"مبادرة إيغاد".. هل ستوقف سفك دماء السودانيين؟
مع اشتداد المعارك ودوي الرصاص والمدافع، أعلن الجيش السوداني تسلم قائده الفريق أول عبدالفتاح البرهان مبادرة "إيغاد" لحل أزمة البلاد.
و"إيغاد" منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقرا لها، وتضم كلًا من: إثيوبيا، كينيا، أوغندا، الصومال، جيبوتي، إريتريا، السودان، وجنوب السودان.
وقال الجيش السودان في بيان: "تسلم البرهان مبادرة إيغاد التي تمخضت عن اجتماع عبر الإنترنت الذي انعقد في وقت سابق بين رؤساء دول المنظمة".
وأضاف أنه "تقرر في الاجتماع تكليف رؤساء كل من جنوب السودان وكينيا وجيبوتي بالعمل على مقترحات حلول للأزمة الحالية".
وأوضح أن الحلول "تتلخص في تمديد الهدنة الحالية إلى 72 ساعة إضافية، وإيفاد ممثل واحد من القوات المسلحة وآخر من قوات الدعم السريع إلى جوبا (عاصمة جنوب السودان) بغرض التفاوض حول تفاصيل المبادرة".
وتابع البيان: "وقد أبدى قائد الجيش موافقته المبدئية على ذلك، وشكر ممثلي المنظمة على مساعيهم واهتمامهم بالأزمة الحالية".
ضامن أممي
ويقول أمجد فريد، مستشار رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، "أي جهود لإيقاف الاقتتال أتمنى نجاحها".
وأضاف فريد، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن "إيقاف هذه الحرب وإبعاد القوات المتقاتلة من مناطق المدنيين ينبغي أن يكون هو الهدف الأول الذي نأمل فيه".
وأضاف "وساطة مكونة من جنوب السودان وكينيا وجيبوتي تظل مهمة خاصة أنها دول تتأثر بشكل مباشر باستمرار وانتشار الحرب في السودان، ولكن المجتمع الدولي وبالتحديد الأمم المتحدة يجب أن تلعب دورها في وضع وزنها وقدراتها وراء أي مبادرة حل لتشكل ضامنا قادرا على مراقبة وضمان تنفيذ أي اتفاق حول وقف المعارك".
ومضى في حديثه: "أما الحلول للأزمة السياسية والهيكلية التي أدت إلى هذه الحرب فينبغي أن تأتي لاحقا وعبر آليات سودانية شاملة تعالج العملية السابقة".
من جهته يقول الكاتب والمحلل السياسي أمير بابكر منذ قبول هدنة 24 ساعة بعد يومين من القتال كان واضحا أن الحرب لن تحسم معركة".
وأوضح بابكر، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، "قبول الطرفين إعلان الهدنة 4 مرات خلال فترة قتال استمرت 12 يوما والخامسة في الطريق، يعني أن الطرفين سيستجيبان بمزيد من الضغوط لوقف الاقتتال والجلوس للتفاوض".
وأضاف "من بنود مبادرة إيغاد المعلنة إيفاد ممثل من كل طرف لبحث تفاصيل المبادرة، وهذا يمثل أولى الخطوات في الطريق للوصول إلى اتفاقية وقف دائم بين الطرفين، ومن ثم الضغط عليهما والشروع في ترتيبات سياسية تحاول لملمة الآثار الكارثية التي ترتبت على هذه الخطوة غير المحسوبة".
سقف الأطراف
بدوره أكد الخبير الاستراتيجي نبيل نصر الدين أنه "يمكن أن تصبح المبادرة حلا لوقف الحرب بين الطرفين، إلا أن سقف الأطراف ربما يتباين إلى حد كبير، فالمكون العسكري -القيادات الحالية في الجيش- والرافضة للاتفاق الإطاري سقفها هو تسليم قوات الدعم السريع وإنهاء وجودها، لكن الدعم السريع يريد غير ذلك، خاصة بالنظر إلى الدور الخارجي الداعم لوجودها".
وأضاف نصر الدين في حديثه لـ"العين الإخبارية": "على العموم يمكن أن تصبح حلا إذا كانت المبادرة القصد منها جمع الأطراف للحل بين الأطراف المتصارعة.. أما إذا كانت هناك تدخلات خارجية مباشرة فأي حل لن يصمد أمام رغبة الشعب السوداني".
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، تستمر اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في عدد من ولايات السودان، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
وعام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة الجيش السوداني في قتاله ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات منتصف أبريل/نيسان الجاري.