الشلل الدماغي عند الأطفال.. ما هي الأسباب وطرق العلاج؟
الشلل الدماغي عند الأطفال هو اضطراب عصبي يؤثر على الحركة والتنسيق العضلي، ينجم عن تلف في الدماغ يحدث قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها بوقت قصير. فما هي أعراضه؟
والشلل الدماغي عند الأطفال (Cerebral Palsy) هو خلل أو ضرر في دماغ الطفل يؤثر على تطور النمو، ويسبب درجات مختلفة من الاضطرابات في قدرات الطفل الحركية وفي أدائه، كما يسبب الاضطرابات الحسيّة (في الحواس) مثل الصمم والعمى، وقد يؤذي مستوى الذكاء وتحدث اضطرابات في عمل الأعضاء المختلفة في الجسم. ويساعد التشخيص الدقيق لنوع الشلل الدماغي في وضع خطة علاجية مناسبة لتلبية احتياجات الطفل. ويساعد التدخل المبكر في تحسين نوعية الحياة للأطفال المصابين بالشلل الدماغي.
أنواع الشلل الدماغي عند الأطفال
وفقًا لموقع Cleveland Clinic هناك عدة أنواع من الشلل الدماغي، تختلف بناءً على مناطق الدماغ المتأثرة والأعراض المرافقة، منها:
- الشلل الدماغي التشنجي (Spastic Cerebral Palsy): هو النوع الأكثر شيوعًا، ويتميز بزيادة التوتر العضلي (التشنج) مما يؤدي إلى تصلب العضلات وصعوبة الحركة.
- شلل شقي (Spastic Hemiplegia): من الأنواع الفرعية، ويؤثر على نصف واحد من الجسم (الذراع والساق على نفس الجانب).
- الشلل الرباعي (Spastic Quadriplegia): من الأنواع الفرعية، ويؤثر على جميع الأطراف الأربعة بالإضافة إلى الجذع والوجه.
- شلل نصفي سفلي (Spastic Diplegia): من الأنواع الفرعية، ويؤثر بشكل أساسي على الساقين، مع تأثر أقل بالذراعين.
- الشلل الدماغي الكنعي (Dyskinetic Cerebral Palsy): يتميز بحركات لا إرادية وغير منضبطة، ويمكن أن تتغير هذه الحركات من بطيئة إلى سريعة ومتشنجة. يُعزى هذا النوع إلى تلف في العقد القاعدية (basal ganglia) في الدماغ.
- الشلل الدماغي المختلط (Mixed Cerebral Palsy): يمكن أن يظهر الطفل أعراضًا من أكثر من نوع واحد من الشلل الدماغي.
اقرأ أيضًا: ما هي أسباب التوحد المكتسب.. وكيفية تشخيصه وعلاجه؟
أسباب الشلل الدماغي
هناك عدة أسباب يمكن أن تسهم في حدوث الشلل الدماغي، وتشمل على ما يلي:
1. أسباب ما قبل الولادة
- تعرض الأم لبعض الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية خلال الحمل، مثل الحصبة الألمانية، الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، الهربس البسيط، أو داء المقوسات، يمكن أن يؤثر على تطور دماغ الجنين.
- قد يحدث الشلل الدماغي نتيجة مشاكل في تطور دماغ الجنين بسبب عوامل وراثية أو بيئية.
- عدم وصول الأكسجين والمغذيات إلى الجنين بشكل كافي، بسبب مشاكل في المشيمة يمكن أن يؤدي إلى تلف الدماغ.
- تعرض الأم لمواد سامة مثل الكحول أو المخدرات أو بعض الأدوية أثناء الحمل قد يزيد من خطر حدوث الشلل الدماغي.
2. أسباب أثناء الولادة
- قد يؤدي نقص الأكسجين أثناء الولادة إلى تلف في دماغ الطفل، مما يزيد من خطر الإصابة بالشلل الدماغي.
- الأطفال الذين يولدون قبل الأوان معرضون لخطر أعلى للإصابة بالشلل الدماغي بسبب عدم اكتمال تطور أعضائهم، بما في ذلك الدماغ.
- الوزن المنخفض عند الولادة، خاصة أقل من 1.5 كجم، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالشلل الدماغي.
3. أسباب بعد الولادة
- التهابات مثل التهاب السحايا أو التهاب الدماغ التي تصيب الدماغ أو الحبل الشوكي بعد الولادة يمكن أن تسبب الشلل الدماغي.
- إصابة الرأس نتيجة حادث مثل السقوط أو حوادث السير يمكن أن تؤدي إلى تلف في الدماغ وبالتالي الشلل الدماغي.
- اليرقان غير المعالج بشكل صحيح، خاصة في حديثي الولادة، يمكن أن يؤدي إلى حالة تسمى "الصفراء النووية"، التي تسبب تلفًا في الدماغ.
- تعرض الطفل لمواد سامة مثل التسمم بالرصاص يمكن أن يؤدي إلى تلف في الدماغ.
