارات- وما زالت- جهوداً كبيرة لمساعدة دول العالم على تجاوز الظروف الصحية التي خلفتها الجائحة، والوقوف إلى جانبها وتعزيز قدراتها الصحية، حيث أرسلت نحو 2250 طناً من المساعدات الطبية إلى 136 دولة.
- الإقامة الذهبية لرواد العمل الإنساني في الإمارات.. تكريم وتمكين
- في يوم العمل الإنساني.. الإمارات تنتشل الملايين من كوارث المناخ
كما واصلت الإمارات حضورها الدولي الفاعل على صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية التي شهدتها العديد من الدول والأقاليم حول العالم وأسهمت المساعدات المادية والعينية التي قدمتها في هذا المجال في إنقاذ حياة الملايين من البشر والتخفيف من معاناتهم.
جهود ومبادرات إماراتية رائدة في خدمة الإنسانية جمعاء، توِّجت بتقدير وعرفان دولي، في الوقت الذي يحتفي فيه العالم بيوم العمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس/آب من كل عام.
وتحل المناسبة للعام الثاني على التوالي في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم جراء تفشي فيروس كورونا المستجد، والتي كان لجهود الإمارات دور بارز في مواجهتها عالمياً على أكثر من صعيد.
جسور إنسانية
من أبرز تلك الجهود جسور المساعدات الإنسانية التي دشّنتها الإمارات لتصل إلى أكثر من 136 دولة حول العالم، حملت أكثر من 2250 طناً من المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة، واستفاد منها الملايين حول العالم.
وفي أحدث تلك الجهود، أرسلت الإمارات للعاصمة الفلبينية مانيلا، في 12 أغسطس/آب الجاري، طائرة تحمل على متنها شحنة من الإمدادات والمستلزمات الطبية، ومن بينها 100 ألف من جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا، بهدف دعم جهود منع انتشار الفيروس ومحاصرته، وذلك في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات لمساعدة مختلف دول العالم في مواجهة الجائحة.
جاء ذلك بعد يومين من إرسال طائرة إماراتية إلى جمهورية القمر المتحدة تحمل على متنها 300 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19، ومستلزمات طبية مختلفة اشتملت على 600 ألف إبرة حقن، لتسهيل عملية أخذ اللقاح.
يأتي هذا في وقت واصلت فيه الإمارات جسرها الجوي نحو شقيقتها تونس، حيث وصلت 3 أغسطس/آب الجاري طائرتا شحن تحملان 47 طناً من الإمدادات الطبية، وعدداً من أجهزة التنفس الاصطناعي وأسطوانات الأكسجين، دعماً لجهود تونس في التصدي لجائحة كوفيد-19 والحد من تداعياتها.
وقبلها بأيام، أرسلت دولة الإمارات، عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، 80 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس "كوفيد-19" إلى موريتانيا لتعزيز جهود التصدي للجائحة.
جسور إنسانية تمتد حول العالم شرقاً وغرباً، ولا تتوقف على مدار الساعة، لدعم جهود مكافحة وباء كورونا على مستوى العالم.
ائتلاف الأمل
جهود لم تتوقف عند إرسال طائرات مساعدات، بل دعمت الإمارات وشاركت في كل تحرك دولي جماعي للتصدي لجائحة كورونا، بما في ذلك دعم الجهود الدولية لتسريع عملية اللقاحات والتوزيع العادل للقاح، حيث أطلقت مبادرة "ائتلاف الأمل" من أجل الاستعداد لتسهيل ودعم توزيع 6 مليارات جرعة من التطعيمات حول العالم مع رفع هذه القدرة إلى 18 ملياراً في نهاية عام 2021.
ومبادرة "ائتلاف الأمل"، أعلنت الإمارات عن إطلاقها من أبوظبي في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التزاماً منها بدعم الجهود العالمية في توزيع لقاحات "كوفيد-19" لجميع أنحاء العالم.
و"ائتلاف الأمل" هو شراكة بين القطاعين العام والخاص تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً لها، وتهدف إلى الإشراف على تنسيق عملية التوزيع الآمن لمليارات الجرعات من لقاح "كوفيد-19" حول العالم.
ومنذ إطلاقه وسّع الائتلاف نطاق تغطيته العالمية عبر شراكات جديدة مع شركات شحن إقليمية وعالمية رائدة لتعزيز قدراته اللوجستية.
وقام الائتلاف منذ تشكيله بتوريد وتخزين وتوزيع ملايين الجرعات من لقاح "كوفيد-19" من الشركات المصنعة إلى المراكز الطبية في جميع أنحاء العالم.
