تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً عاصمتها الحبيبة أبوظبي، هذا الأسبوع.
انعقاد فعاليات معرضي "آيدكس" و"نافدكس" 2021، اللذين استطاعا أن يرسخا مكانتهما بوصفهما أكبر معرضين متخصصين في مجال الصناعات الدفاعية، ليس فقط في المنطقة، وإنما أيضاً على المستوى الدولي، حيث أصبح المعرضان يمثلان منصة عالمية لاستقطاب أبرز العارضين من الدول والشركات المطورة لأنظمة التسليح والصناعات الدفاعية من جميع أنحاء العالم، وكذلك الدول والحكومات الراغبة في الاطلاع على أحدث ما توصلت إليه منظومات التسليح في العالم بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية.
وعلى الرغم من مرور ما يقرب من ثلاثة عقود على انطلاق أول نسخة من معرض "آيدكس" في عام 1993، فإن دورة هذا العام من هذا المعرض، الذي يعقد كل سنتين، تمثل في تقديري إحدى أكثر الدورات أهمية في تاريخ المعرض، ولا سيما في ضوء دلالاتها الوطنية بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة. فمعرضا "آيدكس" و"نافدكس" عُقدا هذا العام في ظل ظروف استثنائية يشهدها العالم كله نتيجة فيروس كورونا المستجد، الذي أجبر الكثير من دول العالم بما فيها الدول المتقدمة على تطبيق تدابير صارمة للإغلاق، لكن دولة الإمارات، التي نجحت في تقديم نموذج رائد عالمياً في مجال مواجهة هذا الوباء، نجحت في تنظيم المعرضين على أرض الواقع بعد أن اتخذت جميع التدابير الصحية اللازمة لحماية المشاركين في المعرضين.
وقد كان لافتاً هنا المشاركة الدولية الواسعة في المعرضين، التي وصلت إلى أكثر من 900 عارض من 60 دولة، أغلبهم "84%" من الشركات الدولية، إضافة إلى مشاركة خمس دول جديدة للمرة الأولى في المعرضين، مع وجود 110 وفود دولية في الفعاليات، في أكبر مؤشر على الثقة الدولية الواسعة بقدرة دولة الإمارات على توفير الحماية الصحية للمشاركين من خطر فيروس كورونا.
لا خلاف على أن معرضي "آيدكس" و"نافدكس" قد أصبحا من ضمن المؤشرات الدالة على تزايد قوة الإمارات الناعمة عالمياً، لأنهما يعززان مكانتها وجاذبيتها كوجهة عالمية رائدة لتنظيم واستضافة الفعاليات والمعارض الدولية، ويرسلان رسائل إيجابية تعزز صورتها المضيئة في العالم كله باعتبارها الدولة التي لا تعرف المستحيل، والقادرة على التعامل مع مختلف الأزمات بدرجة عالية من المرونة والكفاءة، حتى لو كانت بحجم أزمة عالمية خطيرة مثل أزمة وباء "كوفيد-19".
كما بات واضحاً حجم المردودات الإيجابية التي تجنيها الدولة من هذين المعرضين عسكرياً واقتصادياً، ليس فقط من خلال الصفقات التي تبرمها الجهات الوطنية المعنية بشراء أحدث نظم التسليح العالمية، وإنما أيضاً في مجال تطوير قطاع الصناعات الدفاعية الإماراتية، من خلال فتح أسواق جديدة لصناعاتنا الدفاعية التي شهدت تطورات مهمة في السنوات الأخيرة، أو من خلال نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة عبر الشراكات والاتفاقيات التعاونية مع الشركات المشاركة في المعرضين.
كما تزامن معرض هذا العام مع حدث مهم آخر وهو تنظيم مؤتمر الدفاع الدولي بمشاركة وحضور نحو 80 دولة، وهو مؤتمر مهم شهدت مناقشاته العديد من القضايا المهمة التي تخدم تعزيز فرص التعاون الأمني وسبل تحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
إن نجاح الإمارات في تنظيم معرضي "آيدكس" و"نافدكس" 2021 في ظل ظروف جائحة كورونا، وبهذا المستوى الواسع من المشاركة الدولية، يمثل شهادة اعتراف دولية بقدرة دولة الإمارات على تنظيم الفعاليات الدولية الكبرى حتى في الظروف الاستثنائية، ودليلاً آخر على ريادة الإمارات العالمية في صناعة المعارض الدولية وفي التعامل مع أزمة جائحة كورونا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة