مصر والسعودية على خط أزمة السودان.. إجلاء للرعايا ومساع لتهدئة التوتر
على طريق أزمة السودان المُلبد بالاشتباكات وعدم الثقة بين الطرفين المتناحرين، شحذت الدول العربية والأفريقية والغربية هممها، لإيجاد حلول وسط للنزاع الذي يهدد ثالث أكبر بلد أفريقي.
وفيما خطت منظمة الإيقاد خطوة نحو هدنة إضافية يتم خلالها التفاوض بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني على أراضي جوبا، كانت السعودية ومصر تسيران على خط مواز، لدفع جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة الأوضاع في السودان.
فماذا فعل البلدان؟
قالت الرئاسة المصرية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي تلقى يوم الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، لبحث تطورات الأوضاع في السودان.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية المستشار أحمد فهمي، إن الاتصال تناول عددًا من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي، على رأسها تطورات الأوضاع في السودان.
وأعرب رئيس المجلس الأوروبي عن "بالغ القلق" تجاه الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية المتدهورة، وتأثيرها على المدنيين والجاليات الأجنبية، مشيراً إلى أهمية الدور الذي تقوم به مصر لدفع جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتهدئة الأوضاع في السودان.
وبحسب الرئاسة المصرية، فإن السيسي أكد دعم مصر الكامل للشعب السوداني في الأزمة "الخطيرة" التي يمر بها، وعرض مستجدات الجهود التي تضطلع بها مصر من أجل خفض التصعيد والتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، والاتصالات التي تقوم بها في هذا الشأن مع الأطراف الفاعلة على جميع المستويات إقليمياً ودولياً.
وأكد الرئيس المصري، أهمية تكثيف الجهود لتفعيل المسار السياسي والحوار السلمي، بما يدفع في اتجاه عودة الاستقرار والأمن، ويراعي المصالح العليا للشعب السوداني.
تصريحات رئاسية، تزامنت مع جهود وزارة الخارجية المصرية، لإجلاء مواطنيها من السودان، وخاصة بعد حادث مقتل مساعد الملحق الإداري بالسفارة المصرية في الخرطوم.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إنها تمكنت يوم الأربعاء من إجلاء 1140 من مواطنيها، في إطار الجسر القائم لنقل الرعايا المصريين بالسودان.
وأكدت وزارة الخارجية المصرية استمرار قنصلياتها في السودان في جهودها لإجلاء المواطنين المصريين، مشيرًا إلى أن عدد من تم إجلاؤهم من المصريين في السودان وصل إلى 2679 مواطناً حتى الآن.
ماذا فعلت السعودية؟
ومن مصر إلى السعودية، كان الحراك الدبلوماسي حاضرًا على خط أزمة السودان؛ فوزير خارجية المملكة الأمير فيصل بن فرحان، بحث يوم الأربعاء مع الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، تطورات الأوضاع في السودان.
تفاصيل المحادثة الهاتفية كشف عنها دقلو عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلا إنه أجرى "نقاشًا مثمرًا مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان حول جملة من الموضوعات المتعلقة بالأزمة التي تعيشها بلادنا".
وقال قائد قوات الدعم السريع، إنه شرح للأمير فيصل بن فرحان أبعاد هذه الأزمة، والأسباب التي أدت إلى قيامها، والهدنة التي تم الاتفاق حولها لفتح ممرات إنسانية للمواطنين والمقيمين من الجاليات الأجنبية، بحسب البيان.
وتوجه الفريق دقلو بالشكر لحكومة المملكة العربية السعودية على "اهتمامها المتواصل بقضايا شعبنا وحرصها على أمن واستقرار السودان والمنطقة".
جهود سعودية تزامنت مع مساعيها المتواصلة لإجلاء مواطنيها ورعايا الدول الأجانب من السودان، بحسب بيان لوزارة الخارجية، أكدت فيه وصول 5 من مواطنيها إلى مدينة جدة يوم الأربعاء.
إجلاء الرعايا
وقالت وزارة الخارجية السعودية، إن عدد رعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم بلغ 198 شخصاً من الجنسيات التالية: (روسيا، والمملكة المتحدة، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية، وأوزبكستان، واليمن، وسنغافورة، وكمبوديا، وماليزيا، وباكستان).
وأكدت الخارجية السعودية، نقل رعايا تلك الدول من خلال سفينة جلالة الملك "أبها" التابعة للمملكة، تمهيداً لتسهيل مغادرتهم إلى بلدانهم، ليصل إجمالي من تم إجلاؤهم من السودان منذ بدء عمليات الإجلاء نحو 2351 شخصاً (119 سعودياً، و2232 شخصاً ينتمون لـ67 جنسية).
ولتسهيل عملية الإجلاء، أعلنت وزارة الداخلية السعودية، أنها تواصل إنهاء إجراءات السعوديين ورعايا الدول الشقيقة والصديقة القادمين إلى المملكة من السودان، وتسهيل انتقالهم لأماكن إقامتهم قبل المغادرة إلى بلدانهم عبر منافذ المملكة.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA=
جزيرة ام اند امز