وفي خطوة تسلط الضوء على ريادة أبوظبي في مكافحة الجائحة والدور الحيوي للائتلاف في شحذ الجهود العالمية، أطلق "ائتلاف الأمل" 16 أغسطس/آب الجاري برنامج خدمات التطعيم العالمي خارج دولة الإمارات بالشراكة مع شركة "فيا ميديكا إنترناشيونال" من خلال توسيع نطاق خدمات الائتلاف لتشمل توفير خدمات التطعيم في البلدان التي تحتاجها، وذلك بهدف تسريع التحصين العالمي ضد فيروس "كوفيد-19" والحدّ من هدر اللقاحات.
ويشمل برنامج خدمات التطعيم العالمي توسيع نطاق "ائتلاف الأمل" لدعم البلدان في مجال التحصين ضد فيروس كوفيد-19 من خلال توصيل اللقاحات، ونشر كوادر الخدمات الطبية واللوجستية والمعدات اللازمة للمساعدة في سد فجوة التطعيم العالمية.
وتمكّن هذه الخدمة المتكاملة البلدان والمجتمعات ذات القدرات الطبية واللوجستية المحدودة من استيعاب إمدادات اللقاحات التي يتم تسليمها وتطعيم سكانها بأمان وكفاءة، مع ضمان الحد من التحديات التي قد تواجه تقديم الخدمات الصحية المحلية.
وشكلت مساعدات دولة الإمارات حتى يوليو الماضي نحو 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتعثرة خلال جائحة "كوفيد-19".
ووصل إجمالي عدد رحلات المساعدات الطبية المرسلة إلى قرابة 196 رحلة، وتم إنشاء ستة مستشفيات ميدانية في السودان وغينيا كوناكري وموريتانيا وسيراليون ولبنان والأردن، وتجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان، كما تم إرسال مساعدات إلى ما يزيد على 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية الموجودة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، وتم التبرع بمساعدات عينية بلغ مجموعها 10 ملايين دولار.
كما أسهمت الإمارات بشكل كبير في مساعدة منظمـة الصحة العالمية على تعزيز مخزونها الاستراتيجي في ضوء تفشي وباء "كوفيد-19"، ودعم جهودها في مواصلة الاستجابة الإنسانية السريعة للدول المحتاجة.
مبادرات إنسانية
وبرز العمل الإنساني للإمارات خلال أزمة "كوفيد-19" في العديد من المبادرات منذ بداية الأزمة على الصعيدين الوطني والدولي، عبر تسيير رحلات عاجلة لإجلاء رعايا الدول الصديقة من المناطق المصابة واستضافتهم والتكفل بعلاجهم وعودتهم لدولهم.
ولا ينسى العالم مبادرة "الإمارات وطن الإنسانية"، حيث قامت دولة الإمارات في مارس/آذار 2020 مع بدء تفشي كورونا بإجلاء 215 من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا إلى مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، ومن ثم نقلهم إلى دولهم بعد وضعهم تحت الحجر الصحي للتأكد من سلامتهم.
وعلى الصعيد المحلي، أثبت تعامل الإمارات مع أزمة "كوفد-19" نجاعة الإجراءات التي اتخذتها منذ ظهور الجائحة.
ويكتسب توزيع لقاحات كورونا في الإمارات ميزة إنسانية فريدة خاصة مع وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها الأمر الذي يجعل عملية التطعيم تشمل أشخاصا من جميع المناطق الجغرافية بالعالم ومن مختلف الأديان والأعراق والأجناس، بلا تفرقة، وهو ما ينسجم مع نهج الدولة التي تعد حاضنة عالمية لقيم التسامح والاعتدال وتقبل الآخرين.
إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية
على صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والبراكين والحرائق، كانت الإمارات حاضرة دائماً لمد يد العون والمساعدة ودعم المتضررين والمنكوبين.
وضمن أحدث تلك الجهود، سيرت الإمارات عبر ذراعها الإنسانية "الهلال الأحمر" خلال الأيام الماضية جسراً جوياً لنقل مساعدات إنسانية عاجلة لتعزيز حماية المدنيين المتأثرين من الحرائق في اليونان تضمنت كميات كبيرة من المواد الغذائية والصحية ومكملات غذائية للأطفال و مواد مكافحة الحرائق من ملابس إطفاء ومضخات وخراطيم مياه وملحقاتها.
كما شاركت الإمارات بطائرة عمودية لمكافحة حرائق الغابات على أطراف عاصمة اليونان أثينا.
