تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل.. الصليب الأحمر "مستعد" للوساطة
أعلن المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، روبير مارديني، الاستعداد للوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل في صفقة تبادل أسرى.
وقال مارديني، خلال مؤتمر صحفي عقده، الخميس، بالقدس: "أبلغتُ الطرفين باستعدادنا لأن نكون وسيطاً محايداً بينهما في حالة التفاوض لإجراء تبادلٍ للمعتقلين أو للرفات البشرية. للعائلات الحق في معرفة مصير أحبائهم والحزن والمضي قدماً في الحياة".
وتقوم مصر بالوساطة بين إسرائيل و"حماس" في صفقة تبادل أسرى يتوقع أن تشهد زخما، الأسبوع القادم، بوصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة، حسبما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية.
واستعرض مارديني، في مؤتمره، نتائج زيارته إلى إسرائيل وفلسطين وقال: "ما شاركني إيّاه الناس هو إحساسٌ عميقٌ بالإرهاق واليأس وعدم القدرة على رؤية مستقبلٍ أفضل للأجيال الشابّة في المنطقة".
وأضاف: "صحيحٌ أنّه في المرحلة الحالية يحتاج سكان غزة للمساعدات الإنسانية، إلّا أنّ المساعدات لا يمكن أن تمنع عودة شبه حتمية لليالٍ تملؤها أصوات الرعب في مرحلة ما في المستقبل القريب أو البعيد، فلا يمكن تحقيق مستقبلٍ أفضل إلا بالحلول السياسية".
وأعلن أنه "سينصبّ تركيز اللجنة الدولية على تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في غزة. ولتحقيق هذه الغاية، قمنا بتوجيه نداءٍ أوّليٍّ لرفع ميزانيتنا بمقدار 10 ملايين فرنك سويسري (ما يعادل نحو 11.1 مليون دولار أمريكي)".
ولاحظ مارديني أن "جولة التصعيد الأخيرة تركت أثراً كبيراً على الناس في غزة".
وقال: "مع كلّ جولةٍ جديدةٍ من القتال، يجد سكان غزة منازلهم وسبل عيشهم مدمّرةً مرةً تلو الأخرى، فيصبح حالهم أسوأ ممّا كان عليه".
وتابع: "لقد سئموا من الحديث عن القدرة على التأقلم، فهي ببساطة عبارة تضمر في طيّاتها انعدام الخيارات المتاحة أمام أشخاصٍ يُجبرون على التحمّل وإكمال حياتهم بما تبقّى لديهم مراراً وتكراراً".
ولكنه أشار إلى أن "المدنيين في إسرائيل دفعوا ثمناً باهظاً، إذ أصبح البقاء بالقرب من الملاجئ أمراً طبيعياً للمجتمعات في جنوب إسرائيل، كما هو الحال مع الحرائق الناجمة عن البالونات الحارقة التي تلحق الضرر بالأراضي الزراعية وسبل العيش".
ووفق مارديني، "تترك حلقات الخوف والدمار المتكرّرة على جانبي السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل أثراً نفسياً سيتردّد صداه لسنواتٍ عديدةٍ في أذهان الأطفال والكبار على حدٍ سواء".
وبالنسبة له، فإنه "وعلى الرغم من أنّ المساعدات الإنسانية تمنع انهيار بعض الخدمات الأساسية في غزة في المرحلة الحالية، إلّا أنها ليست حلاً مستداماً".
وأشار بهذا الصدد إلى أن "جيلاً كاملاً من شباب غزة قد نشأ وهو لا يعرف سوى الحدود المغلقة والجولات المتكررة من الأعمال العدائية. لقد مرّ على أولئك الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً أربع عملياتٍ عسكريةٍ وتصعيدية لا حصر لها. وهُم بحاجة إلى بصيص أمل وإلى مستقبلٍ يتطلعون إليه".
وقال مارديني: "لديّ إيمانٌ راسخٌ بضرورة إعادة القانون الدولي الإنساني إلى الطاولة لمعالجة الآثار القانونية والإنسانية لسياسات الاحتلال على الفلسطينيين. إن احترام هذا القانون ليس الدواء الشافي لإنهاء الاحتلال، لكنه يساعد في الحفاظ على مسار التفاوض نحو حلٍّ مستدام".
وختم: "لن يتم حلّ هذا النزاع بسرد بنود اتفاقية جنيف الرابعة، ولكن الامتثال للالتزامات الأساسية سيكون بدايةً جيدةً لما أصبح طريقاً طويلاً ومؤلماً بشكلٍ متزايدٍ نحو السلام".