4. عوامل وراثية
بالرغم من أن الشلل الدماغي ليس وراثيًا، إلا أن هناك بعض الحالات التي قد يكون للعوامل الوراثية دور في حدوثه، مثل العيوب الوراثية التي تؤثر على تطور الدماغ.
أعراض الشلل الدماغي
تشمل الأعراض الرئيسية للشلل الدماغي وفقًا لموقع CDC على ما يلي:
- زيادة التوتر العضلي وصعوبة في التحكم بالعضلات، مما يؤدي إلى حركات متيبسة وغير مرنة.
- انخفاض التوتر العضلي، مما يجعل الطفل يبدو مرتخيًا وصعب التحكم في الحركات.
- ضعف في التوازن والتنسيق الحركي، مما يؤدي إلى مشي غير مستقر أو مشاكل في القيام بحركات دقيقة.
- حركات غير طبيعية وغير إرادية مثل الارتعاش أو التواء العضلات.
- مشاكل في التطور الحركي مثل الجلوس، الزحف، أو المشي.
- صعوبة في القيام بحركات معينة مثل الإمساك بالأشياء، أو رفع الذراعين، أو الوقوف.
- قد يكون لدى الطفل مشية غير طبيعية مثل المشي على أطراف الأصابع أو مشية متقاطعة (Scissoring gait).
- قد يكون الطفل أكثر عرضة للسقوط بسبب مشاكل في التوازن.
- صعوبة في نطق الكلمات بوضوح بسبب ضعف العضلات التي تتحكم في الكلام.
- مشاكل في البلع يمكن أن تؤدي إلى تغذية غير كافية أو مشاكل تنفسية.
- بعض الأطفال قد يعانون من مشاكل في الرؤية أو السمع.
- قد يعاني بعض الأطفال من مشاكل في التحكم في المثانة، مما يؤدي إلى التبول اللاإرادي.
- يمكن أن يكون التحكم في الأمعاء ضعيفًا، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الإمساك المزمن.
- قد يعاني الأطفال المصابون بالشلل الدماغي من صعوبات في النوم أو الاستيقاظ المتكرر أثناء الليل.
- بعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي قد يعانون من نوبات صرع نتيجة تلف الدماغ.
كيف يتم تشخيص الشلل الدماغي؟
يعتمد تشخيص الشلل الدماغي على مراقبة تطور الطفل وإجراء مجموعة من الفحوصات الطبية التي تساعد في تحديد وجود الشلل الدماغي ونوعه وشدته، كما يلي:
- تقييم مراحل نمو الطفل لمعرفة ما إذا كان هناك تأخر في الوصول إلى معالم التطور الحركي مثل الجلوس، الزحف، أو المشي.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتصوير الدماغ والتحقق من وجود أي تلف أو تشوهات في أنسجة الدماغ التي قد تسبب الشلل الدماغي.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) للكشف عن تلف أو تشوهات في الدماغ.
- اختبار النخاع الشوكي (Spinal Tap).
- اختبارات الدم للتحقق من وجود حالات وراثية أو استقلابية قد تؤثر على تطور الدماغ.
- في بعض الحالات، قد يتم إجراء اختبارات جينية للتحقق من وجود اضطرابات وراثية مرتبطة بالشلل الدماغي.
- تقييم القدرات المعرفية للطفل لتحديد ما إذا كان هناك أي تأخر في التعلم أو احتياجات تعليمية خاصة.
- التحقق من وجود أي مشاكل في الرؤية أو السمع أو الحواس الأخرى.
علاج الشلل الدماغي
يهدف علاج الشلل الدماغي إلى تحسين نوعية الحياة لدى الأطفال المصابين عن طريق تقليل الأعراض وتحسين القدرات الوظيفية، كما يلي:
- العلاج الطبيعي (Physiotherapy) لتقوية العضلات وتحسين القدرة على التحرك والتوازن.
- العلاج الوظيفي (Occupational Therapy) لتطوير المهارات التي يحتاجونها لأداء الأنشطة اليومية مثل الكتابة، وتناول الطعام، وارتداء الملابس.
- تحسين مهارات التواصل لتحسين القدرة على التحدث بوضوح، أو تعلم استخدام وسائل بديلة للتواصل مثل لوحات الاتصال أو التكنولوجيا المساعدة.
- العلاج بالأدوية مثل الباكلوفين، والديازيبام، والبوتوكس لتقليل التشنجات وتحسين الراحة.
- في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى جراحة لتصحيح التشوهات العضلية أو العظمية مثل تقصير الأوتار أو إعادة تنظيم العظام.
نصائح للتعايش مع الشلل الدماغي
يتطلب التعايش مع الشلل الدماغي التكيف المستمر والدعم المتعدد الأبعاد. من خلال التعليم، الالتزام بالعلاج، والدعم النفسي والاجتماعي، ويمكن تحسين نوعية الحياة وزيادة استقلالية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي. وتوفير بيئة داعمة والتخطيط الجيد يمكن أن يساهم في حياة مليئة بالإيجابية والإنجازات.
