مغربي حكم عليه بالإعدام.. محكمة أوروبية تطالب روسيا بحمايته
طالبت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، موسكو، بحماية شاب مغربي حكم عليه بالإعدام من جانب انفصاليين موالين لها في أوكرانيا.
وفي إجراء مؤقت، طلبت المحكمة السلطات الروسية بضمان عدم تنفيذ حكم الإعدام المفروض من قبل المحكمة في جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد.
من حلم إلى كابوس
لم يكن إبراهيم سعدون يظن، وهو يلتحق بأوكرانيا قبل ثلاثة أعوام، أن المطاف سينتهي به أسيراً في زنزانة ضيقة. يُطل منها على نهاية مأساوية لحياته.
منصة إعدام بالرصاص، بدلا من منصة تخرج، هكذاً حكمت محكمة تابعة للسلطات الانفصالية الموالية لروسيا في إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا، على الطالب المغربي إبراهيم سعدون.
ولا يتجاوز عمر سعدون 21 عاما، ويدرس في كلية علم ديناميكا وتكنولوجيا علم الفضاء بأوكرانيا، اعتقل من طرف القوات الانفصالية خلال المعارك التي شهدتها مدينة ماريوبول الساحلية خلال شهر أبريل/ نيسان الماضي.
وُجهت إليه تهم القتال إلى جانب القوات العسكرية الأوكرانية في كييف، و"السعي للاستيلاء على السلطة والإطاحة بالنظام الدستوري لمجلس النواب الشعبي"، بحسب وسائل إعلام روسية.
سُجن سعدون، وحوكم محاكمة عسكرية، قبل أن تُصدر المحكمة في حقه وبريطانيين آخرين، بالإعدام. إذ اعتبرت المحكمة أنهم من "المرتزقة".
اعتقال الشاب المغربي، والحُكم بالإعدام عليه، لم يُشكل صدمة له، ولأسرته فقط، بل لجميع المغاربة، خاصة لصغر سنه وتفوقه الدراسي.
حامل للجنسية
الطاهر سعدون، والد الشاب إبراهيم، يرفض تلقيب ابنه بـ"المرتزق"، ويُؤكد أنه أسير حرب مدني، لم يُشارك فيها.
الوالد كشف في اتصال هاتفي مع "العين الإخبارية"، أن ابنه كان يعمل في الترجمة، وذلك لإتقانه اللغة الروسية بجميع لهجاتها.
وأضاف أن ابنه اعتقل بلباس مدني، ولم يكن يرتدي أبداً أي زي عسكري، مشددا على ضرورة معاملته كأسير حرب لا كـ"مرتزق".
وأوضح أن ابنه إبراهيم سعدون طالب نجيب، كان يُتابع دراسته في أوكرانيا في المعهد الوطني لعلوم الفضاء، بمنحة مقدمة من المعهد نفسه.
ولفت إلى أن إبراهيم، يحمل الجنسية الأوكرانية منذ العام 2020، والذين ظهروا معه في المحاكمة طلبة في المعهد نفسه، وفي السّن نفسه، وكانوا ملحقين في قسم التّرجمة”.
إتقان إبراهيم لعدد من اللغات الأجنبية، كالإنجليزية والروسية والأوكرانية، دفع الجيش الأوكراني إلى الاستعانة به كمترجم رفقة باقي طلبة المعهد الذي يدرس به، يؤكد الطاهر، نافياً وجود أي عقد بينه وبين الجيش الأوكراني من أجل القتال في صفوفه.
مطالب بالتدخل
اعتقال إبراهيم، والحُكم عليه بالإعدام، خلق موجة تضامن واسعة معه، وسط مطالب للسلطات المغربية بالتدخل العاجل لإنقاذه.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر وسم "#seveIbrahim"، والذي ضم عدداً من المنشورات والصور المطالبة بإلغاء حكم الإعدام، وترحيل الشاب إلى بلده الأصلي، بالإضافة إلى فيديوهات وصور توثق لحظات الحكم عليه.
واستغرب مغردون عقد المحاكمة، وصدور الحُكم، دون تنصيب محامين للدفاع على إبراهيم ومن معه، معتبرين ذلك "إخلالاً" بشروط المحاكمة العادلة، إلى جانب إصدار الحُكم في ظرف وجيز جداً.
aXA6IDE4LjIyNi4xNy4yNTEg جزيرة ام اند امز