النائب الأول للدبيبة يعود لممارسة عمله من طرابلس
وصل النائب الأول لرئيس حكومة ليبيا حسين القطراني، الأحد إلى طرابلس، في خطوة تنهي خلافه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال عبدالحميد الدبيبة.
وبعد قرابة شهرين من اتهامات متبادلة بين الدبيبة ونائبه القطراني، قرر الأخير العودة للعمل من مقر رئاسة الوزراء، إثر وساطات من البعثة الأممية وأعضاء بمجلس النواب.
ووصل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء إلى مطار معيتيقة، اليوم الأحد، لمباشرة عمله من مكتبه بمدينة طرابلس.
ونشر المكتب الإعلامي للقطراني على "فيسبوك" صورًا من وصول نائب رئيس الحكومة إلى مطار معيتيقة، حيث كان في استقباله وزراء التخطيط، والثروة البحرية، والزراعة، والشباب، وعدد من وكلاء وزارات الحكومة، بالإضافة إلى أعضاء من الروابط الشبابية.
بعد الفساد والخلافات.. خطوة في اتجاه ترميم حكومة الدبيبة
وأفاد المكتب الإعلامي أن تلك الخطوة جاءت بعد مساعي حثيثة قام بها كلاً من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وعدد من وزراء حكومة الوحدة الوطنية وأعضاء من مجلس النواب وبدعوة من بعض مشايخ وأعيان المنطقة الغربية للوصول إلى تسوية مرضية ولحلحلة كافة الإشكاليات العالقة بينه وبين عبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة الوطنية.
المرتزقة والفساد
وفي وقت سابق، قال القطراني، في تصريحات صحفية، إنه سيعود إلى مقر رئاسة الوزراء في العاصمة طرابلس، لمباشرة عمله.
وتحدث القطراني عن ملف المرتزقة الأجانب في ليبيا، قائلا، إنه لديه زيارة محتملة إلى روسيا الأسبوع المقبل لمناقشة بعض الملفات، على رأسها إخراج القوات الأجنبية من ليبيا.
وبشأن الفساد الذي بات ينخر في عظم حكومة الدبيبة، قال القطراني إن قرارات النيابة العامة بحبس بعض الوزراء، تعد أمرًا يعود للقضاء، لكن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
وكان النائب العام الليبي الصديق الصور قد شن حملة موسعة ضد المتهمين بالفساد، والتي أفضت إلى حبس عدد من المسؤولين بينهم وزيران وعدد من مستشاري رئيس الحكومة هما وزيرة الثقافة مبروكة توغي، ووزير التربية والتعليم موسى المقريف وعدد من مستشاري رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة في قضايا مماثلة.
وأشار نائب رئيس الحكومة إلى أنه في حالة تغيب وزير لأمر ما، فمن صلاحيات الرئيس تكليف آخر بتسيير أعمال الوزارة، مؤكدًا أنه إذا ثبتت إدانة وزير ما وأقيل، فإن تعيين آخر بدلا عنه يكون بالتشاور مع البرلمان ونواب الرئيس، مع مراعاة المحاصصة.
وساطة أممية
وكان مدير مكتب الإعلام والتواصل بديوان رئاسة مجلس الوزراء ببنغازي صلاح الغزالي، قال في تصريحات قبل أيام، إن بعض الأطراف توسطت لحل الإشكاليات بين القطراني والدبيبة، بينهم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وعدد من أعضاء مجلس النواب.
وأوضح الغزالي، أن الخلاف بين القطراني ورئيس مجلس الوزراء كان بسبب عدم العدالة في توزيع الوظائف بين الأقاليم الثلاثة، والبطء في تنفيذ المشاريع، وعدم إعطاء صلاحيات لنائبي رئيس مجلس الوزراء.
تاريخ الخلاف
وكان القطراني، اتهم في أكتوبر/تشرين الأول 2021، رئيس الحكومة الدبيبة، بالتفرد بالسلطة والقرارات والاستحواذ على صلاحيات الوزراء ووكلاء الحكومة وتعزير المركزية في العاصمة طرابلس، مشيرًا إلى ما وصفه بـ"إهمال" رئيس الحكومة لإقليم الشرق وعدم التوزيع العادل للثروات والمخصصات، وتجاهله لمطالب وحقوق المنطقة الشرقية في ليبيا.
إلا أن الدبيبة رد حينها، في كلمة توجه بها إلى سكان المنطقة الشرقية، قال إن ما يحدث داخل ليبيا هو صراع سياسي وليس جهويا، مشيرًا إلى أنه لن يقبل "بتقسيم ليبيا بأي شكل من الأشكال أو بتفريق الليبيين (..) الحكومة أتت لخدمة كل الليبيين وفي كل الأقاليم الجغرافية".