مؤتمر «إيكاو».. زيمبابوي تتجه لإنتاج وقود الطيران المستدام
تتخذ زيمبابوي خطوات حثيثة لتصبح واحدة من أوائل الدول الأفريقية التي تنتج وقود الطيران المستدام SAF.
وقد أتمت زيمبابوي مع منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» والاتحاد الأوروبي دراسة الجدوى في هذا الخصوص.
وقال جوشوا ك ساكو، نائب وزير النقل وتطوير البنية التحتية في زيمبابوي، في حديثه لوكالة أنباء الإمارات «وام» على هامش المؤتمر الثالث لمنظمة «إيكاو» بشأن الطيران والوقود البديل، «بحلول عام 2030 نأمل أن نكون من أوائل الدول التي تتمكن من إنتاج وقود الطيران المستدام في أفريقيا».
وأشار إلى أن «أطرافا عدة من دول مختلفة مهتمة ببحث إنتاج وقود الطيران المستدام في زيمبابوي.. ونحن نتطلع لمشاركة الخبرة الإماراتية وقد أجرينا بالفعل مناقشات في هذا الشأن في إطار عرض جهود ومساعي زيمبابوي لإنتاج وقود الطيران المستدام».
وحول مؤتمر الإيكاو الحالي المنعقد في دولة الإمارات، قال ساكو «هذا المؤتمر مهم جداً بالنسبة لنا في زيمبابوي فقد تأثرنا بالاحتباس الحراري بسبب تغير المناخ، وبعض المناطق وقعت تحت تأثير الأعاصير المدمرة التي نتجت عن التغير المناخي قبل سنتين أو ثلاث سنوات».
- مؤتمر الأطراف COP28.. منصة طموحة لضمان استدامة النظم الغذائية عالمياً
- مؤتمر «إيكاو» للوقود البديل.. حراك دولي لتحقيق معايير الطيران الأخضر
وأشار إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري وآثارها باتت واضحة للجميع، وبالتالي فإن الإجراءات التي يتم اتخاذها في قطاع الطيران من أجل الحد من الانبعاثات وجعل القطاع أكثر خضرة، أمر مهم للغاية بالنسبة لنا كدولة.
وتابع «الأمر المثير للاهتمام للغاية بالنسبة لنا في زيمبابوي هو إتمام دراسة الجدوى بالتعاون بين منظمة الطيران المدني الدولي والاتحاد الأوروبي لبحث الانتقال إلى إنتاج وقود الطيران المستدام».
وأوضح أن لدى زيمبابوي ميزة كدولة كونها تنتج حالياً الإيثانول الذي يتم مزجه مع البترول ولديها أيضاً القدرة على إنتاج الديزل الحيوي، ولكنها الآن تمضي قدماً في مجال وقود الطيران المستدام الذي سيكون أعلى قيمة تنتجه حالياً.
وقال «نتطلع فعلياً إلى إنتاج وقود الطيران المستدام في زيمبابوي، الأمر الذي سيكون له أثره في خلق فرص العمل وفي المساهمة بالناتج المحلي الإجمالي».
وحول الخطوة التالية بعد مسألة دراسة الجدوى التي تمت، أفاد بأن الخطوة المقبلة تكمن في النظر وبحث التبادل الفني لمعرفة ما نحتاج إليه لإنشاء مصنع مخصص لوقود الطيران المستدام ثم النظر في قابلية التمويل المصرفي له والنظر في الاستثمارات المحتملة من القطاع الخاص أو القطاع العام.
وعبر عن أمله وبناء على دراسة الجدوى أن تكون زيمبابوي قادرة على إنتاج وقود الطيران المستدام في غضون الثلاث إلى الخمس سنوات القادمة.
وحول تفاؤله بالقدرة على التقدم في مجال استخدام وقود الطيران المستدام وخفض الانبعاثات، قال: «ليس لدينا خيار كبشر سوى العمل بشكل سريع من. أجل مواجهة التغيرات التي تعصف بكوكبنا.. إن 60% من الانبعاثات في العالم تنتج من 1% من السكان، وبالتالي فإن الـ 99% الأخرى يتحملون عبء 1% من السكان، وبالتالي فأولئك الذين يمكنهم تمويل التحول إلى الطاقات النظيفة يجب أن يمضون في هذا الأمر كالتزام أخلاقي».
وأفاد بأن وضع هدف أمام العالم أمر مهم، لكن لا بد من النظر إلى أن ظروف كل بلد تختلف عن البلدان الأخرى، وبالتالي فإن الجدية في الوصول إلى ما نقوله تتطلب توفير التمويل.
وطالب بتوفير التمويل لجنوب العالم لإنتاج ووقود الطيران المستدام، لافتاً إلى أن الجنوب يمتلك القدرة والأرض والمياه والموارد البشرية مؤكدا أن الاحترار العالمي في نهاية المطاف لم يكن بسبب الانبعاثات من الجنوب.
وقال «دعونا نمكن الجنوب من إنتاج الوقود المستدام وليس فقط المواد الخام، فغير ذلك يعني تقديم المواد الخام إلى البلدان التي لديها رأس المال ليقوموا بالإنتاج وبيعه للجنوب مرة أخرى، وهذا يتعارض مع الهدف، لذلك أعتقد في النهاية أننا بحاجة إلى التحرك معًا حيث نقول إنه لا ينبغي ترك أي بلد وراء الركب، وهو ما يتطلب توفير الخبرة ونقل التكنولوجيا، ونوفر التمويل اللازم».