أول قائدة أوركسترا في مصر لـ"العين الإخبارية": أنا صعيدية أحلم بالعالمية
إيمان جنيدي مايسترو مكنتها قوتها الفنية من قيادة فريق أوركسترا وإنشاء فرقة موسيقية خاصة بها تنفق عليها من مالها الخاص
نشأت وترعرعت داخل بيت يعشق الموسيقى، وحلمت بأن تكون قائدة أوركسترا بعد التحاقها بكلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان بالقاهرة، وعقب تخرجها لم تحقق حلمها لمواجهتها عدة صعوبات، لكن العزيمة والإصرار ساعداها على أن تصبح أول قائدة لفرقة موسيقية في مصر والوطن العربي.
إيمان جنيدي، مصرية من محافظة بني سويف، بجنوب مصر (الصعيد)، غيّرت العرف السائد داخل المجتمع المصري، باقتصار قيادة الأوركسترا على الرجال.
"العين الإخبارية" التقت إيمان جنيدي لتعرف منها أبرز محطات مسيرتها الموسيقية، وكيف استطاعت أن تصبح أول امرأة قائدة للأوركسترا.
من أين بدأ طريقكِ في عالم الموسيقى؟
منذ الصغر، لأنني نشأت في بيت موسيقي، فوالدي يعشق الموسيقى وهوايته تأليف الشعر بالرغم من كونه مهندسا في أحد قطاعات محافظة بني سويف، التي تربينا فيها ونعيش بها حتى الآن، ويوما تلو الآخر وجدت نفسي أميل إلى دراسة الموسيقى، وعقب الانتهاء من مرحلة الدراسة الثانوية، التحقت بكلية التربية الموسيقية في جامعة حلوان بالقاهرة، لعدم توافرها في محافظتي حتى الآن.
كيف أصبحتِ قائدة أوركسترا؟
عقب تخرجي عملت بمدرسة في بني سويف كمدرسة موسيقى، وكونت فرقة موسيقية وقدمنا عدة حفلات داخل المحافظة ونالت إعجاب الجميع، وتطور الأمر وتمكنت من قيادة فرقة الموسيقى العربية بقصر ثقافة بني سويف، المكونة من 55 عضوا من الرجال، ما جعلني أواجه عدة صعوبات نفسية خلال بداية مشواري مع هذه الفرقة نظرا لعدم اقتناع بعضهم بقيادة المرأة لفرقة أوركسترا من جانب، وكذلك لوجود أعضاء أكبر مني في السن، ما خلق لديهم إحساسا بعدم تقبل توجيهاتي، لكن مع الوقت بدأت فرقة "بني سويف" تغير من تعاملها معي بعد اقتناعهم التام بإمكانياتي الفنية والقيادية.
وماذا عن فرقتك الموسيقية "المايسترو"؟
بعد نجاحي في قيادة عدة فرق مختلفة، خاصة فرقة جامعة بني سويف، التي حصلت بها على عدة جوائز على مستوى الجمهورية، ونالت إعجاب الجميع، سعيت إلى تكوين فرقتي "المايسترو"، كبداية للسير نحو طريق العالمية التي أحلم بالوصول إليها منذ أن عملت في عالم الموسيقى.
من ينفق على "المايسترو"؟
أنا أنفق عليها من مالي الخاص، فمنذ نشأة هذه الفرقة الموسيقية أتحمل جميع المصاريف، سواء أجور المطربين أو تأجير الاستديوهات بالإضافة إلى البروفات التحضيرية حتى إقامة الحفل، فلا أحد يساعدني ماديا.
وماذا عن أسرتكِ؟ هل تأثرت سلبا بعملكِ في الموسيقى؟
هذا لم يحدث على الإطلاق، خاصة أن أسرتي داعمة لي، بداية من زوجي المتفهم جدا لطبيعة عملي ومشقته، حتى أولادي الثلاثة المساندين لي ولأعمالي بشكل مستمر، فأسرتي وفرت لي بيئة صحية حتى أواصل الإبداع في عملي وفني، فلولا مساندتهم ما وصلت إلى أن أصبح أول امرأة مصرية قائدة أوركسترا.
ما أهم حفلاتك؟
في الوقت السابق كانت العروض التي أقدمها عامي 2009 و2010 في مهرجان الموسيقى لقصور الثقافة، وكانت العروض تقدم أمام عمالقة الموسيقى، مثل الدكتورة الراحلة رتيبة الحفني، أول امرأة ترأست دار الأوبرا المصرية، والموسيقار الكبير حلمي بكر، وحاليا أعرض حفلاتي في "ساقية الصاوي"، التي أعتبرها من أهم المراكز الثقافية في مصر.
وماذا عن الغناء؟
أملك موهبة الغناء، بشهادة من يسمعونني الذين يقولون إن صوتي قوي ورائع، فأنا أدرب جميع المطربين معي في الفرقة وأغني معهم في الوقت نفسه، لكنني فضلت في بداية الطريق الابتعاد عن الغناء والتركيز أكثر في قيادة الأوركسترا.
ألم تتسبب عادات وتقاليد المجتمع الصعيدي في عرقلة مشواركِ الموسيقي؟
بالنسبة لي على المستوى الشخصي لم يحدث، فطريقي كان واضحا منذ البداية، ولم أسمح لأحد بالوقف أمام مستقبلي الفني، لكن العرقلة في المجتمع الصعيدي تأتي من العائلات التي تمنع البنات من حضور الحفلات التي تقام في القاهرة، والنقطة الثانية التي أعتبرها من أهم الأمور التي تعوق نشر الثقافة الموسيقية في الصعيد، تتبلور في عدم وجود كليات موسيقى في بعض محافظات الصعيد، وأتمنى أن يتطور هذا الأمر ويحدث العكس.
من أهم الشخصيات التي تتمنين تقديم عروضك الفنية أمامهم؟
أتمنى أن أقدم عرضا فنيا أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهذا إن حدث سيدفعني إلى الأمام بقوة ويكسبني قوة وعزيمة لا حدود لها، بالإضافة إلى حلمي بأن أقدم عروضي الفنية خارج مصر، لأنطلق إلى الفن العالمي، فمنذ تكوين فرقتي الموسيقية لم يتح لي أن أعرض أعمالي الفنية بالخارج.