قبل ساعات من تكريم السيسي لهن.. 3 قصص لأمهات مصر المثاليات 2018
ساعات قليلة وتكرم مصر أكثر من 20 أما مثالية، التكريم سيكون على أعلى مستوى، حيث يكرمهن الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ساعات قليلة وتكرم مصر أكثر من 20 أما مثالية على مستوى الجمهورية لعام 2018، في اليوم الذي تحتفل فيه مصر والعالم العربي بعيد الأم.
ويكرم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي عُرف عنه تقديره للمرأة المصرية، بنفسه الأمهات المثاليات الأربعاء، كما اعتاد في كل عام منذ توليه المسؤولية في 2014.
"العين الإخبارية" التقت 3 من الأمهات المثاليات، وتمكنت من الوقوف على قصص الثلاث أمهات الأوائل، ورصدت تجاربهن ورحلات الكفاح التي أوصلتهن للتكريم من رئيس الجمهورية في يوم عيد الأم.
أم الأبطال
بالبكاء ودموع الفرحة، استقبلت الأم سلوى يحيى سعد عامر، نبأ اختيارها الأم المثالية الأولى على مستوى الجمهورية، بعد رحلة كفاحها مع أبنائها الثلاثة، المحاسب المرموق، وأميرة وأحمد بطلي العالم في السباحة وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تقول سلوى البالغة من العمر 59 عاما، إن الدموع تظل أكثر الانفعالات تعبيرًا عن السعادة الغامرة، فسعادتي لا توصف بأن هناك من يُقدّر ما تقدمه الأمهات، وأن هناك من يشعر بتعبنا.
وتضيف: كان لدي 4 من الأبناء أحدهم توفي وتبقى 3 بينهم الأول سليم الجسد والروح وتخرج في كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية ويعمل الآن في شركة مرموقة، والاثنان الآخران من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلّا أنني اجتهدت معهما حتى حصدا لقب بطلي العالم في السباحة وحازا على ميداليات وأوسمة من الداخل والخارج، وهما البطلان المعروفان أحمد وأميرة.
وقالت الأم المثالية الأولى، إن تكريم رئيس الجمهورية لها، الأربعاء، أمر بالغ التقدير، وإنها ستشكره بشدة على اهتمامه بقوانين ذوي الاحتياجات الخاصة واهتمامه بالأمهات والمرأة عموما وستطلب منه المزيد للأبناء، خاصة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
أم الدكاترة
ثناء غالي بشاي، البالغة من العمر 59 عاما، من أبناء محافظة أسيوط بصعيد مصر، الأم المثالية الثانية على مستوى الجمهورية لعام 2018.
بصوت تغمره السعادة تعرب الأم "ثناء" عن فرحتها بالتكريم الذي يعكس اهتمام الدولة والمسؤولين بالتضحيات والأدوار البطولية التي تقدمها كثير من الأمهات في المجتمع، وتسليط الضوء على كثير من هذه التجارب، وتقول: "هذا التكريم يسعد قلوب الأمهات وقلوب أبنائهنّ".
وتحكي بشاي لـ"العين الإخبارية" عن التجربة التي مرت بها وكانت سببا لمنحها لقب الأم المثالية، فتقول: "توفي زوجي قبل 20 عاما، وكان لدي 3 من الأبناء صغارا، وما كان مني إلّا أن تفرغت لتربيتهم وتعهدت بأن أخرجهم للمجتمع أفرادا صالحين، فأصبح لدي 3 أطباء، الأول في المجال البيطري، والثاني تخصص في فرع النساء والتوليد والثالث طبيب أطفال.
خلال رحلتها في العشرين عاما الماضية، حرصت ثناء على تنمية مهاراتها بشكل مستمر والحصول على دورات تدريبية كان أهمها تدريب الأكاديمية المهنية الذي أهلها كمدرب معتمد لمادة الفلسفة، وأكدت أنها وأبناءها دائمو الاطلاع على كل جديد، وأنها طيلة السنوت الماضية لم تعترف بما يقال عنه "المستحيل"، وكان يقينها دائما ألا مشكلة بدون حل، وكانت تحرص دائما على طرد الطاقات السلبية والأفكار السلبية عن حياتها وحياة أبنائها.
ألماظ الفيوم
ألماظ أبو السعود علي كرد، الأم المثالية صاحبة المركز الثالث على مستوى الجمهورية من محافظة الفيوم، بدأت قصة كفاحها وعمرها لم يتخط الـ26 عاما بعد وفاة زوجها.
تقول ألماظ إن ابنتها الصغرى زينب هي أول من أبلغها بقرار التكريم، فما كان من الاثنتين إلا الدخول في حالة من البكاء لدقائق أعقبها استيعاب نبأ التكريم كأم مثالية بين 22 امرأة مصرية يكرمهن رئيس الجمهورية الأربعاء.
ألماظ المرأة الريفية جاءت إلى الفيوم مع زوجها في بداية زواجهما وقررا الاعتماد على نفسيهما وإدارة مشروع خاص بهما، فاشتريا جزءا من أرض لزراعتها واستأجرا جزءا آخر، وقررا زراعتها "بطيخ"، وفي الطريق أصيب زوجها بمرض القلب وتوفي بمضاعفاته بعد 10 سنوات من الصراع.
ألماظ لم تتوقف، واصلت المسيرة، وكانت في ذلك الوقت تقيم هي وأبناؤها الثلاثة الذين تركهم لها زوجها وأكبرهم لم يتجاوز 10 سنوات، كانوا يعيشون في عش من الخوص بمنطقة جبلية، لا توجد لديهم مياه أو كهرباء، وكان الفزع هو سيد الموقف ليل نهار، وعلى الفور توجهت ألماظ لترخيص قطعتي سلاح، في البداية واجهت اعتراضات أمنية إلا أنها حصلت على الترخيص أخيرا بعد أن أطلعت مديرية الأمن على الحال المفزعة التي تحيا هي وأبناؤها فيها وأنها بحاجة لتأمين نفسها من أي مخاطر بشرية أو بيئية.
واصلت ألماظ المسيرة وقامت بتهذيب أرضها الزراعية وعانت في ذلك كثيرا، حيث إنه في ذلك الوقت لم تكن توجد المعدات الحديثة المستخدمة في هذا الغرض، وكانت البهائم والمعدات البدائية هي الوسيلة الوحيدة لتسوية الأرض وتهيئتها للزراعة.
وتقول: مع مرور الوقت خصصت جزءا صغيرا من الأرض كـ"مُصلى"، واليوم هو جامع كبير، وكبر أبنائي وأصبح اثنان منهم محاميين، هما نجوى وفهيم، بينما تعمل ابنتي زينب محاسبة في موقع مهم، واليوم تربي ألماظ أبناء ولدها فهيم، لتقوم بدور الأم للمرة الثانية، كما تم تكريمها أما مثالية لثلاث دورات متتالية في مدرسة القرية.
وأضافت ألماظ: أقوم بدور نقيب الفلاحين منذ عدة سنوات وأعكف على حل مشاكل أهل بلدتي، وأهم مشكلات البلدة اليوم أن أحصل على مياه صرف لزيادة حصة الري المخصصة لأراضي المنطقة التي باتت مهددة وأهلها بسبب قلة مياه الري، وقالت إنها ستطلب ذلك رأسا خلال تكريمها من الرئيس.