وعلى صعيد الفيضانات، سارعت الإمارات إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين من الفيضانات التي اجتاحت ولاية بهانج الماليزية في يناير/كانون الثاني الماضي وتسببت بأضرار جسيمة في أكثر من 11 محافظة تابعة للولاية وتضمنت المساعدات كميات كبيرة من مستلزمات الإيواء والمواد الغذائية والصحية.
وفي السودان، واصلت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية للمتأثرين من السيول والفيضانات، التي اجتاحت عدداً من الولايات السودانية العام الماضي، ضمن جهودها للتصدي لتداعيات الكارثة التي لا تزال ماثلة ويعاني منها المتضررون في بعض المناطق.
وسيرت الهيئة في مارس/آذار الماضي ثلاث قوافل مساعدات جديدة إلى ولايات النيل الأبيض وكسلا والخرطوم، مستهدفة سكان المناطق الأكثر تضرراً، ففي المجال الصحي قدمت الهيئة أجهزة ومعدات طبية لمستشفى "أحمد قاسم" الحكومي في الخرطوم بحري، والمتخصص في جراحة القلب وزراعة الكلى، كما قدمت ضمن هذه المرحلة من المساعدات مستلزمات ومعينات تعليمية لعدد من المدارس في ولاية الخرطوم.
وعلى صعيد مواجهة تداعيات الزلازل، لعبت الإمارات دوراً بارزاً في التخفيف من معاناة المتضررين من الزلزال الذي ضرب جزيرة سولاويزي في إندونيسيا أواخر يناير/كانون الثاني الماضي والذي بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر ونتجت عنه أمطار غزيرة تسببت في فيضان نهر كاريونغ بيس ما أدى إلى غمر العديد من المناطق في الجزيرة وتشريد آلاف الأسر من منازلها، إلى جانب انهيار عدد كبير من المساكن والمستشفيات والمدارس والمرافق الخدمية الأخرى.
وفي يونيو/حزيران الماضي، شكل ثوران بركان جبل "نيراجونجو" في جمهورية الكونغو الديمقراطية كارثة إنسانية كبيرة بعدما شرد نحو 450 ألف شخص من منازلهم معظمهم من النساء والأطفال.
وكعادتها دائماً، كانت الإمارات من أوائل الدول استجابة لنداءات الاستغاثة التي أطلقتها الحكومة حيث أرسلت طائرتي مساعدات، الأولى حملت نحو 51 طناً من المواد الإغاثية والغذائية العاجلة، فيما حملت الطائرة الثانية التي سيرتها المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي نحو 93 طناً مترياً من المساعدات الشاملة لمجموعات تنقية المياه والمواد الإغاثية اللازمة للمأوى ومعدات الوقاية الشخصية.
تقدير وعرفان دولي
هذه الجهود توجت بتقدير وعرفان دولي، على أكثر من صعيد.
فقبل أيام، تلقّى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، اتصالاً هاتفياً في 13 أغسطس/آب الجاري من كيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس وزراء اليونان، أعرب خلاله عن شكره للدعم الذي تواصل دولة الإمارات تقديمه إلى بلاده ومساعدة المتأثرين من حرائق الغابات وتوفير احتياجاتهم الضرورية إضافة إلى مساهمتها في إخماد الحرائق التي تشهدها عدد من مناطق اليونان.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الاتصال الهاتفي تضامن دولة الإمارات مع اليونان في مواجهة الظروف الصعبة التي تشهدها إثر الحرائق التي تجتاح عدداً من المناطق.
أيضاً وجّهت تونس على لسان أكثر من مسؤول على مدار الأيام الماضية الشكر لدولة الإمارات العربية المتحدة لدعمها في مواجهة جائحة كوفيد- 19.
إشادات متواصلة استبقها بنحو شهر، منح المؤسسة البابوية التربوية التابعة للفاتيكان، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسام "رجل الإنسانية"، تقديراً لما تقوم به دولة الإمارات من دور ريادي في مجال خدمة الإنسانية جمعاء، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة " كوفيد-19".
جاء هذا الوسام بعد نحو 3 أشهر من اختيار المجلس الاستشاري العلمي العالمي لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021 لعطائه ودعمه في ظل جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
تقدير دولي متواصل وإشادات دائمة، عرفاناً بالدور الريادي للإمارات وقادتها في دعم العمل الإنساني والإغاثي والتنموي، في وقت نجحت فيه الإمارات في أن تصنع الفارق في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
aXA6IDMuMjM5Ljg3LjIwIA== جزيرة ام اند امز