"القاهرة السينمائي" يكرم إحسان عبدالقدوس بكتاب عن أفلامه ورواياته
إحسان عبد القدوس يعد من أبرز الروائيين الذين حققت رواياتهم أعلى نسب توزيع، وارتبطت بأجيال متنوعة من الشباب العربي
"إحسان عبدالقدوس بين الأدب والسينما"، عنوان أحد إصدارات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ40، لكاتبه سامح فتحي، والذي يتناول الأعمال الروائية والقصصية للأديب الراحل التي تحولت لأفلام سينمائية، مع عقد مقارنة نقدية بين العملين الأصلي والسينمائي.
ويعد إحسان عبدالقدوس أبرز الروائيين الذين حققت رواياتهم أعلى نسب توزيع، إذ ارتبطت بأجيال متنوعة من الشباب العربي، ما يؤكد معنى كونه أديبا للشباب من الدرجة الأولى، ومن أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب بأنواعه المختلفة من عذري لصريح أو خليط بينهما.
ويمثل أدب إحسان نقلة نوعية متميزة في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية إلى حيز العالمية، وترجمت معظم رواياته إلى لغات أجنبية متعددة، كما تحولت للوسيط السينمائي في أكثر من عمل ناجح.
وأشار المؤلف إلى أن إحسان كتب أكثر من 600 رواية وقصة، وقدمت السينما المصرية عددا كبيرا منها، إذ كان منها 49 رواية تحولت لأفلام، و5 روايات تحولت لنصوص مسرحية، و9 روايات أصبحت مسلسلات إذاعية، و10 روايات تحولت لمسلسلات تلفزيونية، إضافة إلى أن 65 من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الأوكرانية، والصينية.
ولعب إحسان عبدالقدوس دورا بارزا في صناعة السينما المصرية، ليس فقط عن طريق الأفلام التي أخذت عن قصصه ورواياته، لكن أيضا بمشاركته في كتابة السيناريو والحوار للكثير منها، مثل "لا تطفئ الشمس"، و"إمبراطورية ميم".
ويتناول الكتاب برؤية نقدية أبرز الأفلام المأخوذة عن قصص وروايات لإحسان عبدالقدوس، مثل "أين عمري" التي صدرت ضمن المجموعة القصصية "الخيط الرفيع، أشرف خائنة، وأين عمري" عن دار روزا اليوسف، وهي القصة التي تحولت لفيلم سينمائي أخرجه أحمد ضياء الدين، وقام ببطولته ماجدة ويحيى شاهين وأحمد رمزي وأمينة رزق.
كما يتناول فيلم "الوسادة الخالية" الذي صدر في ثوب رواية عام 1955 وأنتج للسينما عام 1957، من إخراج صلاح أبوسيف، بطولة عبدالحليم حافظ ولبنى عبدالعزيز، إذ يرى المؤلف أن الفيلم لم يبالغ أو يتكلف، وجاء مطابقا لواقع حال السواد الأعظم من المحبين والعشاق في تلك الحقبة من خمسينيات القرن المنصرم.
أما رواية "لا أنام" التي صدرت عام 1957 وكانت نقلة نوعية في أسلوب إحسان وطريقته الروائية، وتناول خلالها بإفراط الحياة الشخصية لأبطاله حتى لو اصطدمت مع الناموس الأخلاقي السائد في المجتمع وقتها، فتحولت إلى فيلم أخرجه صلاح أبوسيف، الذي يعد قاسما مشتركا في العديد من روايات إحسان، وكتب السيناريو السيد بدير وصلاح عز الدين، وحوار صالح جودت، بطولة فاتن حمامة ويحيي شاهين ومريم فخر الدين وهند رستم ورشدي أباظة.
ويرى المؤلف أن الرواية أدخلت عليها بعض التغييرات لتلائم السينما، وتخرج من تطويل الرواية للاختصار السينمائي.
ويتناول الكتاب أيضا المقارنة بين الأدب والسينما عند إحسان عبدالقدوس في أعمال من نوعية "الطريق المسدود"، أنا حرة"، و"لاتطفئ الشمس"، إخراج صلاح أبوسيف، و"البنات والصيف" إخراج عز الدين ذوالفقار، و"في بيتنا رجل" إخراج هنري بركات، و"النظارة السوداء" إخراج حسام الدين مصطفى، و"إضراب الشحاتين" إخراج حسن الإمام، وصولا لآخر الأفلام المأخوذة عن روايات عبدالقدوس "الراقصة والسياسي" إخراج سمير سيف عام 1990، وقام ببطولته صلاح قابيل ونبيلة عبيد.