هل يبقى البشر أحياء إذا انقرضت جميع الحيوانات؟ علماء يجيبون
العديد من الحيوانات انقرضت خلال عمر البشرية، وحتى قبل ظهور البشر، فماذا يحدث لو انقرضت جميع الحيوانات وبقي البشر وحدهم؟
أهمية التنوع البيولوجي
انقراض الحيوانات يعني أن بيئة البشر ستتعرض لضربة كبيرة، لأن كل مخلوق له هدف في بيئته.
من المعروف أن الحياة النباتية ضرورية لأشياء مثل الهواء الذي نتنفسه، ويجب أن توجد الحياة الحيوانية أيضًا لكي يتواجد البشر.
هناك أكثر من 13 مليون نوع مميز من النباتات والحيوانات على الأرض جميعها تلعب دورًا في التنوع البيولوجي، حتى الحشرات والديدان الصغيرة.
ذئاب يلوستون
أوضحت مدرسة المناخ في كولومبيا الحاجة إلى التنوع البيولوجي من خلال مثال ذئاب يلوستون.
تم اصطياد الذئاب في يلوستون - أول حديقة وطنية في أمريكا - باعتبارها من أهم الحيوانات المفترسة في النظام البيئي ليلوستون، وأدى غيابها إلى زيادة أعداد الحيوانات العاشبة مثل الأيائل.
تسببت كثرة الأيائل في الكثير من رعي النباتات في تآكل التربة بالقرب من المسطحات المائية وفقدان موائل الطيور، الذي تسبب في زيادة الحشرات مثل البعوض، وهو مصدر غذاء رئيسي للطيور.
ولم يتغير هذا الوضع حتى تمت إعادة تقديم الذئاب في عام 1995، وبالتالي استعادة التوازن المطلوب في يلوستون.
نوع واحد قد يخل النظام البيولوجي
في عام 2018، نشرت مجلة ساينتيفيك ريبورتس دراسة بعنوان "الانقراض المشترك يقضي على حياة الكواكب أثناء التغيرات البيئية الشديدة".
صرح المؤلف الرئيسي الدكتور جيوفاني سترونا: "نظرًا لأن جميع الأنواع مرتبطة بشبكة الحياة، فإن ورقتنا البحثية توضح أنه حتى الأنواع الأكثر تسامحًا تتعرض في النهاية للانقراض عندما تختفي الأنواع الأقل تسامحًا التي تعتمد عليها".
وأشار المؤلف المشارك كوري جيه إيه برادشو إلى أن تغير المناخ يعتبر قوة دافعة وراء انقراض القرن الحادي والعشرين، لافتا إلى أن "الانقراض المشترك" يمكن أن يؤدي إلى انهيار الحياة في النظام البيئي الذي يشمل حياة الإنسان.
نتيجة انقراض الحيوانات
أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة بين كمية الثدييات في النظام البيئي وكمية الكربون في التربة، فبصرف النظر عن أكلها، فإنها تنقل النباتات بمجرد وجودها. لذلك، فهي تسهل في حركات الكربون. هذا يعني أن الحيوانات يمكن أن تساعد في تقليل ثاني أكسيد الكربون في الهواء.
وتعتبر الأفيال أمثلة رئيسية للتغييرات الجسدية التي يمكن أن تحدثها الحيوانات في العالم بخلاف حركات الكربون، حيث تنشر الأفيال في آسيا وأفريقيا البذور، وتخصب التربة ببرازها، بل وتخلق ثقوبًا للري، وتعتمد الحيوانات الأخرى على النباتات التي تأتي من هذه البذور، ويستفيد البشر من الحياة النباتية التي تتحكم في ثاني أكسيد الكربون.
الإنسان كذلك يحتاج النحل، فعلى الرغم من أنها ليست الحيوان الوحيد الذي يؤثر على الحياة النباتية، إلا أنها غالبًا ما تكون مرادفة للتلقيح. إنها لا تقوم فقط بتلقيح الأزهار، ولكن أيضًا النباتات التي تحمل مصادر غذاء للإنسان.
هل سينقرض البشر إذا انقرضت الحيوانات؟
تقول عالمة الأحياء الدكتورة سوزان سعد الدين من جامعة موناش بأستراليا: "نعم، فبصرف النظر عن تلقيح مصادر الغذاء، سنفقد الغابات والأراضي العشبية، سيؤدي هذا إلى مزيد من التغير المناخي وتقليل هطول الأمطار".
وتضيف سعد الدين أن البشر يتسببون في "انقراض جماعي من المتوقع أن يقضي على 30-50% من الأنواع في القرن المقبل"، ولن يمنح هذا البشر وقتًا كافيًا لإنقاذ الموارد من أجل البقاء.
aXA6IDMuMTM2LjIzNi4xNzgg جزيرة ام اند امز