سياسيا وإنسانيا وإغاثيا.. ثلاثية إماراتية لدعم سوريا
سياسيا وإنسانيا وإغاثيا، ثلاثية إماراتية رائدة لدعم سوريا وشعبها على مدار السنوات العشر الماضية.
فعلى الصعيد السياسي، أكدت الإمارات مرارا بأن الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، وشددت على أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي.
إنسانيا لم تتوقف قوافل الدعم الإماراتية لسوريا، منذ بدء الأزمة السورية وحتى اليوم، بل زادت خلال جائحة كورونا لدعم الشعب السوري في مواجهة تلك الأزمة.
ولا يزال العالم يذكر الكلمات التي يخلدها تاريخ الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، عند بداية جائحة كورونا، حين قال إن "سوريا البلد العربي الشقيق لن يكون وحده في هذه الظروف الدقيقة والحرجة".
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، انضمت الإمارات إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في عام 2014، وشاركت بفاعلية في العمليات العسكرية الموجهة ضد عناصر هذا التنظيم في سوريا مع مجموعة من الدول العربية والأجنبية.
كما تحتضن دولة الإمارات على أرضها منذ بداية الأزمة السورية ما يزيد على 130 ألف سوري.
وعلى مدار الفترة الماضية، تقدمت الإمارات الصفوف في كل المؤتمرات لبحث حلول الأزمة السورية ودعم شعبها إنسانيا.
هذا الدعم تؤكده الحقائق وتعبر عنه لغة الأرقام ويبرز بشكل جلي واضح في المبادرات الإنسانية الإماراتية على أعلى المستويات.
مبادرات القيادة
ففي مبادرة إنسانية رائدة، تجاوزت فيها الإمارات الحسابات السياسية الضيقة، وأعلنت التضامن الإنساني، مؤكدة أنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها وللإنسانية جمعاء، إيمانا منها بأن التضامن الإنساني بين الشعوب راسخ، والخلاف السياسي عابر مهما امتد.
وفي ترجمة عملية لتلك المبادئ والقيم، جاء الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الرئيس السوري بشار الأسد في 27 مارس/آذار من العام الماضي مع بدء تفشي الفيروس، لبحث دعم الشعب السوري جراء تفشي جائحة كورونا.
مبادرة هي الأولى من نوعها لمد يد العون للشعب السوري الشقيق في تلك الظروف الحرجة، تقدم بها الإمارات للعالم رسالة بشأن إعلاء القيم الإنسانية على المسائل السياسية مهما كانت الخلافات والاختلافات.
وتطبيقا لتلك المبادئ، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في 14 يونيو/حزيران الماضي، المرحلة الثانية من برنامج تطعيم اللاجئين السوريين في الأردن ضد فيروس كورونا.
وسبق أن أرسلت الإمارات إلى دمشق 5 طائرات مساعدات خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي، وأغسطس وسبتمبر من العام الماضي على متنها كميات كبيرة من لقاحات "كوفيد-19" والأدوية والمواد الطبية.
قوافل إنسانية سيرتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السوري، لدعم قدرة القطاع الصحي السوري على مواجهة تداعيات جائحة "كورونا" وتعزيز الإجراءات الوقائية للحد من تفشيها.
كما وصلت العاصمة دمشق في نوفمبر الماضي قافلة مساعدات برية تحمل 22 طنا من الأدوية والمواد الطبية، سيرتها الهيئة بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السورية.
كذلك شاركت دولة الإمارات في مارس/ آذار الماضي بمؤتمر "دعم مستقبل سوريا والمنطقة " الذي انعقد في بروكسل، حيث خلاله بتقديم 30 مليون دولار أمريكي دعما للجهود الدولية الرامية لرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق، ولتوفير التمويل اللازم للأنشطة الإنسانية في هذا الإطار.
المبادرات السياسية
على الصعيد السياسي، تؤمن دولة الإمارات بالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة السورية، ومرارا أكدت ذلك في كل المؤتمرات الدولية والمباحثات الثنائية، مشددة على دعمها الكامل لجهود الأمم المتحدة، إلى جانب جهود الوساطة الدولية الأخرى الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق سلام في سوريا بناء على مؤتمر جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254.
كما أكدت مرارا وتكرارا رفضها للتدخل الأجنبي في الشأن السوري، والتشديد على أهمية وجود دور عربي فعال في سوريا، ومساعدة السوريين في العودة إلى محيطهم العربي.
وفي مبادرة رائدة، دعا وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في مارس/ آذار الماضي إلى ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها بجامعة الدول العربية.
وقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي، سيرجي لافروف، بالعاصمة أبوظبي، آنذاك، إنه من الأدوار المهمة لعودة سوريا هو أن تعود لجامعة الدول العربية، وهذا يتطلب جهدا أيضا من الجانب السوري كما يتطلب جهدا من "الزملاء في الجامعة العربية".
وأضاف أن الأمر يتعلق بالمصلحة العامة، أي مصلحة سوريا ومصلحة المنطقة، لافتا إلى أن هناك "منغصات" بين الأطراف المختلفة، لكن لا يمكن سوى العمل على عودة سوريا إلى محيطها.
وتتويجا لتلك الرؤية، ففي 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالا هاتفيا من الرئيس بشار الأسد جرى خلاله بحث علاقات البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات لما فيه مصالحهما المتبادلة.
كما تناول الاتصال تطورات الأوضاع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط إضافة إلى مجمل القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
لغة الأرقام
ومنذ بداية الأزمة السورية وطوال السنوات العشر الماضية كانت الإمارات سباقة في دعم الشعب السوري، وظلت على موقفها باسطة يد العطاء بالمساعدات والدعم للأخوة السوريين في الداخل السوري أو في الدول المجاورة المستضيفة للاجئين.
وبلغة الأرقام، قدمت دولة الإمارات على مدار السنوات العشر الماضية ما يزيد على 1.11 مليار دولار أمريكي من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان.
وشملت تلك المساعدات توفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وأيضا إنشاء المستشفيات الميدانية، وإنشاء المخيم الإماراتي الأردني في منطقة مريجيب الفهود الأردنية ومخيمات مماثلة في إقليم كردستان العراق وفي اليونان لتوفير سبل المعيشة والحماية والخدمات الاجتماعية المختلفة.
وكذلك قامت دولة الإمارات بالتعاون مع كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا بتأسيس الصندوق الائتماني لإنعاش سوريا "SRTF" وساهمت فيه بمبلغ 23.4 مليون دولار أمريكي لدعم الاستقرار للسوريين النازحين داخليا.