نتنياهو يشعل حربا «تشريعية» أمريكية على «الجنائية الدولية»
يهدد نواب أمريكيون بالانتقام من المحكمة الجنائية الدولية إذا أصدرت مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ووسط تقارير حول مذكرات اعتقال مرتقبة بحق كبار المسؤولين الإسرائيليين، ومن بينهم نتنياهو، حذر نواب أمريكيون من أن هذه الخطوة ستُقابل بـ"انتقام" أمريكي، حيث يجري الإعداد حاليا لتشريع بهذا المعنى.
وحث نتنياهو، الرئيس الأمريكي جو بايدن على التدخل لمنع صدور أوامر الاعتقال، فيما قال البيت الأبيض إن "المحكمة الجنائية الدولية ليس لها اختصاص في هذا الوضع ونحن لا ندعم تحقيقها" وفقا لما نقله موقع "أكسيوس" الأمريكي.
من جانبه، أصدر رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، بيانًا وصف فيه أوامر الاعتقال المتوقعة بأنها "مشينة" و"خارجة عن القانون".
وقال جونسون "إذا لم تواجه إدارة بايدن المحكمة الجنائية الدولية، فإنها قد تنشئ وتتولى سلطة غير مسبوقة لإصدار أوامر اعتقال ضد القادة السياسيين والدبلوماسيين والعسكريين الأمريكيين".
ودعا جونسون، إدارة بايدن إلى "المطالبة بشكل فوري لا لبس فيه بتنحي المحكمة الجنائية الدولية" و"استخدام كل أداة متاحة لمنع مثل هذا العمل البغيض".
وتأتي تصريحات جونسون بعد انتقادات متكررة من جانب عدد من النواب الجمهوريين والديمقراطيين الذين هاجموا المحكمة الجنائية الدولية بشدة في الأيام الأخيرة.
وفي تصريحات لـ"أكسيوس"، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول، وهو نائب جمهوري من تكساس، إنه "يتوقع نسخة من مشروع قانون السيناتور الجمهوري توم كوتون لمعاقبة مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية المشاركين في التحقيق". لكنه أضاف: "نأمل لا يصل الأمر إلى ذلك".
وقال النائب الديمقراطي براد شيرمان إن الولايات المتحدة يجب أن "تفكر فيما إذا كنا سنبقى موقعين" على نظام روما الأساسي؛ وهو المعاهدة التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف "علينا أن نفكر في التحدث مع بعض الدول التي صادقت على المعاهدة حول ما إذا كانت ترغب في دعم المنظمة".
بدوره، انتقد النائب الديمقراطي ريتشي توريس والسيناتور الديمقراطي جون فيترمان وهما مؤيدان بشدة لإسرائيل، أوامر الاعتقال.
ودعا توريس إلى "عواقب وخيمة من كل من الكونغرس والرئيس"، بينما قال شيرمان "أعلم أن الكونجرس سيضمن عواقب مثل هذا القرار السخيف".
في المقابل، أكدت النائبة الديمقراطية براميلا جابابال، وهي من أشد منتقدي إسرائيل، إن "المحكمة الجنائية الدولية هي هيئة مستقلة، وعلى أعضائها المضي قدمًا في ما يتعين عليهم القيام به".
وقال النائب الديمقراطي مارك بوكان، وهو أيضا من منتقدي إسرائيل "ليس من شأن الكونغرس أن يخبر المحكمة بما يجب عليها فعله".
فيما اعتبر عدد من النواب الديمقراطيين الذين سبق وانتقدوا إسرائيل مثل جيم ماكجفرن ودان كيلدي، إنه من السابق لأوانه التعليق على أوامر الاعتقال المحتملة قبل الكشف عنها.
تدخل أمريكي
الأمريكية المتخصصة في الشؤون الدولية إيرينا تسوكرمان، في حديث لـ "العين الإخبارية"، ترى أن "الولايات المتحدة ستعمل بشكل وثيق مع إسرائيل لمنع المحكمة من إصدار مثل هذا الأمر".
ووفق المحللة الأمريكية، لا يوجد تناقض بين سياسة بايدن هنا، ومصلحة الأمن القومي الأمريكي، وإرادة الشعب الأمريكي، وسوف تتوافق هذه السياسات الثلاثة بغض النظر عن الانتخابات المقبلة.
وتؤكد أن "معظم الأمريكيين يدعمون إسرائيل، وأولئك الذين يشاركون في الأمن القومي أكثر وعيًا بالدور الذي لا غنى عنه الذي تلعبه إسرائيل كحليف".
وختمت تسوكرمان حديثها بالقول إن "نتنياهو ليس محصنا ضد الانتقادات بسبب أخطائه العديدة وسوء تقديره وإخفاقاته، لكن لا يوجد واقع يمكن مقارنته بحماس".