ويقدم دكتور محمد عبدالهادي أخصائي مخ وأعصاب الأطفال في مصر وعضو الرابطة البريطانية لأمراض مخ وأعصاب الأطفال لـ"العين الإخبارية" بعض المعلومات لتحقيق فهم أفضل عن مرض الشلل الدماغي للأهالي الذين يعاني أبناؤهم من المرض، وهي:
- الشلل الدماغي يؤدي لضعف في العضلات والتحكم الحركي ويصاحب أغلب الحالات تيبس في العضلات، خاصة في الأطراف السفلى.
- الاعتقاد بأن الشلل الدماغي يحدث غالبا نتيجة الاختناق ونقص الأكسجين أثناء الولادة ليس صحيحا تماما، فالاختناق يتسبب في حالات ضئيلة بينما أغلب الحالات تكون نتيجة قصور في المخ منذ بداية الحمل ويكون السبب غير معروف في أحيان أخرى.
- كثير من حالات الشلل الدماغي تنتج عنها مشاكل أخرى مثل التأخر العقلي وقصور في السمع أو البصر والصرع واضطرابات في السلوك وصعوبات في البلع والتغذية.
- يمكن اكتشاف الشلل الدماغي من خلال أمور عدة مثل التأخر الحركي عند الطفل أو بعض الحركات اللاإرادية والتشنج أو تيبس العضلات.
- لا توجد تحاليل أو أشعة تكشف المرض ويكون التشخيص إكلينيكيا من قبل الطبيب ومتابعة تطور الطفل هي أهم شيء لتقييم حالة الشلل الدماغي ومعرفة أوجه القصور ووضع خطة للعلاج والتأهيل وكلما كانت القدرات العقلية أحسن تحسنت فرص العلاج.
- تتضمن روشتة العلاج أدوية للسيطرة على التشنجات والحركات اللاإرادية وتيبس العضلات وأدوية لتنشيط خلايا المخ التي لم يحدث بها ضمور لتقوم بدور الخلايا التي حدث بها ضمور.
اقرأ أيضًا: متلازمة أسبرجر.. 5 علامات تنذر باضطراب طيف التوحد
مضاعفات الشلل الدماغي
يمكن أن يؤدي الشلل الدماغي إلى مجموعة من المضاعفات التي تختلف من شخص لآخر حسب شدة الحالة ونوع الشلل الدماغي، منها:
- زيادة توتر العضلات وتصلبها، مما يحد من الحركة ويسبب الألم.
- تشوهات ناتجة عن تشدد العضلات والمفاصل بسبب قلة الحركة أو التشنج.
- صعوبة في الحفاظ على التوازن والتحكم في الحركات الدقيقة.
- ضعف العضلات، مما يؤدي إلى صعوبة في أداء الأنشطة اليومية مثل الجلوس أو المشي.
- تشوهات العمود الفقري (الجنف) أو انحراف القدم (Clubfoot).
- هشاشة العظام وزيادة خطر الكسور بسبب نقص الحركة.
- يمكن أن يؤدي ضعف عضلات الصدر والحجاب الحاجز إلى صعوبات في التنفس، مما قد يزيد من خطر العدوى التنفسية مثل الالتهاب الرئوي.
- يمكن أن تؤدي مشاكل البلع إلى خطر الإصابة بالاختناق أو التهابات الرئة بسبب تسرب الطعام أو السوائل إلى الرئتين.
- الإمساك المزمن بسبب قلة الحركة أو ضعف العضلات التي تتحكم في الأمعاء.
- ضعف التحكم في العضلات التي تفصل بين المريء والمعدة، مما يؤدي إلى ارتجاع الحمض.
- يعاني العديد من الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي من نوبات صرع تستدعي استخدام أدوية مضادة للصرع.
- يمكن أن يترافق الشلل الدماغي مع تأخر في النمو العقلي أو صعوبات تعلمية.
- مشاكل الرؤية مثل الحول (Strabismus) أو قصر النظر.
- قد يعاني بعض الأطفال من صعوبات في السمع، مما يؤثر على تطور اللغة.
- قد يعاني بعض الأطفال من مشاكل في معالجة المعلومات الحسية، مما يؤثر على تفاعلهم مع البيئة.
- يمكن أن يؤدي العيش مع الشلل الدماغي إلى مشاكل نفسية مثل القلق، الاكتئاب، أو العزلة الاجتماعية.
- صعوبات في التفاعل الاجتماعي أو التأقلم مع بيئات التعليم العادية.
- مشاكل في التحكم في الفم واللسان، مما يجعل تناول الطعام والشراب صعبًا.
- يمكن أن يؤدي إلى ضعف النمو وضعف الجهاز المناعي.
- صعوبة في النوم بسبب التشنجات، الألم، أو صعوبات التنفس.
وأخيرًا، يمكننا القول أن الشلل الدماغي يمكن أن يؤدي إلى مجموعة واسعة من المضاعفات التي تؤثر على الحركة، التنفس، الهضم، والوظائف العصبية والنفسية. وتتطلب إدارة هذه المضاعفات نهجًا شاملًا يشمل العلاج الطبي، التأهيل، والدعم النفسي والاجتماعي لضمان تحسين جودة الحياة للأطفال المصابين وأسرهم.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز